ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه عند وقوع التفجيرين فى شبكة مترو الإنفاق فى موسكو وصل القادة الروس إلى حالة من الهلع وتسابقوا فى إطلاق التصريحات النارية بالتوعد والتهديد لمرتكبى التفجيرات، ومثل هذه التصريحات التى أدت إلى اندلاع حربين فى القوقاز. وكان الرئيس الروسى دميترى ميدفيديف قد تباهى بتحويل مرتكبى التفجير السابق إلى "رماد"، واصفاً إياهم "بالوحوش الضارية"، فيما أمر فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الشرطة الروسية بالبحث عن مرتكبى الحوادث فى قنوات الصرف الصحى. وأشارت الصحيفة إلى أن المفاجأة تمثلت فى أنه لم يكد يمر يوم وأحد على إراقة الدماء والدمار الشديد الذى أحدثه الانفجاران حتى أعلن الرئيس الروسى بحث قضايا الفقر والبطالة فى شمال القوقاز، مضيفاً أن هذه القضايا هى سبب العنف والأعمال الإجرامية، ومؤكداً على أن الوصول لحل جذرى لهذه القضايا أصعب من ملاحقة المجرمين وإبادتهم وأعلن اعتزامه على المضى قدما للقضاء على الإرهاب والبطالة والفقر فى آن واحد. ونقلت نيويورك تايمز عن الرئيس الروسى قوله خلال اجتماعه مع كبير مستشاريه لحقوق الإنسان "المواطنون يريدون حياة هادئة ولائقة وطبيعية، بغض النظر أين يعيشون". وأضاف مدفيديف "السلطات الفيدرالية متضامنة جنباً إلى جنب مع السلطات فى منطقة القوقاز متعهدين بخلق أجواء "الحياة الهادئة والطبيعية". تأتى تفجيرات الاثنين الماضى الدامية فى لحظة حرجة بشأن السياسة الروسية المتقلبة تجاه القوقاز تارة بين المطاردات التى قادها بوتين وهو رئيس لروسيا وتارة بين سياسة التحرير الحذر التى تم استحداثها بعد تولى الرئيس الحالى دميترى مدفيديف الرئاسة. وأشار الكسى مالاكشينكو الباحث فى شئون القوقاز بمركز كارنيجى بموسكو إلى أنه إذا استمرت الهجمات بشكل منتظم فى موسكو، كما كانت فى معظم الفترة الرئاسية لبوتين "فإن ذلك يعنى الحرب، الحرب ضد الإرهاب" وإذا لم تتكرر مثل هذه الهجمات هل يمكن للرئيس الحالى دميترى مدفيديف الابتعاد عن نهج بوتين والذى يكاد يعتمد كليا على القوة. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
