أكد الدكتور جيا هنري - أستاذ التغذية البشرية ومدير مركز الأغذية الوظيفية بجامعة أوكسفورد بروكس - على الأهمية الكبيرة التي تلعبها الفيتامينات في حياتنا . وأشار إلى أن الفيتامينات تلعب دورا أساسيا في معظم العمليات الخلوية من تنظيم عملية التمثيل الغذائي وتحويل الدهون إلى طاقة وتشكيل العظام والأسنان وأيضا إنتاج النطفة. و ذكر الدكتور هنري أن مصطلح "فيتامين" لم يكن معروفا حتى بداية القرن العشرين. وكان عالم بولندي اسمه كاسيمير فنك هو أول من أعطى اسما للمادة المغذية التي عزلها من قشر الذرة. وبدمج المصطلح اللاتيني للحياة فيتا ومركب أسماه أنيم استحدث فنك الاسم فيتامين. ويضيف دكتور هنري أن بعد عشرين سنة على هذا الاكتشاف في أواسط ثلاثينيات القرن الماضي شقت مكملات الفيتامينات طريقها إلى الأسواق لكنها لم تلق شعبية إلا في السبعينيات على أيدي الكيميائي البارز لينوس بولينغ الحائز على جائزة نوبل ، ومما لاشك فيه أن تلك المكملات، في بعض الحالات، تكون ذات فائدة عظيمة. وأوضح الدكتور هنري أن تناول وجبة غذائية متنوعة ومتوازنة هو أفضل طريقة للحصول على المغذيات الزهيدة المقدار التي يحتاجها الجسم، هناك بعض الفيتامينات الأساسية صعب الحصول عليها بطريقة طبيعية. وفيتامين "د" على سبيل المثال يتم الحصول عليه بالتعرض لأشعة الشمس التي أحيانا ما يصعب الوصول إليها في الدول الأوروبية الشمالية، لذا فإن تناول مكملات متاحة تشمل المسموح به يوميا تعتبر في غاية الفائدة في مثل هذه الظروف. وكذلك فإن حبوب حمض الفوليك " فيتامين ب 9 " يُنصح بها للنساء الحوامل لأنها تساعد في منع ما يعرف بعين الأنبوب العصبي في الأطفال الحديثي الولادة ، وهو دليل واضح يبين فائدة مكملات الفيتامينات ، فالمكملات الغذائية وضعت أصلا وسيلة لتخفيف خلل ما بدلا من أن تكون علاجا شافيا. وأضاف أن هناك مخاوف صحية من الإفراط في تناول الفيتامينات ، ففي حين أن جرعة زائدة من فيتامين "ج" المذاب في الماء نادرا ما تكون خطيرة لأنها تطرد مع البول، فإن الأمر سيكون أصعب بكثير لطرد الكميات الزائدة من الفيتامينات المذابة بالدهون ومثال ذلك فيتامين "أ"، فالجرعات الكبيرة منه لها إمكانية التراكم في شحم الجسم، وخاصة في الأنسجة الدهنية حول الكبد ، والتأثيرات السمية لهذه الحالة يمكن أن تكون خطيرة الأمر الذي يسبب صداعات ودوخة وفي النساء الحوامل ويكون التأثير عكسيا للأجنة. وأشار أن هذ لا يعني عدم تناول المكملات الغذائية ولكن أخذ الحيطة للتقييد بحدود المسموح به يوميا ، والبحث الجديد في فيتامين "ب" وتأثيره على إبطاء بداية مرض الزهايمر مشجع إلى حد كبير من وجهة نظر الصحة العامة ، كما أن تكلفة تزويد المكمل الغذائي تعتبر صغيرة قياسا على الفوائد المحصلة ، وهناك أيضا بحث آخر مثير يربط بين استهلاك فيتامين "د" وخفض أعراض السكري ، لذلك فبإستخدام المكملات الغذائية المتاحة فإن إمكانية تغيير حياة المصابين تكون هائلة ورخيصة نسبيا حيث أثبتت الفيتامينات جدارتها على مدار القرن الماضي وقامت بتغيير حياة المزيد من الأشخاص