علي كرتي وزير الخارجية السوداني وجه علي كرتي وزير الخارجية السوداني انتقادات شديدة لواشنطن لمحاولتها التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، مؤكدًا أن السودان بلد مستقل ذو سيادة ولايقبل أبدا بأي تدخل خارجي في شؤونه. وأوضح في مؤتمر صحفي عقده مساء "الخميس" بمقر جامعة الدول العربية على هامش اجتماعات الدورة ال 134 للمجلس الوزاري للجامعة أن السودان يتحرك وفقًا لما تمليه عليه مصلحة شعبه ساخرًا من التسريبات الأميركية حول تقديم حوافز للسودان من أجل إجراء الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب. وقال كرتي أن الاستفتاء سيجري في موعده يوم 9 يناير القادم وفقا لما تم الاتفاق عليه فى اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الشمال والجنوب عام 2005 . وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني، علي كرتي، أنه لاعودة أبدًا للحرب بين شمال وجنوب السودان مهما كانت الخلافات حول القضايا العالقة، وقال أن الجانبين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يستبعدان تماما منطق الحرب نظرَا لخسائرها وأهوالها الفادحة على الجميع . وأقر كرتى بوجود خلافات لاتزال قائمة بشأن عدد من القضايا العالقة من بينها الاستفتاء حول منطقة " آييى" والديون المستحقة على السودان، ووضع مواطني الجنوب الذين يعيشون في الشمال والعكس، والتعاون في مجال النفط وتصفيته وتكريره في حال الانفصال، إلا أنه أكد أن هناك تقدما بشأن الكثير من الملفات . وأشار إلى أن الكل يعمل من أجل تجقيق الوحدة الجاذبة، ولكن الحوار مستمر بين الشمال والجنوب حتى لو اختار الجنوبيون الانفصال عبر الاستفتاء القادم. وأكد وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية علي كرتي أن مختلف التقارير الأميركية منذ عام 2003 تقول بأنه لم يلاحظ ان السودان يدعم أبدا الارهاب أو يرعى عناصره، مطالبًا الولاياتالمتحدة الاميركية الى المسارعة في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب . من جهة أخرى أكد كرتي أن التهديد بأن الحكومة السودانية ستواجه عقوبات اذا كانت هناك مشاكل أمنية عقب إجراء الاستفتاء يدل على وجود أطراف لديها الرغبة في إفساد الأوضاع، ومن يريد أن يكون له دور تاريخي في هذه المرحلة الهامة جدا من تاريخ السودان سواء أفرز الاستفتاء المقرر وحدة أو انفصالا عليه أن يأتي بنية صافية ونحن نتقبل مجهودات الجميع . وبالنسبة لقضية دارفور قال الوزير السوداني ان مسار الدوحة يسير بصورة جيدة، معربًا عن أمله في ان تشهد المرحلة القادمة انفراجا في مسلك الحركات الرافضة للجلوس الى مائدة التفاوض . وأعرب عن أمله أن يكون خلال فترة وجيزة أن نسمع في أن هذه الحركات عادت إلى رشدها وانضمت الى المفاوضات لتكلل كافة الجهود بالنجاح.