تحت عنوان "الاوهام المدمرة" كتبت كارتر هايورد الفصل الثالث من الجزء الثاني من كتاب "الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية" الذي نقدم له عرضا موجزا في هذه السلسلة من المقالات.. هذا الكتاب يتضمن أدلة قوية علي أن هجمات 11 سبتمبر هي من تدبير إدارة الرئيس بوش الابن وقوي اليمين المحافظ في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وكارتر هايورد هي كاتبة أمريكية معروفة.. خاضت معارك كثيرة من أجل تحقيق العدل والسلام داخل الولاياتالمتحدة وخارجها. كما أنها أستاذة فخرية للاهوت بكلية اللاهوت الأسقفية بجامعة كامبريدج في ولاية ماساتشوستس الامريكية. تقول كارتر إن هجمات 11 سبتمبر كانت أكثر لحظة صادمة في حياتها.. وتسوق لنا شهادة الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية في ألمانيا إيكيهارت فيرندباك التي نشرت في صحيفة "أمريكان فري برس" عدد 4 ديسمبر 2001 ويقول فيها: "الدقة القاتلة" و"حجم التخطيط" وراء هجمات 11 سبتمير. كانت تتطلب "سنوات من التخطيط" فعملية علي هذا المستوي من التعقيد كانت تستلزم "الإطار الصارم" الذي يعمل به في التنظيم الإستخباراتي لأي دولة.. الأمر الذي لا يتوفر لدي "مجموعة مهلهلة" من الإرهابين..!" ثم تقول كارتر: بقدر نفورنا من احتمال ضلوع الولاياتالمتحدةالأمريكية في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر.. بقدر ما ننفر من إحجام الحكومة الأمريكية عن التحقيق في تلك الهجمات بدقة وعلانية.. لقد كان يفترض أن تؤدي لجنة التحقيق في هذه الهجمات عملها علي الوجه الأكمل. لكنها في الحقيقة كانت تعمل تحت ظروف سياسية واجتماعية هائلة من أجل إجراء هذا التحقيق في الإطار الذي يمكن للسواد الأعظم من الرأي العام الأمريكي تقبله وتصوره.. وبالتالي فإن ما قامت به حكومتنا تجاه أحداث 11 سبتمبر كان في الواقع عرقلة البحث عن الحقيقة!.. هذه "العرقلة" ليست أسلوبا جديدا في السياسة الخارجية الأمريكية.. ففي النصف الثاني من القرن العشرين. بنت الولاياتالمتحدةالأمريكية سياستها علي الأكاذيب وإخفاء الحقائق!.. من أمثلة ذلك: الإنقلاب الذي شهدته جواتيمالا عام 1954 والذي أسفر عن الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا أربندي. لمجرد أنه لم يكن يروق للأمريكيين.. كذلك إنقلاب تشيلي عام 1973 الذي تم بمساعدة من ريتشارد نيكسون وهنري كسينجر. للإطاحة بالرئيس ألليندي.. والانتخابات المزعومة التي جرت في نيكارجوا عام 1990 وأخرجت الاشتراكيين من السلطة بتخطيط من الرئيس بوش الأب.. كما لا يمكن أن نعفل الدور الذي لعبته الحكومات الأمريكية المتعاقبة في مساعدة النظم الاستبدادية وحمايتها في الفلبين. وجنوب أفريقيا. وليبريا. وباكستان.. والعراق أيضا أثناء حكم صدام حسين في الثمانينيات عندما كان من مصلحتنا أن نكون أصدقاء له!.. تضيف كارتر: إن القاسم المشترك بين تلك السياقات والأحداث المتفرقة. والرابط القوي بينها وبين أحداث 11 سبتبمر. هو أن تظل الحقيقة وراء ضلوع الولاياتالمتحدة بها خافية عن الرأي العام. وتقول: لا أظن أن أحداث 11 سبتمبر قد تم الإعداد لها علي يد خلية من الأصوليين المسلمين الذين يعملون بموجب تعليمات من قائد يختبئ في أفغانستان.. أظن أنها كانت أكثر تعقيداً.. وأن كم الاشخاص.. وربما الدول.. الذين شاركوا فيها أكثر مما قد نعرف في وقت قريب. أو أي وقت آخر..! لكن الأهم بالنسبة لمستقبل عالمنا وأمتنا. أن نعترف بأن تلك الأحداث كانت نتيجة تزاوج بين التخطيط الرأسمالي العالمي والسياسة الخارجية الأمريكية في الوقت الحاضر.. وكون أن الأهداف التي ضربتها الهجمات تمثل الرأسمالية وصناعة قرارات الحرب. فإن ذلك يجعل من تلك الهجمات إشارة صادمة إلي أزمة عالمية. لم تبدأ بهجمات 11 سبتمبر. ولن تنتهي ب"الحرب علي الإرهاب" في أفغانستان أو العراق أو أي مكان آخر..! وتري أن حكومة الولاياتالمتحدة "في عهد بوش الابن" كانت تتشكل من تحالف غير مقدس من الأصولية المسيحية والرأسمالية المتقدمة.. وأن "قيام سماسرة السلطة في الولاياتالمتحدة بمنح زمام السلطة إلي رئيس بهذا القدر من التدني الأخلاقي والذهني يزيد من تفاقم التحديات التي تواجهها الولاياتالمتحدة والعالم"..! ثم تقول: عار علينا نحن الشعب الأمريكي خنوعنا أمام العنف الذي تصنعه بلدنا.. عار علينا أن نترك رواية الحادي عشر من سبتمبر تغلف بغطاء من الأكاذيب والأسرار والصمت باسم "أمن الوطن"..! عار علي الكنائس الليبرالية والمنظمات الدينية الأخري تخليها عن رسالتها وخفض أصواتها في محاولة واهية للحفاظ علي رضاء العميل..! عار علي المسيحيين واليهود والمسلمين وأصحاب الأديان الأخري. التواطؤ بلا تفكير مع الرأسمالية العالمية المتقدمة..! عار علينا نحن المسيحيين. وعلي غيرنا لأننا تركنا الخوف يخرسنا. ولأننا حولنا غضبنا إلي استسلام.. الخوف الذي أخرس تلك الأصوات الساعية من أجل محاسبة الرئيس الأمريكي "بوش الابن"..! * * * من أهم الشخصيات التي شاركت أيضا في كتابة الجزء الثاني من كتاب "الحادي عشر من سبتبمر والأمبراطورية الأمريكية".. الحاخام مايكل ليرنر. وهو رئيس تحرير مجلة "تايكون" اليهودية التي تصدر في الولاياتالمتحدة ومؤلف 11 كتابا.. وقد كتب الفصل العاشر تحت عنوان: "ماذا بعد؟ هل سيختلف الأمر إذا ما نجحنا في كشف أن أحداث 11 سبتمبر كانت مجرد خدعة؟".. يقول: إنني لست علي يقين بما حدث في 11 سبتمبر.. توجد فجوات هائلة في القصة المعلنة رسميا. وتناقضات تشير إلي أننا لا نعرف القصة كاملة.. لن أندهش إذا علمت أن جهازا ما من أجهزة حكومتنا قد تآمر. إما إيجابيا بدعم هجمات 11 سبتمبر. أو سلبياً بالسماح بها!.. من السهل علي الذين تابعوا ردود الفعل السياسية التي قامت علي استغلال هذه المآساة. أن يكتشفوا الدوافع التآمرية وراءها. والتي ربما أدت بالرئيس ونائبه. أو جهاز ما من أجهزة الجيش الأمريكي أو وكالة المخابرات الأمريكية أو مكتب التحقيقات الفيدرالي. أو قوي أخري مسئولة عن الأمن.. إلي المشاركة بشكل سلبي أو إيجابي في مؤامرة لشن الحرب.. لقد علمنا بما لا يدع مجالا للشك أن إدارة الرئيس بوش كذبت علي الرأي العام الأمريكي. حتي لا يصدم بعدما اكتشف أن هذه الإدارة قد تورطت بشكل فعال في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر!.. يضيف: إنني علي أي حال لست من هواة "نظرية المؤامرة" في تفسير الأحداث.. لكنني في عام 1970 كنت واحدا من المجموعة التي أطلق عليها "سياتل 7" وأدينت في محاكمة فيدرالية بتهمة "التآمر واستغلال مرافق التجارة الداخلية من أجل التحريض علي الشغب" وذلك بسبب مظاهرة نظمتها لمعارضة حرب فيتنام ودعم تحرير السود. وتحولت إلي أعمال عنف عندما هاجمت الشرطة المتظاهرين.. وقد علمت في الحال أن المنظمة التي انتمي اليها. وهي جبهة تحرير سياتل تم اختراقها بواسطة عملاء للشرطة.. وأن بعض هؤلاء الذين كانت ترتفع أصواتهم في المظاهرة ويقومون بإحداث الشغب. هم في الحقيقة مخبرون مدفوع لهم من مكتب التحقيقات الفيدرالي.. وعندما غير أحدهم رأيه وبدأ يفصح عن قصته الحقيقية. وهي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد استقطبه من أجل أن يورطنا في أعمال عنف قد تؤدي ببعضنا إلي القتل.. فهمت أن هذه المؤامرات تحدث بالفعل. وأن الحكومة الامريكية تقوم بتمويلها..! ومازال للحديث بقية في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالي..