رئيس الشركة ليس إضرابا عاديا مثل مئات الإضرابات التى حدثت وتحدث كل يوم لأن القائمين به يتحكمون فى سلعة استراتيجية غاية فى الخطورة اللعب بها أو حتى مجرد التلويح به يعنى نهاية الحياة للملايين ونقصد بها بالطبع "مياه الشرب" . فقد قام أمس أكثر من 500 عامل وفنى بشركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى بشارع رمسيس بإضراب عن العمل اعتراضا على السياسة التى يتبعها محمد عبد الرحمن- رئيس مجلس إدارة الشركة- حيث أكد عدد من العمال أن عبد الرحمن منذ تولى المسئولية وهو يتربص بحقوق العمال بشكل متعمد، حيث يتم تأخير الرواتب والحوافز والمكافآت دون أسباب واضحة بشكل لم يعتاده العمال من قبل كما قام رئيس المرافق بإهدارحقوق العمال من خلال عدم صرف شهرى المكافأة بمناسبة العيد والمدارس وهما الشهرين الذين يصرفهما العمال بصورة سنوية، حيث اكتفى عبد الرحمن بصرف شهرين من الأرباح فقط، كما طالب العمال بضرور صرف نسبة ال 7% التى حددها القانون بعد أن تم تحويل المرفق إلى شركة قابضة منذ عام 2005 حيث لم تصرف هذه النسبة سوى مرة واحدة فقط طوال الأربع سنوات الماضية وهتف العمال ضد سياسة رئيس الشركة التى تتعارض مع مصالحهم وحقوقهم. وفى الوقت نفسه وبالتزامن مع إضراب زملائهم قام عمال شركة روض الفرج لمياه الشرب(ثانى أكبر شركة لمياه الشرب بالقاهرة) بالإضراب أيضا تضامنا مع زملائهم فى شركة مياه القاهرة الكبرى مما أدى إلى تدخل الأمن لفض الاعتصام مع تقديم الوعود لعمال الشركتين بالاستجابة لجميع مطالبهم المادية وصرف مستحقاتهم المتأخرة. يبقى أن نحذر من أن الفنيين بمحطات المياه يتحكمون فى نسبة ضخ المياه داخل مواسير الشبكات وأى خطأ بسيط أو إهمال من بعضهم من الممكن أن يؤدى إلى تفجير شبكة مياه الشرب وتحدث الكارثة.