شهدت مناقشات مجلس الشعب أمس حول الموازنة العامة الجديدة للدولة 2009/2010 انتقادات شديدة لوزير المالية يوسف بطرس غالي وأسلوبه في توزيع مخصصات هذه الموازنة. واعترض النائب المستقل طلعت السادات علي الموازنة قائلاً: «مشروع الموازنة مشروع مرفوض، لأنه علي رأي الناس كلها المخصص لعلاج وتعليم الناس أقل من المخصص لضرب الناس» وأضاف: «ميزانية الصحة انخفضت وميزانية الدعم انخفضت وموازنة وزارة الداخلية هي الوحيدة التي زادت.. هل هذه موازنة للنهوض بالناس أم لضرب الناس؟! بدل أن نخفض التعليم والصحة نخفض مصروفات الدعاية والفشخرة والمظاهر الكدابة.. خفضوا ميزانية وزارة الداخلية 50% وحلوا المشكلة.. هو لازم الناس تنضرب.. طب عالجونا وأكلونا وبعدين أضربونا واللا لازم تضربونا علي لحم بطننا». وطالب طلعت السادات برفع مخصصات العلاوة الاجتماعية من 10% إلي 15% وقال: «إحنا محتاجين وزارة حرب لأن الأيام الجاية سودا وخفضوا ميزانية وزارة الداخلية 50% وأنتوا تحلوا المشكلة». من ناحية أخري رفض يوسف بطرس غالي الرد علي اتهامات وجهها النائب المستقل مصطفي بكري ونائب حزب «الوفد» صلاح الصايغ له حول الرواتب الفلكية التي يتقاضاها مستشارو وزير المالية ومكتب السكرتارية الخاص به. وقال بكري: «كيف نفهم الحديث عن الترشيد وتذويب الفوارق بين الدخول وهناك مساعد أول وزير المالية الذي يتقاضي شهرياً ربع مليون جنيه ومستشار الوزير لشئون الضرائب والذي ترك منصبه منذ عام 2001 ومع ذلك يتقاضي شهرياً 100 ألف جنيه بدون وجه حق» وكشف بكري عن أن مكتب الوزير يوسف بطرس غالي يضم 12 سكرتيراً وسكرتيرة تصل قيمة مكافآتهم الشهرية حوالي 100 ألف جنيه. كما انتقد بكري عدم تخصيص مبالغ كافية لمحافظة حلوان الجديدة. من ناحية أخري انضم نائب الوفد صلاح الصايغ للهجوم علي وزير المالية، وقال إن الوزير مصمم علي عدم الكشف عن المكافآت والمبالغ الخيالية التي يتقاضاها طاقم سكرتاريته ومستشاروه. وقال الصايغ: «كيف يتحدث وزير المالية عن وجود أزمة مالية عالمية وعدم وجود مبالغ لتدبير العلاوة الاجتماعية السنوية وموظفو مكتبه يتقاضون رواتب خيالية فلكية وهي رواتب تستفز مشاعر المواطن المصري العادي». وقال الصايغ إن من هذه الرواتب الفلكية الراتب الشهري لرئيس هيئة قناة السويس الفريق أحمد فاضل وقال إنه رغم انخفاض دخل قناة السويس بحوالي 22% فإن فاضل يتقاضي شهرياً مبلغ مليون جنيه.