أعلن وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي عن إنشاء مصنع لانتاج المحاليل الطبية في إثيوبيا التي تواجه نقصا كبيرا في هذا المجال. وقال الجبلي ، عقب لقائه في أديس أبابا مع نظيره الإثيوبي تادروس جبراسياسي، إن الحكومة المصرية ستقوم بإنشاء هذا المصنع أعتمادا على الخبرات والامكانيات الكبيرة لدى الشركات المصرية في انتاج هذه المحاليل باستخدام تكنولوجيات متقدمة يمكن من خلالها انتاج هذه المحاليل بكميات كبيرة ومتوفر بها كافة الأمان، وذلك نظرا لصعوبة نقل هذه المحاليل لثقل وزنها وأرتفاع تكلفة النقل. وأضاف الجبلي الذي يرافقه وفد يضم مستثمرين مصريين، أن هناك ثلاثة من هؤلاء المستثمرين أبدوا استعدادهم إنشاء هذا المصنع وتوفير كافة الامكانيات اللازمة له. وتابع أنه تم الاتفاق خلال اللقاء على إرسال ست قوافل طبية جديدة إلى إثيوبيا اعتبارا من شهر سبتمبر القادم وحتى نهاية عام 2011 المقبل. كما تم الاتفاق على تدريب أربعة أطباء إثيوبيين لمدة خمس سنوات في التخصصات الطبية الدقيقة والاستفادة من الخبرات المصرية في التوسع في التعليم الجامعي لتوفير احتياجات اثيوبيا من الاطباء التي تعاني نقصا شديدا في الكوادر الطبية ولا يوجد بها سوى 2000 طبيب. وأوضح وزير الصحة أن أثيوبيا سوف تستفيد من الخبرات المصرية لتحقيق الهدفين الرابع والخامس من أهداف الالفية، وذلك لخفض نسبة معدلات الوفيات بين الاطفال والامهات التي تسجل ارتفاعا كبيرا، وكذلك مكافحة الملاريا. وأشار وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي إلى أن وفدا إثيوبيا سيزور أربع شركات دواء في مصر خلال الفترة المقبلة ، كما سيتم زيادة عدد الشركات التي ستقوم بتسجيل الادوية في اثيوبيا لبيعها؛ إذ أن عدد الأصناف الدوائية المسجلة في اثيوبيا لا تتجاوزال 40 صنفا من بين 8 الاف صنف تنتجه الشركات المصرية. وقال وزير الصحة إن التعاون مع اثيوبيا سوف يستمر وسوف تشهد الفترة المقبلة مجالات جديدة أهمها تدريب الاطباء الاثيوبيين في مصر وحصولهم على شهادة الزمالة الطبية واستضافة الخبراء لقضاء فترات في مصر ما بين أسبوع إلى أسبوعين. وأضاف الدكتور حاتم الجبلي أن المرحلة القادمة سوف تشهد مجالات جديدة للتعاون في عمل القوافل الطبية بالتوسع في ادخال التخصصات الطبية الدقيقة خاصة جراحات القلب والصدر. وتابع وزير الصحة انه يتم حاليا دراسة احتياجات اثيوبيا من الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية والعمل على توفير التمويل اللازم لها، مشيرا إلى انه سيتم في المراحل القادمة زيادة أعداد الفرق الطبية العاملة في القوافل الطبية لكي تتمكن من تقديم خدماتها للمرضى في إثيوبيا في العديد من المناطق إلى جانب العاصمة أديس أبابا. وأعرب الجبلي عن سعادته لما لقاه من تعاون واستقبال من الجانب الاثيوبي. ووجه الشكر للعاملين في مستشفى يكاتيت من الاطباء وطاقم التمريض لروح التعاون الايجابية التي شهدها خلال زيارته الحالية. وأشار إلى أن هناك تعاونا متميزا ومستمرا بين الجانبين المصري والاثيوبي وأن الحكومة المصرية حريصة على تقديم الخدمات في مختلف المجالات في اثيوبيا. ووجه وزير الصحة الشكر لجميع أعضاء القافلة المصرية والقوافل السابقة لدورهم الايجابي والفعال في تقديم الرعاية الصحية واجراء الجراحات والتي بلغت حتى الان نحو 286 عملية كبرى من بينها 70 عملية تم اجراؤها خلال الأيام الثلاثة الماضية من عمل القافلة المصرية الحالية في مستشفى يكاتيب. وقام وزير الصحة عقب اللقاء الموسع يرافقه الدكتور كابيدا وركو وزير الدولة للشئون الصحية والسفير طارق غنيم سفير مصر في اثيوبيا بتفقد سير العمل القافلة الطبية المصرية بمستشفى يكاتيت 12. وأعرب الدكتور كابيدا ورركو وزير الدولة للشئون الصحية عن سعادته بعمل القافلة المصرية التي تعد الرابعة التي تعمل في اثيوبيا وساعدت في تجسيد العلاقات بين البلدين ودعم التعاون في المجال الصحي. وأضاف أن الاطباء المصريين قاموا باجراء العمليات الجراحية الكبرى للمرضى بمهارات عالية، كما قام الاطباء بتدريب زملائهم الاثيوبيين لاكتساب هذه المهارات في اداء العمليات الجراحية، مشيرا إلى أن إثيوبيا تحتاج إلى الدعم المصري في توفير احتياجاتها من الاجهزة والمستلزمات والمعدات الطبية. واستعرض الدكتور ايفريم مدير مستشفى يكاتيت خلال استقباله الجبلي والوفد المرافق له وجميع اعضاء القافلة الطبية الانشطة التي قام بها الفريق الطبي المصري الذي يعمل بالمستشفى والعمليات الجراحية الناجحة التي قاموا باجرائها خاصة العمليات الكبرى للمرضى في اثيوبيا. وقال الدكتور وائل الحلواني رئيس القافلة المصرية إن ال70 عملية جراحية الكبرى الناجحة التي قامت بها القافلة خلال الثلاثة أيام الاولى من عملها شملت استئصالا للغدة الدرقية وازالة الحصوات المرارية والاورام الحميدة والفتق الجراحي والاربي وجراحات دوالي بالساقين وسرطان المعدة وانسداد الامعاء وغيرها. وكان وزير الصحة والوفد المرافق له وصل الى اثيوبيا أمس الاثنين في زيارة تستغرق يومين.