في انفراد ل"مصر الجديدة" تحدث الكاتب السيناوي مسعد أبو فجر صاحب مدونه "ودنا نعيش" المهتمة بمشاكل السيناويين ورواية طلعه البدن إلى " مصر الجديدة" عقب أيام من خروجه من المعتقل الذي أمضى فيه نحو ثلاثة أعوام متنقلا بين السجون، مؤكدا أنه مازال مصرا على المطالبة بالإفراج عن كل أبناء سيناء الذين طالهم الاعتقال على خلفيه تفجيرات سيناء التي وقعت بين عامي 2004 و2006 في مدن طابا وشرم الشيخ ودهب بجنوب سيناء وادي إلى إتلاف منشات سياحية ومقتل عشرات المصريين والأجانب وإصابة المئات منهم، والمزيد في الحوار التالي معه، صف لنا لحظة الاعتقال وكيف واجهتها؟ واجهتها بيقين وإيمان تام بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وقد اعتقلت في 26 ديسمبر 2007 عندما اقتحمت الشرطة فجرا منزلي في الإسماعيلية حيث اعمل في هيئه قناة السويس واستولوا على هاتفي المحمول وجهاز الكمبيوتر الخاص بي وقاموا بترحيلي إلى مديريه امن شمال سيناء وعرضت على النيابة في محضر اتهمت خلاله بالتحريض على إثارة الشغب وإتلاف المال العام وأصدرت النيابة قرارا بحبسي احتياطيا لمده 15 يوما ثم أعيد حبسي في فبراير 208 15 يوما آخرين في محضر اتهامات بالتجمهر وقياده سيارة بدون ترخيص وكان ذلك بعد أربعين يوما من حبسي اصدر بعدها قاضى المعرضات بمحكمه العريش الجزئية عقب تظلم تقدم به فريق الدفاع عنى قرارا بإخلاء سبيلي لكنه لم يخلى سبيلي وتم ترحيلي إلى سجن برج العرب بقرار اعتقال حرمت في بدايته من الخروج من الزنزانة لمده أسبوع إضافة إلى تصنيفي معتقلا جنائيا وليس سياسيا ووضعت في قائمه عتاة المجرمين من المسجلين خطر في قضايا القتل والمخدرات وقام فريق الدفاع عنى بالتظلم في ابريل 2008 من قرار وزير الداخلية باعتقالي والذي اعترضت عليه وزاره الداخلية ليستمر اعتقالي . ماذا كان رد فعلك على هذا التعسف الأمني؟ أضربت عن الطعام لمده 20 يوما على خلفيه الانتهاكات والأوضاع المهينة التي تعرضت لها من احتجاز دون وجه حق بعد صدور عده قرارات نهائيه بإخلاء سبيلي من القضايا التي اتهمت فيها ثم تصنيفي كمعتقل جنائي ووضعي بين السجناء الجنائيين فضلا عن القبض على شقيقي واحتجازه في قسم الترحيلات وقتها عشره أيام رغم صدور قرارا بالإفراج عنه. ما أكثر ما آلمك أثناء مرحلة الاعتقال؟ يكفي للرد عليك أن أسألك كيف تتحمل أن تصنف كسجين جنائي وأنت في الأساس معتقل رأى، وأذكر أنه بعد سنة من اعتقالي وضعت مع أربعين سجين داخل زنزانة واحدة، وقد أضربت عن الطعام خلال أول سنه من الاعتقال ولم يكن الإضراب للخروج من المعتقل لكنه كان للمطالبة بمعاملتي مسجون سياسي ووضعي مع شقيقي في زنزانة واحده وطالبت بان يوفروا لي ما يتم توفيره للمعتقلين الآخرين لكن ذلك لم يحدث في سجن برج العرب الذي كان شديد القسوة ونتيجة مطالباتي الكثيرة وعلمهم بموقفي ووجودي عندهم من وجهه نظري البحتة سيسبب لهم مشاكل قاموا بنقلي إلى زنزانة في سجن أبو زعبل ووضعوني برفقه 8 أشخاص كانوا أعين ترصد كلما أقوم به وكنت لا أرى الشمس نهائيا إلا خلال الزيارة المسموح لي كل 21 يوما لكنها والحمد لله تجربه مرت وانتهت ونتمنى لها ألا تعود وان عادت فنحن لها. هل تعتبر نفسك بمثابة صوت متحدث باسم أهالي سيناء؟ بشجاعة يعبر عنها صوته القوى قال أبو فجر هناك أكثر من وسيله للتعبير فيها عن همومي وهموم أهل أرضى في سيناء الحبيبة، كالكتابة مثلا لكن أنا مع الناس وفرد منهم ومعهم أينما ذهبوا أنا معهم وخطابي لم يكن أعلى سقفا من خطاب الناس لكن في كتاباتي فانا حر، كما أنني عندي مستويات من العمل لكن أنا مع أهلي من أبناء سيناء في كل خطوه لكن خطابي الإنساني يكون عبر وسائل الإعلام لكن أقول بالنسبة إلى سيناء فانا مع الناس ولن أتحرك إلا مع الناس كفردا منهم . كيف تصف تعامل الحكومة معك متمثلة في أجهزتها الأمنية؟ النظام قمعي يتعامل مع شعبه من خلال أجهزته الأمنية بنفس المعنى، لكن الاختلاف في الدرجة وليس النوع فهو لا يعامل سيناء بطريقه مختلفة لكن الاختلاف درجات . بعد خروجك من المعتقل ضمن العشرات الذين تم الإفراج عنهم مؤخرا، ما هي مطالبك؟ الآن أنا حريص على المطالبة بخروج جميع المعتقلين من أبناء سيناء بلا استثناء خاصة انه لا يوجد معتقلا خطيرا من بينهم وان وجد فليقدم إلى القضاء عندنا أحكام غيابية غريبة صدرت في فترات سابقه وأصبحت واجبه التنفيذ بعضها بحق أطفال صغار وموتى. ولكن القضية الأهم والأزلية لأبناء سيناء ستكون قضيه التمليك لأراضى البناء والأراضي الزراعية فكيف تحاسب شخصا على زراعه مخدرات وليس هناك مستند رسمي يؤكد ملكيته للأرض إلى ضبطت المزروعات بداخلها وكيف ستحاسب شخصا عن فتحه نفق لتهريب البضائع وليس لها سند ملكيه يشير لملكيتها له. أصبحت في نظر الكثيرين من أهل سيناء ومن غيرهم بمثابة بطل قومي .. فكيف ترى أنت نفسك؟ أنا مجرد إنسان عادى ثقلتني التجربة بكل معاناتها ودفعتني لأكون أكثر قربا للناس الذين لم ابعد عنهم أبدا، ويكفي استقبالهم لي عند عودتي وأخيرا أنا مجرد مساعد للناس في المشورة لأكثر ولا اقل وارفض أي شكل من أشكال العمل التنظيمي واعمل بتلقائية طبيعيه وأنا مع القضايا العادلة للناس والتي تحافظ لهم على حقوقهم المشروعة. وهل ستعود لمباشرة مهام وظيفتك بهيئة قناة السويس؟ سأعود باكر إلى عملي في الهيئة للوقوف على المستجدات فيه خاصة أن هذا الملف لم أتطرق إليه من قبل لكن إذا كان هناك أمر غير المتعارف عليه في مثل هذه الحالات فبالتأكيد هناك طرق قانونيه للحصول على حقي في العودة للعمل. ** وعن شعور زوجته عقب الإفراج عن زوجها والتي كانت تطالب كثيرا بالإفراج عنه، صرحت السيدة شيماء مسلم زوجه الروائي السيناوي مسعد أبو فجر ل"مصر الجديدة" بقولها: أكيد شعور جميل أن يعود مسعد إلى منزله وأسرته بعد طول غياب لم نفقد فيه يوما الأمل في عودته لنا والآن لا توجد كلمات استطيع بها التعبير عن الموقف الذي أنا فيه فالسعادة والفرحة لا توصفان وزوجي مسعد إنسان صاحب مبادئ لا تتغير وسيظل في موقفه ثابتا مدافعا عن حقوق الناس وسيقف معهم ويكون بينهم حتى تتحقق مطالبهم.