أعلن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه تقرر عقد اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام على المستوى الوزاري يوم 29 من الشهر الجاري بناء على طلب السلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن الموقف العربي واضح وهو أن الانتقال للمفاوضات المباشرة يجب أن يبنى على تقدم واضح في المفاوضات غير المباشرة، وهذا ما لانراه الآن. وقال موسى - في مؤتمر صحفي مشترك مع توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية عقب لقائهما أمس "الخميس"، بمقر الجامعة العربية - نحن الآن في مواجهة فشل لهذه المفاوضات وأزمة في مصداقيتها فكيف يتم الانتقال للمفاوضات المباشرة . من جانبه وصف توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية، المباحثات التي جرت مع السيد عمرو موسى بأنها غاية في الأهمية بالنسبة للرباعية الدولية ومهامها، موضحًا أن ثلاثة أشياء هناك حاجة لتطبيقها في الأسابيع القادمة، هي تنفيذ الإتفاقات بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة، وفي الضفة الغربية نحتاج إلى تحقيق تقدم، وحركة اقتصادية وأمن وتعزيز السلطة الفلسطينية، ثم نريد أن تتحول المفاوضات غير المباشرة لمباشرة . وأكد أن هناك حاجة إلى التحقق من سريعًا خلال الأسابيع القادمة من تحسن الأوضاع الفلسطينية، مشددًا على أهمية تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، مضيفًا أن مصر تقود جهودًا في هذا المجال وصولا إلى تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية دائمة. وأشار بلير إلى أن من شأن هذه المصالحة دعم جهود السلام، كما لفت إلى حدوث تقدم للوضع في الضفة الغربية سواء الوضع الأمني أو الاقتصادي وتحسن النمو الاقتصادي بها نموًا بلغ 10 % . وقال إن هناك حاجة لتنفيذ الإتفاقات بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة، وأشار إلى أهمية زيادة عدد المواد التي يسمح لها بالدخول إلى غزة والمواد التي يحتاجها القطاع وتلك المطلوبة للمشروعات التي ترعاها الأممالمتحدة، مشددًا على أهمية تنفيذ ما تم التوصل إليه من إتفاقات في هذا الشأن بشأن رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة. وردًا على سؤال لبلير بأن العالم كله يعلم أن الشرط للانتقال للتفاوض المباشر يحتاج إلى وقف الاستيطان وهذا مالم يحدث .. قال إن وقف الاستيطان إحدى القضايا بين الطرفين ولكن ليست المسألة الوحيدة، وهناك أمور يتم مناقشتها بين الأطراف من أجل بناء المصداقية. وأكد بلير أهمية الانتقال للمفاوضات المباشرة برعاية الوسيط الأميركي، وأقر بأن الفلسطينيين يجب يشعروا بالمصداقية في هذه المفاوضات، معتبرًا أنه من السهل الحديث عن هذه الأمور، ولكن تنفيذها يحتاج إلى جهد. وأعرب بلير عن التطلع إلى بناء المصداقية تمكينًا لتحول المباحثات من مرحلة غير مباشرة إلى مرحلة المباحثات المباشرة . وعقب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى متسائلاً عن مصداقية المفاوضات .. وقال إن الأمر كله يفتقد للمصداقية، مؤكدًا أن المصداقية تأتي من الإنصاف. وقال إذا كانت المفاوضات التقريبية تفتقد المصداقية، فكيف نضمن مصداقية المفاوضات المباشرة، وقال إن هذا يعني أن ننتقل بلا شئ جديد، فالاستيطان مستمر، والوضع في القدس كما هو والحصار مستمر، والأنباء التي جاءت من واشنطن تفيد بأن الولاياتالمتحدة الأميركية تعطي مظلة لإسرائيل، وتترك الطرف الآخر في الظلام .. وقال نريد شيئا " شيئا ذو مصداقية يوضع في الوثائق" . وقال موسى إن الموقف غاية في الدقة، ولغة إسرائيل لم تتغير، مضيفًا أن الموقف لم يعد يتحمل مزيدًا من الوعود. وأضاف أن الأمر يحتاج إلى نظرة متعمقة، وعاجلة خاصة في ضوء التقارير الواردة عن لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو والاستيطان، والحصار على غزة . وقال إننا نرى تراجعًا في مختلف أركان عملية السلام، القدس، المفاوضات غير المباشرة، وأعرب عن دهشته للدعوات للتحول للمفاوضات المباشرة وقال "كأن المفاوضات غير المباشرة هي السبب في الفشل "، مؤكدًا أن السبب هو موقف طرف من الأطراف. وذكر أن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري سيعقد في أوائل سبتمبر لتقرير الخطوة التي سبق التعبير عنها قرارات مجلس الجامعة العربية وهي نقل القضية لمجلس الأمن بصرف النظر عن النتائج. وفيما يتعلق بالحصار على قطاع غزة قال موسى إن المطروح هو إجراءات تجميلية، وليس تطوير حقيقي للوضع في غزة بعد الإنهيار الذي حدث فيه، والذي لن تعالجه قائمة للشوكلاته والألبان من الشحنات، وهو موقف غير واضح بالنسبة لرفع الحصار، وإننا نواجه إجراءات لتغيير التركيبة الجغرافية والبشرية للأرض المحتلة، مؤكدًا أن الدفع غير المنطقي للمفاوضات المباشرة بلا مبرر .
وقال موسى إن موقفنا رفع الحصار، وليس تخفيف، لكن ما يحدث فهو مجرد تجميل للحصار، وكلام ليس له أساس في إطار مشاهدة تجميل الحصار، لافتًا إلى أن الوضع في غزة ليس في احتباج اللبن والسكر الذي هما موجودين، بأي طريقة، لكن المشكلة أن الناس ليس معهم نقود،و 80 % بطالة ،و 30 % من الأراضي جرفت، وهذا الوضع خطير، فلاتوجد مباني تبنى، مشددًا على ضرورة إعادة الإعمار، المدراس والمستشفيات، بتغير المعاملة من قطاع غزة، وهذا ليس تخفيف للحصار بل تجميل الحصار .