وفود لجنة المبادرة تعطى الضوء الأخضر للفلسطينيين لبدء المفاوضات غير المباشرة في ضوء التعهدات الأمريكيةالجديدة وما جاء في الرسائل التي وجهها رئيس الولاياتالمتحدة الأمريكي باراك أوباما إلي نظيره الفلسطيني محمود عباس ، ورغم عدم الاقتناع العربي بجدية الجانب الإسرائيلي في تحقيق السلام .. منحت لجنة مبادرة السلام العربية الضوء الأخضر للفلسطينيين لإطلاق المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط الأمريكي السيناتور ميتشيل ووافقت علي تجديد التفويض للجانب الفلسطيني مع الجانب الإسرائيلي خلال مهلة زمنية لمدة أربعة أشهر وفقا لما تم الاتفاق عليه في 2 مارس 2010. وأكدت اللجنة في ختام اجتماعها الذي استغرق أربع ساعات متواصلة مساء السبت الماضي أنه في حال فشل المباحثات غير المباشرة واستمرار عمليات الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية فإن الدول العربية ستدعو مجلس الأمن للانعقاد للنظر في الصراع العربي الإسرائيلي بمختلف أبعاده ، وتأكيد الطلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية عدم استخدام الفيتو باعتبار أن فشل المباحثات وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة يبرر ذلك . كما أكدت في البيان الختامي الصادر عنها علي أن المباحثات غير المباشرة يجب ألا تنتقل إلي مرحلة مفاوضات مباشرة تلقائيا ، وضرورة الأخذ في الاعتبار في صدد المفاوضات المباشرة ، الضوابط المذكورة في بيان مجلس الجامعة العربية في الرابع من عشرين من يونيو الماضي وبيانات اللجنة في 12 نوفمبر 2009 و2 مارس 2010 و26 مارس 2010 . وهي التمسك بالموقف العربي القاضي بأن السلام مع إسرائيل لن يتحقق إلا بالانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية أو العربية المحتلة عام 67 بما في ذلك الانسحاب من الجولان السورية المحتلة والأراضي التي مازلت محتلة في جنوب لبنان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وعاصمتها القدسالشرقية طبقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وأعادت اللجنة التأكيد علي أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة تتطلب الوقف الكامل للاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 67 بما في ذلك القدسالشرقية كما أكدت رفضها القاطع لأي حلول جزئية أو مرحلية بما في ذلك اقتراح الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة . واعتبرت اللجنة أن المباحثات غير المباشرة لن تثمر في أجواء يسودها التوتر بسبب الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية والذي كان آخرها رقم 1650 القاضي بتهجير السكان الفلسطينيين من الأراضي المحتلة وكذلك التهديدات الإسرائيلية بشن الحروب في المنطقة الأمر الذي ترفضه اللجنة رفضا قاطعا. وذكر البيان أن التحرك نحو طرح الإجراءات الإسرائيلية غير المشروعة في القدس علي محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف والطلب من الأمين العام اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك. وأكدت اللجنة مجددا مطالبها برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة والطلب من الولاياتالمتحدة اتخاذ مواقف واضحة من هذا الحصار الظالم واللاإنساني ، وأكد البيان أن اللجنة سوف تعقدا اجتماعا علي المستوي الوزاري في نهاية الفترة المشار إليها للاتفاق علي الخطوات المطلوب اتخاذها في ضوء نتائج المباحثات غير المباشرة. المؤتمر الدولي وقد كشف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي المؤتمر الصحفي الختامي لاجتماع لجنة المبادرة العربية عن أن عقد المؤتمر الدولي هو فكرة أوربية بالأساس وليست أمريكية ، وحمل موسي علي اقتراح عقد هذا المؤتمر، معتبرا أنه لا جدوي منه إذا كان يهدف إلي مجرد المصافحات والتقاط الصور وتبادل الابتسامات أمام الكاميرات . وقال موسي إن موضوع عقد هذا المؤتمر " الذي تقترحه الإدارة الأمريكية الخريف القادم " لن يكون مجديا إذا فشلت المفاوضات ، مؤكدا أن هذا الاقتراح ، إلي جانب مستقبل الوضع إذا فشلت عملية السلام ، كان محل مناقشات ومداولات بين الوزراء ، كما تعرضت هذه المداولات أيضا للموقف من التهديدات الإسرائيلية ضد سورية ولبنان. وقد أكد كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي ، والشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء ووزير خارجية قطر ورئيس لجنة متابعة مبادرة السلام العربية خلال المؤتمر الصحفي بحضور الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ، أن الجانب العربي قرر عدم إعطاء مهلة إضافية بشأن المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وقرروا استمرار المهلة الزمنية للمفاوضات ومدتها أربعة أشهر ، مضي منها شهران. وقال الشيخ حمد بن جاسم إن الاجتماع جري في جو مسئول بخصوص موضوع عملية السلام وكان هناك استماع للدكتور صائب عريقات حول آخر الوساطات التي قام بها الجانب الأمريكي بشأن عملية السلام ، وأصدرنا بيانين ، الأول بخصوص عملية السلام ، والآخر بخصوص التهديدات الاسرائيلية لسوريا ولبنان. وحول مدة الأربعة الأشهر التي تم منحها للإدارة الأمريكية .. قال الشيخ حمد بن جاسم إن هذا الأمر نوقش باستفاضة اليوم ، وبالنسبة لموضوع المفاوضات غير المباشرة فهي واضحة ، فقد مر منها شهران وبقي شهران وهذه المسألة تقيم حسب تقدم العملية السياسية.. وشدد بن جاسم علي ضرورة توحد العرب ووحدة مواقفهم سواء سياسيا أو اقتصاديا ، مؤكدا أن هذه مشكلة عربية مزمنة وأقصد بها كل عربي ف " الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم"، حسبما قال. قرار منظمة التحرير وبدوره، قال الدكتور صائب عريقات: "لسنا هنا لاتخاذ قرار باسم الشعب الفلسطيني في جامعة الدول العربية، لأن القرار الفلسطيني يتخذ في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهذه الحقيقة". وتابع عريقات: نحن سنعود تباعا لإبقاء الأشقاء في اللجنة علي اطلاع علي كل ما يدور، ونحن بحاجة للمساندة العربية، وإلي الدعم العربي، والأشقاء العرب ليشكلوا نقطة ارتكاز لنا، كما فعلوا خلال الأشهر الماضية، وهذا ما سيفعلونه في المستقبل. وكان المندوب السوري السفير يوسف أحمد قد أعلن في تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع رفض بلاده للقرار ، ونسب الي لبنان اتخاذ نفس الموقف معتبرا أن الموافقة علي هذه المفاوضات لن يكون هناك أي طائل من ورائها في ظل استمرار السياسات الإسرائيلية الحالية.