قام الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد وعدد من قيادات الوفد بزيارة ظهر الاربعاء 23 يونيو الى فضيلة الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر بمقر مشيخة الأزهر . وخلال اللقاء اكد د. السيد البدوى إيمانه العميق بدور الأزهر فى جميع مناحي الحياة مشيرا إلى أن ثورة 1919 بدأت من على منبر الأزهر حيث قام رجال الدين الإسلامي والمسيحي بالخطابة وحث المواطنين على الثورة ضد الاحتلال. وقال البدوي: إن للأزهر مكانة كبيرة لدى المصريين عامة والوفديين خاصة لأنه منارة من منارات الإسلام تساهم في توضيح الخطاب الديني ونشر سماحة الإسلام والقيم الحقيقية للدين الاسلامى التي أسيء فهمها بسبب تصرفات بعض المسلمين . وأضاف رئيس حزب الوفد إن الأزهر المؤسسة الوحيدة القادرة على نقل سماحة الإسلام لما لها من مكانة في شتى أنحاء العالم في قلوب المسلمين وغير المسلمين. من جانبه عبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر عن سعادته باستقبال د. السيد البدوى رئيس حزب الوفد مؤكدا انه ليس بعيدا عن الوفد لأنه يحافظ على قراءة جريده الوفد سنوات طويلة. وقال: إن 11 سبتمبر تاريخ مشئوم وصورة الإسلام مشوهة، ونحن نساعدهم ونقدم لهم التبرير المتواصل لتقديم الصورة المشوهة المصطنعة عن الإسلام. وشدد شيخ الأزهر على أن القرآن الكريم يتضمن 3 حقائق هامة : الحقيقة الأولى اختلاف الناس في العقائد والأديان والألوان , والحقيقة الثانية انه لا يمكن أن يصب الناس في عقيدة واحدة, أما الحقيقة الثالثة فإنه إذا كان الخلاف أمرا ثابتا بالضرورة فلا بد أن تكون العلاقة التي تحكم الناس جميعا هي علاقة التعارف وان نتكامل جميعا وهذه حقائق طبقها الرسول منذ الأيام الأولى في الإسلام. واشار شيخ الازهر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل بعض المسلمين المستضعفين فى بداية الدعوة إلى ملك ودولة مسيحية " الحبشة ": ولو كان يشك لحظة في انه سوف يصيبهم شيء لما كان قد أرسلهم حيث قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم " إن في ارض الحبشة ملك لا يظلم أحد بجواره". وقال الطيب: إن صحيفة المدينة كانت تتضمن أن " اليهود أمة مع المؤمنين " وفى قول آخر أن " اليهود امة من المؤمنين" كما أن القران الكريم يصف الإنجيل والتوراة بأنهما " هدى ونور " كما يضع القران محمدا أخا لعيسى وموسى. وأضاف : عند زواج المسلم بمسيحية ويهودية لا يجوز أن يجبرها على ترك دينها بل تبقى على دينها . وشدد شيخ الأزهر على أن الحضارة الإسلامية استوعبت كل الناس وكانت الوحيدة التي عندما تفتح لها البلاد تخير أهلها بين دخول الإسلام أو البقاء على دينهم على عكس ما حدث مع حركة المرسلين فى الاندلس بعد سقوطها حيث خيروا المسلمين بين ثلاث اشياء : اعتناق المسيحية او الرحيل من البلاد او القتل وهذا كلام اساتذه غربيين وليس كلامنا . وشدد شيخ الازهر على اهمية ان نربى ونثقف اولادنا وتلاميذنا على الاعتدال لذلك لا تجد فى الازهر تشددا وراجعوا تقارير الامن لن تجدوا فيها اى متطرف تخرج من الازهر لان ثقافتنا كأزهريين تقوم على التعدد والرأى الاخر على سبيل المثال نقول قال الشافعى ...قال ابو حنيفه...قال مسلم وكلها اراء صحيحة وهذه التربية الازهرية تدعم خط الوفد . وقال شيخ الازهر ان الهم الاول للازهر هو الوحدة الوطنية والهم الثانى الوحدة الاسلامية والهم الثالث السلام العالمى . واضاف : نريد دعم حزب الوفد وجريدة الوفد المحترمة لنا فى هذه الغايات . ورد رئيس حزب الوفد قائلا : نرحب كثيرا بدعم هذه الغايات النبيلة وسوف نخصص صفحة فى جريدة الوفد للازهر تحمل عنوان " الازهر الشريف" الذى سيظل رمزا للتسامح والمواطنة مشيرا الى ان اول وثيقة مواطنة فى التاريخ وقعها االرسول صلى الله علية وسلم فى المدينة . وأشار د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد إلى أن الإسلام يدعم حرية العقيدة والوحدة الوطنية ويلزم المسلم ان يصحب زوجته الى مكان العبادة . وقال انه عندما جاء وفد من الأقباط إلى الزعيم سعد زغلول وتساءلوا ماذا لنا وماذا علينا قال لهم سعد زغلول " لكم ما لنا وعليكم ما علينا " . وأعلن رئيس حزب الوفد أن قناة الحياة " تحت أمر " شيخ الأزهر لنشر فكر الأزهر المستنير . ودار حوار بين رئيس حزب الوفد وشيخ الازهر حول الكاتب الوفدي العملاق الراحل عباس محمود العقاد حيث تحدث عنه بحب شيخ الأزهر قائلا: " أنا وفدى لأني عقادي " أحب الكاتب الكبير الراحل عباس محمود العقاد وقرأت كل كتاباته وطالب جريدة الوفد أن لا تنسى عباس محمود العقاد الذي كان وفديا . وعقب د. السيد البدوي قائلا : إن الكاتب الراحل عباس العقاد صدر حكم بحبسه 9 شهور بتهمة العيب في الذات الملكية وعندما خرج من السجن قام بزيارة قبر الزعيم الراحل سعد زغلول وألقى احد أبيات الشعر العظيمة من تأليفه أمام القبر. حضر اللقاء من قيادات الوفد فؤاد بدراوى نائب رئيس الحزب والمستشار بهاء الدين أبو شقه عضو مجلس الشورى ومساعد رئيس الحزب وطاهر حزين عضو مجلس الشعب ومساعد رئيس الحزب والسفير وحيد فوزى مساعد رئيس الحزب وطارق سباق النائب الوفدي بمجلس الشعب ومصطفى الجندي النائب الوفدي بمجلس الشعب ووفقى المدنى النائب الوفدي بمجلس الشورى واللواء سفير نور والدكتورة فايزة خاطر ومحمد المالكى عضو الهيئة العليا لحزب الوفد. وحضر اللقاء من مكتب فضيلة شيخ الازهر السفير محمد رفاعة الطهطاوى المتحدث الرسمى لشيخ الازهر والسفير محمد عبد الجواد مسئول البروتوكولات والمؤتمرات.