يمثل قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكرسيتال اليوم أمام الرئيس باراك أوباما وسط تكهنات بشأن احتمال إقالته بعدما وجه انتقادات نارية إلى الإدارة الأميركية في مقابلة صحافية مثيرة للجدل. واستدعي الجنرال الأميركي إلى البيت الأبيض اليوم ليوضح ما قصده من الانتقادات الساخرة التي وجهها في حديث صحافي إلى أوباما وكبار مساعديه، في وقت اتهمه أوباما ب"سوء التقدير"، وهو ما يجعل احتمال إقالته مطروحا. وسخر أعوان لماكريستال في المقالة التي خصصتها له مجلة رولينغ ستون تحت عنوان "الجنرال الخارج عن السيطرة"، من نائب الرئيس جو بايدن ونعتوا مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ب"المهرج"، كما عبروا عن "خيبة أمل" ماكريستال اثر لقائه الأول مع أوباما. وبحسب المجلة، فقد وجه ماكريستال نفسه انتقادات ساخرة إلى الموفد الخاص الأميركي إلى المنطقة ريتشارد هولبروك، كما قال انه شعر بأنه تعرض "للخيانة" من قبل السفير الأميركي في كابول كارل ايكنبري حين وجه الأخير انتقادات مباشرة إلى إستراتيجيته الحربية. ويضع هذا السجال أوباما في موقف حرج أمام خيارين كلاهما سيء، ما بين إقالة ماكريستال مع ما يتضمنه ذلك من مخاطر بإخراج الحملة العسكرية في أفغانستان عن سكتها، أو تقبل المسألة والظهور في موقع الضعف. وكشفت المقابلة الصحافية مع ماكريستال عن توتر بين القادة العسكريين والبيت الأبيض، في وقت تصعد الولاياتالمتحدة حملته العسكرية في أفغانستان مع إرسال تعزيزات من 30 ألف عسكري إلى هذا البلد في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ تسع سنوات. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيتس أن أوباما "غضب" حين قرأ المقال، بدون أن يستبعد أن يعمد الرئيس إلى إقالة ماكريستال، وقال جيتس أن "الجنرال ماكريستال قاتل ببسالة لفترة طويلة من اجل هذا البلد، ولا يمكن كما لا ينبغي لاحد ان ينتزع ذلك منه، ولن يفعل احد ذلك". وتابع "لكن من الواضح انه ارتكب خطأ جسيما في التقدير وسيحاسب على ذلك". وبعدما اصدر ماكريستال اعتذارا فوريا، غادر كابول للمشاركة شخصيا في اجتماع مقرر أن بعقد اليوم لاستعراض الوضع العسكري، في حين انه يشارك عادة في هذا الاجتماع الشهري عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من مقره في كابول. وقال وزير الدفاع روبرت جيتس في تصريح مقتضب "استدعيت الجنرال ماكريستال إلى واشنطن لمناقشة المسألة معه شخصيا". واضاف "اعتقد ان الجنرال ماكريستال ارتكب خطأ كبيرا واساء التقدير في هذه المسألة". واصدر ماكريستال بيانا ليل الاثنين اعتذر فيه عن تصريحاته كما قدم احد مساعديه الإعلاميين المدنيين دانكن بوثبي استقالته، لكن من غير المرجح رغم ذلك أن تتوقف تبعات المقالة عند هذا الحد. وسبق أن وبخ أوباما ماكريستال العام الماضي بشأن تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر في لندن وأوحى فيها بأنه ينقض موقف بايدن الداعي إلى خفض القوات في أفغانستان. وفي احد مقاطع المقابلة الصحافية التي أثارت الاستياء في البيت الأبيض والبنتاغون، قال مستشار لماركريستال لم تذكر المجلة اسمه أن الجنرال لم يخرج بانطباع جيد من لقائه مع أوباما العام الماضي في البيت الأبيض . وقال المستشار "كانت جلسة تصوير استمرت عشر دقائق. بدا واضحا أن أوباما لم يكن يعرف شيئا عن (ماكريستال) وعمن يكون، كما أنه لم يبد مهتما كثيرا". وفيما يبدو مستقبل ماكريستال على المحك، ترد تكهنات متزايدة بشأن كبار العسكريين المرجحين لخلافته، وفي طليعتهم الجنرال جيمس ماتيس من قوات المارينز المعروف بخبرته في مجال مكافحة التمرد. وندد أعضاء من الكونغرس بتصريحات ماكريستال معتبرين أنها مقلقة، غير أن معظم الديمقراطيين امتنعوا عن الدعوة إلى إقالته. وأعرب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي عن تأييده للجنرال الأميركي مبديا أمله بعدم إقالته، كما أعرب الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن عن ثقته بماكريستال .