أدان عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، قرار الحكومة الإسرائيلية هدم 22 منزلاً فلسطينيًا شمال القدس. واعتبر موسى، في بيان صحفي له اليوم "الثلاثاء"، أن هذا القرار يقضي على فرص تقدم مسار المفاوضات غير المباشرة المتعثرة أصلاً، ويؤكد الموقف الذي عبر عنه قرار الجامعة بأنه لا أمل في التفاوض في غياب إرادة إسرائيلية في السلام والإمعان في تغيير الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أكد الأمين العام أن الأمر أصبح يتطلب إعادة النظر في الموقف برمته. كما طالبت الجامعة العربية بالتوجه العربي إلى المؤسسات الدولية لمنع وقوع جريمة ترحيل حي البستان في القدس وتدميره، ومنع إقامة المزيد من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. جاء ذلك في تعقيب للجامعة العربية على لسان أمينها العام المساعد السفير محمد صبيح على قرار ما تسمى ب "اللجنة اللوائية" التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس قررت مصادرة أراضي حي البستان في سلوان، وكذلك على بدء جرافات الاحتلال اليوم، بتجريف مساحات شاسعة من أراضي القدسالشرقية بين مستعمرتي "نيفي يعقوب"، و"بسغات زئيف" شمال شرق المدينةالمحتلة، تعود لمواطني أحياء بيت حنينا وشعفاط وحزما. وقال السفير صبيح في تصريحات صحفية في مقر الجامعة العربية: لم نفاجأ بهذه "الخطوات المجنونة" والهستيرية، فالحكومة الإسرائيلية المتطرفة تمعن في جرائمها وقد عودت العالم على غيها وتماديها واستخفافها بالشرعية الدولية. وأضاف: "من الواضح بأنهم يقصدون تصعيد هجمتهم الاستيطانية بتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشيل، بغية إعاقة أي تقدم بعملية التسوية، والآن يريدون السيطرة الكاملة على أرض البستان في القدسالمحتلة، وبهذا قمة الاعتداء على حقوق البشر، وفيه عدم احترام لبيان الاتحاد الأوروبي في الثامن من ديسمبر الماضي الذي أكد أن القدس عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية". وشدد على أن مصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية تتم تحت أكاذيب، مضيفا: فأحيانا نسمعهم يبررون مصادرتهم للأراضي لغرض استخدامها للخدمة العامة ليتضح بعد ذلك بأن الهدف هو استعاري محض. وتابع: على المجتمع الدولي واللجنة الرباعية التنبه إلى أن إسرائيل تمارس أقصى درجات التضليل والكذب والافتراء، فلا لا تريد السلام، ولا تسعى لتحقيق الهدوء والاستقرار. وانتقد صبيح عدم وجود تحرك عربي شعبي مضاد للإجراءات الإسرائيلية، مؤكدا أن رد النقابات والفعاليات والأطر الشعبية يجب بأن تكون بجمع التبرعات ودعم مؤسسات القدس، والتحرك على كل المستويات لفضح الجرائم الإسرائيلية. وقال: حتى الآن لم يظهر الدعم الشعبي للقدس من خلال تبرعات رجال الأعمال والمؤسسات والهيئات الأهلية والشعبية أسوة بما تقوم به القوى المعادية، فمن هنا لا بد من توجيه رسالة دعم مادي وسياسي للقدس من خلال التبرعات المالية السخية، لأن إسرائيل خصصت ما لا يقل عن 15 مليار دولار لغرض تهويد المدينة خلال السنوات القليلة المقبلة. وشدد على أنه أمام هذه الجرائم لا بد من تطبيق قرارات القمة العربية الدورية في سرت في شهر مارس الماضي فيما يخص وقف التطبيع كاملا مع إسرائيل.