ذكرت دراسة حديثة أن محيطات العالم تختنق عمليا بسبب انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وتدمير الأنظمة البيئية البحرية وانهيار السلسلة الغذائية والتغيرات غير القابلة للانعكاس التي لم تحدث منذ عدة ملايين من السنين. ويمكن أن يكون للتغيرات توابع رهيبة على مئات الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم الذين يعتمدون على المحيطات في سبيل عيشهم. وقال البروفيسور الاسترالي اوف هويغ غولدبرغ وهو عالم في الشؤون البحرية والمعد الرئيسي للتقرير «يبدو وكأن كوكب الارض يدخن علبتي سجائر يوميا». وحسب رويترز فقد درس التقرير الاسترالي الأمريكي الذي نشر في مجلة ساينس يوم الجمعة عشر السنوات من البحث البحري ووجد أن التغير المناخي كان يتسبب في تراجعات كبرى في الانظمة البيئية البحرية. وذكر التقرير أن درجة حرارة المحيطات كانت ترتفع بسرعة وان المحيطات كانت تتحول الى الحمضية وتغيرت دورة المياه وكانت المناطق المميتة في أعماق المحيطات تتسع. وكان هناك تراجع في الأنظمة البيئية الكبرى للمحيطات مثل غابات عشب البحر والشعاب المرجانية وكانت سلاسل الغذاء البحري تنهار وكان هناك تراجع في إعداد الأسماك والسمك الأصغر والمزيد من الأمراض الدائمة والآفات بين الأحياء البحرية. وقال هويغ غولدبرغ مدير معهد التغير العالمي في جامعة كوينزلاند «إذا ما واصلنا السير في هذا الطريق سندلف الى ظروف ليس لها مثيل لاي شيء مر علينا من قبل». وقال هويغ غولدبرغ أن المحيطات كانت «قلب ورئة» كوكب الارض وتنتج أكثر من نصف الأوكسجين في العالم وتمتص 30 بالمائة من ثاني أكسيد الكربون من صنع الإنسان. وقال هويغ غولدبرغ «نحن ندخل في فترة تعاني فيها كل خدمات المحيطات التي تعتمد عليها البشرية من تغير هائل وفي بعض الحالات بداية فشل». «ومن الواضح تماما أن كوكب الأرض لا يمكنه العيش بدون محيطه ، وهذا دليل آخر على أننا نسير على الطريق إلى الحدث الانقراض الأعظم التالي». وقال واضعو التقرير إن أكثر من 3.5 مليار شخص يعتمدون على المحيط كمصدر رئيسي للغذاء ويمكن أن يتضاعف هذا الرقم في غضون 20 عاما.