توجه صباح اليوم الأربعاء السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، والوفد المرافق له، إلى مدينة إسطنبول للمشاركة في افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي- التركي، التي تبدأ فعالياتها، غدًا الخميس، ويشارك فيها مجموعة من وزراء الخارجية والمالية العرب. وصرح مصدر مسئول بالجامعة العربية بأن هذه التظاهرة تبحث جميع مجالات التعاون مع التركيز على الجوانب السياسية والاقتصادية بين الجانبين، برعاية وحضور رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وتنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال ووزارة المالية التركية، بالتعاون مع وكالة دعم وترويج الاستثمار، ومجلس العلاقات التجارية الخارجية (DEIK) في تركيا. وأضاف: أن الأمين العام عمرو موسى سيقوم بتقديم واجب العزاء، للمسئولين في تركيا وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، في ضحايا السفينة التركية بأسطول الحرية، الذي كان في طريقه إلى قطاع غزة في المياه الدولية، لتقديم مجموعة من المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني المحاصر هناك من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح أنه في إطار دعم الجامعة العربية ووفق قرار مجلس وزراء الخارجية العربي الطارئ الذي عقد منذ أيام- فسيكون هناك زيارة خاصة من السيد عمرو موسى إلى قطاع غزة لدعم صمود أهالي غزة للحصار الإسرائيلي. كان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى،أكد قبيل توجهه إلى تركيا، أن الجامعة العربية جادة في كسر الحصار عن قطاع غزة، موضحًا أن زيارته المقررة لقطاع غزة خلال بضعة أيام تأتي في هذا السياق. وأشار إلى أن ملف المصالحة الفلسطينية سيكون حاضرًا خلال زيارته لغزة، مشدداً على أنه لا مبرر لاستمرار هذا الانقسام. وقال موسى: نحن نفكر في إرسال مساعدات عينية وإغاثية لقطاع غزة، وقوافل الإغاثة العربية موجودة ومستمرة. وحول أسباب اختيار الزيارة بهذا التوقيت بالضبط، أجاب موسى " الوضع في غزة أصبح شيئا غير مقبول، وغير معقول، والحصار من الأول مرفوض ، ونحن نطالب برفعه دون تأخير، واعتقد أن الوقت حان لوقف موقف عربي إسلامي واحد ودولي ضد هذه الحصار وآثاره، وكذلك ضد المستوطنات في الضفة الغربية، والأعمال التي تمس بوضع القدس العربية ". وقال إن الجميع مستنفر لإنهاء الوضع الصعب في غزة، ووضع حد لمعاناة المواطنين العزل هناك . وعن المصالحة الفلسطينية قال: إنه موضوع رئيسي، والكل يسأل لماذا الخلافات الفلسطينية، وعلى الجميع أن يفهم بأنه لا مجال لاستمرار هذا الوضع، فالعالم كله فى حالة ضيق من الاحتلال الإسرائيلي، والحصار الظالم، ولكن في المقابل العالم مندهش أيضا من "النزاع الفلسطيني-الفلسطيني"، ومن هنا نرجو إنهاء حالة التشرذم هذه، معربًا عن اعتقاده بأن الفلسطينيين جميعًا يدركون حقيقة الوضع، وأنهم سيتقدمون نحو المصالحة قريبًا. ومن جانبه، ندد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة بجريمة اغتيال أربعة مواطنين "صيادين" خلال عملهم في بحر غزة الاثنين الماضي. وأضاف في تصريح للصحفيين بالجامعة العربية: أن إسرائيل قتلت أربعة شبان بدم بارد وهم بعمر الورود، ضاربة عرض الحائط الرأي العام الدولي المندد بعدوانها وسياساتها وجرائمها، وانتهاكاتها الخطيرة للقانون الدولي. وشدد السفير صبيح على أنه "آن الأوان لوقف سياسة الكيل بمكيالين، وتأمين الحماية لعدوان إسرائيل، وهذا الأمر تفهمه القيادات الإسرائيلية المتطرفة بأنه ضوء أخضر لمزيد من العدوان والقتل والتصعيد". وأوضح أنه لم يكفيهم العدوان على أسطول الحرية وقتلهم وإصابتهم عدد كبير من المتضامنين الأتراك والعرب والأجانب دون وجه حق في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط، وها هم يرتكبون مجزرة جديدة فقط من أجل القتل. وخاطب السفير صبيح الإسرائيليين بقوله: عليكم أن تعوا أن الحياة في هذا الجزء من العالم يجب أن تتم من خلال السلام، وليس الحرب، لأن الحرب لا يولد سوى الدمار والكراهية".