صورة ارشيفية للبرلمان العربى طالب عدنان عمران، الأمين العام للبرلمان العربي، "سوري"، بضرورة التصميم على استخدام كل الوسائل المتاحة من أجل دفع العدوان على الأمة العربية، موضحًا أن هذا التعبير ليس من عنده، وهذه الإدارة بالضبط هي جزء من المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك، والتعاون الاقتصادي، ومفادها "استخدام جميع الوسائل المتاحة، بما في ذلك القوات المسلحة لرد العدوان عن أي بلد عربي". جاء ذلك خلال رده في تصريحات للصحفيين، بالجامعة العربية، قبيل اجتماع الدورة الإستثنائية للبرلمان العربي مساء اليوم، حول سؤال بشأن خطة التحرك على مستوى البرلمان العربي للتعامل مع حالة الغضب الدولي لرفع الحصار، ورأيه بالقرار الذي صدر من وزراء الخارجية العرب للتحرك على المستوى القانوني والإعلامي والسياسي. وقال أن حقيقة أي خطة تحرك، يجب أن تأخذ في الاعتبار الواقع الراهن، خاصةً أن هناك خطط كثيرة لم تتحرك، لذا يجب علينا أن ندرس، لماذا عجزنا عن تنفيذ القرارات؟، ولماذا لم نتمكن من وضع الآليات الكفيلة بتنفيذ القرارات؟، مؤكدًا أن القرارات وحدها لا تكفي، وأن الآليات التي أعنيها أن تقترن بمواقف مسؤولة تقدم إلى الجهات التي تقف خلف العدوان الإسرائيلي". وحول كيف يمكن التنسيق بين البرلمان العربي ونظيره التركي، والبرلمانات الأخرى لمساندة الحق الفلسطيني والعربي؟ قال.."هناك اتصالات وتعاون، ونريد أن نطور هذا التعاون ونساعده، وكل باتجاه إجراءات تنفيذية، وشدد على إننا لم نعد نؤمن بالبيانات بكل صراحة ولا بالقرارات. وطالب بوجود عقلية جديدة يجب أن تسود الاجتماعات العربية، موضحًا أن قيمة أي قرار هو قيمة ما ينفذ من هذا القرار، ونحن مدينون للمواطن العربي بالمصداقية، حتى يعيد ثقته بمؤسساته القومية، وهذا ممكن عن طريق العمل المختلف عما درجنا عليه في السابق. وردًا على سؤال حول كيف يمكن استثمار هذه الجريمة إن جاز التعبير من أجل رفع الحصار نهائيا عن أهل فلسطين في غزة؟ قال:"البرلمان العربي له حدود فيما يقوم به، وسوف يتخذ قرارات ستذهب إلى القمة العربية مباشرة، وستكون دعوة ملحة بأن يختلف الأسلوب في التعامل مع العدوان عما كان عليه في السابق. وأضاف: قرارات البرلمان العربي اليوم ستخرج إلى القمة القادمة الطارئة، في إطار موقف عربي يبلغ إلى الجهات بأنه كفى وآن الأوان أن نتوقف عن هذه المهزلة. واتهم الدول الكبرى بأنها شريكة ومسؤولة عن الجرائم الإسرائيلية ، محملاً إياها هذا العدوان، قائلاً:" أن العدوان الإسرائيلي في الحقيقة ترتكبه الدول الكبرى عن طريق إسرائيل لأن من يرتكب العدوان، المجرم والشريك، كلاهما مسؤول عن الجريمة. كما أكد أن حدث الهجوم الوحشي على أسطول الحرية الذي كان متوجهًا إلى مرفأ قطاع غزة لتقديم المساعدت الإنسانية هناك، يضاف إلى سلسلة الجرائم والمجازر الإسرائيلية، كما أن له أبعاد كبيرة، ومعانيه لا تحصى، منوهًا بأن ردود الفعل الدولية التقت إلى مستوى الحدث بالفعل. وأضاف: أن هذا العدوان الفاضح قرصنة بمعنى الكلمة، ويعتبر تهديدًا للملاحة الدولية، مردفًا بالقول:" الآن يخرج كيان معتدي على القوانين الدولية في ملاحة، ويسكت عن ذلك، بما يعني أن هناك استباحة للقاون الدولي في هذا المجال، وتهديد خطير لمبدأ الملاحة الحرة وحقوق الملاحة الدولية ". ولفت إلى أن إسرائيل ترتكب جريمة غير مسبوقة، وهي أرادت من حصار غزة تجويع شعبها إلى حد الإبادة، وهي قامت بعدوان دمرت فيه وقتلت، كما أن مجمل القتلى كانوا من الأبرياء، وانها أرادت أن تكمل المجزرة عن طريق التجويع، وأن هذا أيضًا خرق كبير للقوانين الدولية، والقوانين الإنسانية، خاصةً اتفاقية "جنيف" الدولية. وشدد عدنان عمران، على أن كل هذه الأعمال تقتضي رد عربي مختلف، وأنه لا يدعي أن الاجتماع هو الرد المناسب فقط، مطالبًا الاجتماعات العربية أن تختلف اليوم عما كانت عليه في الماضي، وأن كل اجتماع يجب أن يكون هادفًا لتحقيق غرض معين. وأوضح أن الغرض المطلوب هنا هو كيفية حشد الطاقات والإمكانات العربية بكل الوسائل المتاحة من أجل خلق حالة رادعة "أكرر حالة رادعة". ولفت إلى أن إسرائيل لا تفهم على الإطلاق ولا تحترم أي ميثاق دولي ولا أي قرارات تصدر من هنا أو هناك، لكنه أوضح أن إسرائيل لا يمكن أن تعيد النظر بسياستها العدوانية إلا في حالتين، الأولى: أن تشعر إسرائيل أنها لم تعد تمتلك القدرة العسكرية لتهديد المنطقة أو الدول المجاورة أو غيرها، وهذا موضوع كبير. الأمر الآخر، وهو بنفس المستوى، أن تشعر بأن الولاياتالمتحدة الأميركية لم تعد قادرة على دعمها بالصورة المنحازة كما هو الأمر الراهن، مشيرًا إلى أنه يمكن تحقيق ذلك عن طريق موقف عربي جديد، وأنه آن الأوان أن نقول للولايات المتحدة، نحن نريد صداقة، ولكن هذه الصداقة لا يمكن أن تجتمع أبدًا ولا أن تلتقي مع أي إنحياز أميركي أعمى لصالح إسرائيل..يقدم لها الدعم بالسلاح، حتى النووي، ويقدم لها المال كل المال، من أجل أن تقوم بأي عمل، وتقدم لها الحماية السياسية ب"الفيتو"، في الأممالمتحدة، وتطلقها دوليًا لتكون القوة العدوانية الوحيدة على هذا الكوكب!! .. موضحًا أن هذا الموضوع يحتاج إلى موقف عربي حقيقي ورائد عن كل ما عرفناه سابقًا.
واعتبر أن كلمة عقد اجتماع أو صدور بيان أصبحت تثير حالة من القلق وحالة من السخرية الأليمة لدى أي مواطن عربي، منوهًا إلى أن المواطن العربي لم يعد يؤمن بما يصدر من قرارات إلا إذا اختلف الأمر اليوم، مشيرًا إلى أن ذلك ممكن عن طريق وحدة موقف فلسطيني أولاً، وموقف عربي ثانيًا، على أساس الدفاع عن كل الحقوق.
وردًا على وجود خطة عمل لكسر الحصار، والذهاب إلى غزة عبر تشكيل لجنة من البرلمان العربي..اكتفى بالقول: "الاجتماع هو من أجل التوصل إلى الخطة المذكورة".