أفرجت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى.آى.إيه" عن تقرير يعود تاريخه إلى أكتوبر 2003 ويتعلق بالاستجوابات التى قامت بها الوكالة للمعتقلين فى أحداث 11 سبتمبر 2001 والتى تثبت استخدام مسؤولى الوكالة العنف والتعذيب فى استجواب المعتقلين. ويحتوى التقرير على شرح التكنيكات المستخدمة فى تعذيب المعتقلين والمسموح قانونا وغير المسموح منها. ويتعرض التقرير لاستجواب عبد الرحمن الناشرى وخالد شيخ محمد وأبوزبيدة، العضو الرئيسى لتنظيم القاعدة، وتعرضهم للإيذاء البدنى والتعذيب أثناء الاستجوابات. ورغم سماح الوكالة بالكشف عن التقرير المعنون "سرى للغاية"، فإنها قامت بشطب كل المعلومات المتعلقة بأسماء ضباط الوكالة الذين قاموا بالاستجواب وكل المعلومات المتعلقة بالأماكن والسجون التى جرت فيها الاستجوابات، وتقنيات التعذيب والإيذاء البدني. واحتلت الصفحات المشطوبة أكثر من ربع عدد صفحات التقرير، إضافة إلى شطب فقرات بأكملها أو سطور بأكملها تتعلق بأسماء الشهود والمشاركين فى العمليات. ويبدأ التقرير بمحاولات لتبرير العنف، الذى مورس ضد المعتقلين بقوله إن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تحت ضغوط شديدة وعليها أن تفعل أى شىء لتتحاشى أى هجمات إرهابية أخرى بعد أحداث 11 سبتمبر. وقال التقرير إن أنشطة الاستجواب شكلت تحديا امام مسؤولى الوكالة لعلمهم أن أعضاء تنظيم القاعدة تلقوا تدريبا لمقاومة أساليب الاستجواب التقليدية. وحدد التقرير الأساليب التى اتبعتها الوكالة فى تعذيب لمعتقلين واستجوابهم. والتى تضمنت 10 أساليب فى التعذيب والإيذاء البدنى والعقلى. وتتعدد طرق الاستجواب التى استعانت بها الوكالة ما بين ضرب المعتقلين وصفعهم وتوجيه الشتائم ووضع المعتقل فى صندوق مظلم ضيق لمدة 18 ساعة ووضع حشرات غير ضارة بالمكان وتعليقه على الحائط، وشد ذراعيه، وإجباره على الوقوف بحيث يكون ثقل الجسم على أطراف الأصابع ولا يسمح له بتعديل وضعه، وعدم السماح له بالنوم لمدة 11 يوما، وتكنيك الإيهام بالإغراق، حيث يوضع المعتقل على مقعد وقدماه إلى أعلى ويتم وضع قطعة قماش على فمه وأنفه ويتم سكب المياه على القماش من ارتفاع 12 إلى 24 قدما وتكرار العملية ليس لأكثر من 20 دقيقة وهو تكنيك يؤدى إلى منع وصول الهواء من 20 إلى 40 ثانية للمعتقل، وزيادة مستوى أكسيد الكربون فى الدم وضعف التنفس وإحساس المعتقل بالغرق والاختناق. ومن التقنيات المستخدمة أيضا فى التعذيب، والتى يقول التقرير إنها لا تنتهك أى قانون ما دام مسؤولو الاستجواب لا يعمدون إلى تحقيق إيذاء بدنى حاد، هو السجن الفردى والموسيقى العالية بمستوى لا يسبب إيذاء السمع والتعليق على الحوائط والحرمان من النوم لمدة لا تزيد على 72 ساعة. ويقدم التقرير تعريفا للتعذيب بقوله إنه أى فعل يسبب ألما سواء بدنيا أو عقليا ويكون وحشيا وغير إنسانى ويقول إنه من الممكن أن يستمر الإيذاء والعنف لعدة أيام لكن يشترط ألا يطول لأكثر من 30 يوما ويجب استخدامه فقط كلما استدعت الحاجة إليه ولا يتم تكراره لأنه يفقد فاعليته مع المعتقلين. أما أساليب التعذيب غير القانونية أو التى تم التحقيق مع مسؤولى وكالة الاستخبارات بشأنها لاستخدامهم تقنيات تعذيب غير مصرح بها، فكانت التهديد بالحرق والضرب بالآلات الحادة فى أماكن حساسة والتهديد باعتقال الأم وأفراد الأسرة والقيام بإيذاء جنسى للأقارب من النساء أمام المعتقل والتهديد بقتل الأبناء والتهديد بالأسلحة النارية. وأثبتت أشرطة الفيديو تعرض أبوزبيدة لتكنيك الإغراق بالمياه 83 مرة أغلبها لم يدم لأكثر من 10 ثوان، كما أظهرت أن تكنيك المياه كان مستخدما بكثرة وبأساليب مختلفة منها زيادة كميات المياه ويقول التقرير إن أحد أعضاء القاعدة تم استخدام تكنيك الإغراق بالمياه معه 83 مرة وتم حرمانه من النوم لمدة 180 ساعة.