اسفر هجومان متزامنان شنهما مسلحون يرتدون احزمة ناسفة على مسجدين لطائفة الاحمدية الجمعة في لاهور شرق باكستان عن مقتل 70 شخصا، وفق حصيلة غير نهائية. واقتحم المسلحون مسجدي غارهي شاهو ومودل تاون باطلاق النار على مشاركين في صلاة الجمعة وبالقاء قنابل يدوية على المصلين واحتجزوا بعضهم رهائن، في حين فجر احد الانتحاريين حزامه الناسف. والهجوم هو الاكثر دموية في ثاني مدن باكستان التي تعاني من تصعيد الهجمات التي تنفذها مجموعات على صلة بحركة طالبان وتنظيم القاعدة. وتعتبر الاحمدية اقلية صغيرة في الاسلام، ويبلغ عدد اتباعها عشرات الالاف في باكستان. وقالت مجموعة حقوقية ان الطائفة كانت تتلقى تهديدات في لاهور منذ اكثر من سنة. واندلعت معارك استمرت اكثر من ساعتين بين المسلحين والشرطة في المسجدين، وكانت اصوات اطلاق النار من الاسلحة الثقيلة تسمع في الحيين، في حين توجهت فرق الاسعاف للعناية بالجرحى في الشوارع. ومع توقف المعارك، تحدث المسؤولون عن مشاهد الدماء وخصوصا في مسجد غارهي شاهو حيث عثر على العشرات من الجثث. وقال سجاد بوتا، المسؤول الاداري عن مدينة لاهور للصحافيين "قتل على الاقل سبعون شخصا في الهجومين". واضاف "بعض المهاجمين على مسجد غارهي شاهو كانوا يرتدون احزمة ناسفة". وقال الطبيب رضوان ناصر، المسؤول عن فرق الاسعاف في لاهور، ان عدد الجرحى وصل الى 108 في حين كانت الشرطة لا تزال تبحث عن مهاجمين محتملين. وقال مظهر احمد المسؤول عن الدفاع المدني في لاهور لفرانس برس "انتشلنا 42 قتيلا من غارهي شاهو حتى الان ونعتقد ان الحصيلة سترتفع"، واضاف ان عدد القتلى في مودل تاون بلغ 22 قتيلا. وهجوما الجمعة هما الاعنف في باكستان منذ هجمات 12 اذار/مارس الارهابية التي اودت بحياة 57 شخصا في لاهور واستهدفت آليات عسكرية على مقربة من سوق مكتظ حيث كان المارة يتوجهون للمشاركة في صلاة الجمعة. وخلال سنة، اسفرت تسع هجمات في لاهور عن مقتل 265 شخصا. ولاهور مدينة عريقة ويعد سكانها من النخبة وتضم ابرز مقار الجيش والاستخبارات. وقالت الشرطة ان ثلاثة مسلحين هاجموا مسجد مودل تاون. وقال المسؤول في الشرطة المحلية رانا اياد لفرانس برس "لقد دخلوا المسجد من الخلف وباشروا باطلاق النار على المصلين. كانوا يحملون قنابل يدوية ويرتدون سترات ناسفة ومعهم اسلحة اخرى". وقال المسؤولون ان احد المهاجمين فجر سترته الناسفة وان اثنين اعتقلا احدهما فتى. وكان الثاني مصابا اصابة خطرة. وصعدت المجموعات المرتبطة بطالبان والقاعدة هجماتها على مدينة لاهور التي تضم ثمانية ملايين نسمة والقريبة من الحدود مع الهند. وشهدت باكستان منذ ثلاث سنوات حوالى 400 اعتداء، كان القسم الاكبر منها انتحاريا وبينها عمليات كوماندوس، واسفرت عن اكثر من 3300 قتيل في مختلف انحاء البلاد. ودان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بشدة الهجومين معربا عن "عميق اسفه وحزنه للارواح التي ازهقت". ولاهور هي مهد الطائفة الاحمدية التي اسسها غلام احمد المولود في 1838. وتنادي الطائفة باسلام عصري ومنفتح وتنشط في تنمية المحرومين ومساعدتهم. وتعرضت هذه الفئة للاضطهاد فترة طويلة في باكستان، كما تقول منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. ويعتبر السنة والشيعة، الاحمديين من الخوارج. وادت المواجهات المذهبية في باكستان، وخصوصا بين السنة الذين يشكلون الاغلبية والشيعة الذين يشكلون الاقلية الى مقتل اكثر من اربعة الاف شخص خلال السنوات العشر الاخيرة. وفي مدينة كويتا، جنوب غرب البلاد، حيث ازدادت عمليات الاغتيال المنسوبة الى متمردي طالبان وغيرهم، قتل مسلحون اربعة شرطيين وهربوا على دراجة نارية الجمعة، كما افاد مسؤول في الشرطة المحلية. ويبلغ عدد سكان باكستان حوالى 170 مليون نسمة. وتعتبر حركة طالبان الباكستانية المسؤول الابرز عن موجة الاعتداءات وهجمات الكوماندوس الدامية في باكستان منذ حوالى ثلاث سنوات. وتقع معاقلها في المناطق القبلية في الشمال الغربي المتاخمة للحدود مع افغانستان والتي تعتبر الحصن الحصين للقاعدة في العالم والقاعدة الخلفية للطالبان الافغان. وتعتبر واشنطن المناطق القبلية "اخطر منطقة في العالم"، وغالبا ما تطلق فيها الطائرات بلاد طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) والجيش الاميركي، صواريخ تستهدف كوادر طالبان وتنظيم القاعدة. لكن عمليات القصف هذه تؤدي ايضا الى سقوط ضحايا من المدنيين، كما تقول اسلام اباد.