نجحت شركات تعمل فى مجال التشييد والاستشارات، فى إبرام اتفاق مع شركات عملاقة فى كوريا الجنوبية، بهدف الدخول فى تحالفات لاختراق السوقين الأفريقية والشرق أوسطية، خلال 10 سنوات، أبرم الاتفاق برعاية المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، ومحمد الزرقانى، السفير المصرى فى كوريا الجنوبية.يتلقى «رشيد» الأسبوع المقبل تقريراً بالنتائج من الدكتور محمد شاكر، رئيس المجلس التصديرى للتشييد، الذى رأس وفداً يضم 9 شركات وطنية، لها دور بارز فى السوقين الأفريقية والعربية.ووصف شاكر الزيادة بأنها ستفتح الباب واسعاً أمام المصريين لمضاعفة حجم أعمالهم فى أفريقيا، وزيادة قدرتهم التنافسية أمام التوغل الصينى هناك، كما تدعم العلاقة مع الدول الأفريقية لخلق مصالح مشتركة بين الطرفين. وقال شاكر فور وصوله من كوريا، أمس، إن الشركات المصرية فاوضت الكوريين كفريق واحد، وإن الوفد التقى و13 شركة كورية عملاقة، على مدى يومين، وجرت المناقشات مع رئيس اتحاد المقاولين الكوريين للدخول فى شراكة، وإبرام تعاقدات ثنائية فى أعمال داخل أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والسوق المحلية، وأضاف أنه بموجب مذكرة التفاهم الموقعة مع رئيس الاتحاد العالمى للمقاولين الكوريين، سيكون أمام الشركات المصرية فرص تاريخية للحصول على حجم أعمال هائل، خلال السنوات المقبلة، عبر دخولها فى شراكة مع الشركات الكورية، التى حصلت على صفقات فى دول الخليج والشرق الأوسط، تصل قيمتها إلى 71 مليار دولار، منها 38 مليار دولار خلال 2010 فقط، وأشار إلى أن تحرك الشركات المصرية والمجلس التصديرى ضمن خطة وزير الصناعة برفع صادرات شركات التشييد من 9 مليارات جنيه إلى 15 ملياراً خلال 2013، وأوضح أن الوفد المصرى عرض أمام الكوريين خريطة تواجد الشركات المصرية فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، والتى تظهر تغطية كبيرة للشركات فى أفريقيا، وأبرزها المقاولون العرب، وأوراسكوم، والاستشارات فى الشرق الأوسط، وقال شاكر: «إن فرص نجاح التحالف المصرى - الكورى فى أفريقيا قوية جداً، فى ظل إبرام الجانب الكورى اتفاقاً إطارياً مع البنك الأفريقى، لتوفير التمويل للمشاريع»، وأضاف: «إن السوق الأفريقية واعدة، خاصة فى مجال الإنشاءات». ولفت إلى أن هناك فرصاً هائلة للشركات المصرية والكورية للقيام بأعمال مشتركة هناك، بناء على التواجد السابق لعدد من الشركات المصرية، وقال إن أفريقيا مهمة جداً لمصر، خاصة فى ظل حجم الاستثمار المتوقع ضخه خلال السنوات المقبلة، على مشاريع البنية الأساسية. وطالب بالتخطيط لأفريقيا لعشر سنوات مقبلة، وقال: «كان لابد من إيجاد شريك قوى له سمعة كبيرة فى الأسواق العالمية، للفوز بالعطاءات، خاصة فى أفريقيا، ولكسر احتكار الصينيين، الذين ينفذون الأعمال من الإبرة إلى الصاروخ بمفردهم».وأضاف رئيس المجلس التصديرى للتشييد، إن وفد الشركات المصرية ضم أوراسكوم، والمقاولون العرب، وأبناء حسن علام، وسامكريت، وسياك من شركات الإنشاءات، ومجموعة شاكر جروب الاستشارية، ومحرم باخوم، وجماعة المهندسين الاستشاريين، وأردمان آيس من شركات الاستشارات المصرية، فى حين ضم الجانب الكورى المديرين التنفيذيين لشركات جى إس، التى تقيم مشروعاً للتكرير والبتروكيماويات فى مصر، يقدر بنحو 2 مليار دولار، وهيونداى، وسامسونج، ودوسان للصناعات الثقيلة، ودايو، وشركات كورية أخرى.وأوضح أنه بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين، سيتم فتح باب التفاوض لدخول الشركات المصرية والكورية فى أعمال مشتركة، ومنها الأعمال الهندسية والصناعية والإنشاءات ومشاريع البنية التحتية، وأوضح أن هذه هى المرة الأولى التى تحدث فيها شراكة بين الشركات الكورية وشركات خارجية، وتابع: «بُهر الكوريون بما شاهدوه من أداء الشركات المصرية محلياً وخارجياً، وحجم التغطية لهذه الشركات فى السوق الأفريقية والعربية، خلال السنوات الماضية، من خلال 100 مشروع تم تنفيذها بأداء عالمى، خاصة فى مجال الاستشارات.وقال: «تم تقديم سابقة الخبرة لجميع الشركات المصرية الأعضاء فى المجلس التصديرى، والمشاريع التى قامت بها فى مجالات عديدة داخلياً وخارجياً، فى مجالات البنية التحتية والإنشاءات والصناعات البتروكيماوية والطرق والأنفاق والمترو، مشيراً إلى أن خبرة الشركات وقدرتها على المنافسة وتطورها سيكون له مردود إيجابى فى الشراكة مع كوريا على المدى الطويل، وأضاف: «إن الشركات المصرية لديها فرصة كبيرة للدخول مع الكوريين فى أعمال مشتركة فى دول الخليج، وتحديداً فى أعمال الإنشاءات الخاصة بالمحطات النووية، التى تسعى الإمارات إلى بنائها خلال الفترة المقبلة، فى ظل وجود خبرة كبيرة لعدد من الشركات فى بناء محطات طاقة داخل مصر وخارجها.