تجري إسرائيل تدريبات عسكرية مكثفة تحمل تسمية " نقطة تحول -4" تحاكي حربا شاملة قد تضطر خلالها إلى نقل السكان بشكل منظم و التدريب على كيفية نقلهم الى مستوطنات الضفة الغربية". وبمقتضى السيناريو الذي تحاكيه هذه التدريبات تبدأ الحرب بتصعيد عسكري على الحدود الشمالية بين الجيش الإسرائيلي و" حزب الله" تتعرض خلالها إسرائيل لإطلاق صاروخي مكثف يدفعها الى رد عسكري قاس على لبنان،تتوتر بعده الحدود الجنوبية مع قطاع غزة اثرقيام حركة حماس و الجماعات المسلحة الأخرى بإطلاق الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى وسط تل أبيب وتدمر أبنية شاهقة وقاعدة وزارة الدفاع. ووفقا لنائب وزير الدفاع المسئول عن هذه التدريبات متان فانائي فأن "إسرائيل قادرة على حماية مواطنيها من أي تهديد وعلى أية جبهة" مشددا على " أن نقطة تحول – 4" لا تتجاوز مسألة ضرورة الاستعداد لوقوع حرب " مستدركا " ان بلاده لا تقصد بهذه التدريبات شن حرب على لبنان أو سوريا". وذكرت الجريدة الالكترونية " اكسبرس" نقلا عن مصادر إسرائيلية " أن المشرفين على هذه التدريبات لا يسقطون من حساباتهم قيام حزب الله باستخدام صواريخ " سكود" على رغم أن عسكريين و خبراء لا يعتقدون ان هذه الصواريخ ستزيد من الخطر الذي يهدد إسرائيل من مجمل الترسانة الصاروخية التي يملكها حزب الله"،مشيرين الى" ان هناك توقعات بأن الحزب ربما سيكثف من استخدام صواريخ متطورة ودقيقة تستهدف المطارات و مقرات القيادات و المواقع الحساسة الأخرى". وشدد أيال بن رؤوفين الذي كان نائب قائد الجبهة الداخلية خلال حرب لبنان الثانية على ضرورة مواصلة الاستعداد لحماية الجبهة الداخلية " محذرا من " أن الحرب المقبلة ستكون مأساة كبرى ما يستلزم منع وقوعها". ويرى الخبراء العسكريون الإسرائيليون " أن الحرب القادمة ستكون أشد على الجبهة الداخلية و على الجيش أيضا " ولهذا " لا ينبغي المبادرة إليها ،لكنها إذا وقعت ،فأنه يجب النجاح فيها لنبين للمحيط المنفعل في الوقت نفسه" ان خيار استعمال النار في مواجهة دولة إسرائيل أمر غير مجد". ويؤكد رؤوفين" أن إسرائيل مستعدة اليوم و أفضل بكثير مما كانت عليه العام 2006 ،إذ تعلمت الدرس من الحرب الأخيرة" موضحا " لدينا اليوم أجوبة أفضل من السابق ولدينا أيضا أدوات أفضل و أملي أن لا نحتاج إلى استخدامها". ونقلت جريدة " هآرتس " عن نائب رئيس أركان الجيش بيني غانتس المرشح الأقوى لخلافة اشكنازي " أن إسرائيل لا ترغب بالحرب لكنها ستواصل استعدادها" وأضاف " نعيش في منطقة متوترة ،ولكن مبدئيا لا يوجد لدى اي لاعب في المنطقة مصلحة في التصعيد ،بل و لا أرى سببا للتصعيد ،مع أننا نمتلك مستوى عال من قوة الردع وسنرد بجاهزية عالية على أي تحد مهما كان كبيرا". إسرائيل تعتبر حزب الله جزءا من الحكومة اللبنانية وتقول إن التأييد الذي تبديه له حكومة لبنان سيمكنها من العمل بحرية اكبر في مواجهة حزب الله ،إذ عندما يصبح لبنان وحزب الله شيئا واحدا ،تستطيع إسرائيل أن تزيل جزءا من القيود التي فرضتها على نفسها العام 2006 وتقصف كل شئ في لبنان".