لم أفهم ولم أصدق ولم يصدر وزير الأوقاف فضيلة الدكتور محمود زقزوق تكذيبا أو تشكيكا أو بيانا بأي رد فعل. مما يؤكد انه مؤمن بدعوة المصريين وعموم المسلمين لزيارة المسجد الأقصي أسير الاحتلال الاسرائيلي. استقر في ايماننا طول عمرنا ألا نذهب إلي القدس حتي تتحرر أو تتقسم أو حتي تصبح دولية لجميع الأديان حق فيها. كان قرارا سياسيا ودينيا قال به شيخونا وقداسة البابا والنقابات المهنية وكافة طوائف الشعب التي رضيت وجدانيا بتحريم زيارة المدينة المقدسة وهي في قيودها. وإذا كان الرئيس السادات قد ذهب إليها فقد كانت مهمة سلام لم تتكرر رغم كل الضغوط السياسية الإسرائيلية والأمريكية.. خاصة ان حكومة تل أبيب لا تتوقف عن تشجيع الاستيطان وتهويد المدينة المقدسة ورفض كل محاولات التقريب والاعلان عن ان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل يربطها رئيس وزرائها بينامين نتنياهو بالتوراة ويقول انها ذكرت بها مئات المرات وهو ما يروج له جميع القادة الاسرائيليين ليؤكدوا انها وفلسطين كلها أرضهم المقدسة التي وعدهم الله بها. في ظل كل تلك الأجواء يخرج علينا الدكتور زقزوق متسلحا بمنصبه وزيرا للأوقاف وعضوا بالحزب والحكومة له خلفية دينية يطالب المصريين والمسلمين بالذات بزيارة القدس للصلاة في مسجدها الأقصي وييسر لهم دخولها عن طريق الأردن دون المرور علي القنصليات الاسرائيلية ولو أن ذلك لا يعفيهم من التفتيش الخشن تحت حد سلاح الجنود الاسرائيليين وتهديد المتعصبين اليهود. يجادل وزير الأوقاف في صحة الفتاوي التي صدرت عن عدد من رجال الدين بتحريم زيارة القدس ويضرب مثلا بطلب الرسول عليه الصلاة والسلام الذهاب إلي مكة في السنة الثالثة للهجرة وهي تحت سيطرة المشركين. متحمس للغاية. لست أدري كيف ولماذا؟ هل أراد أن يصلح خطأ شائعا. لعله يهدينا إلي سواء السبيل وهو زيارة القدس تحت سنابك الجنود الاسرائيليين؟ كيف صبر طويلا علينا ولم يرشدنا؟.. وما الذي حدث في الدنيا حتي يدعونا اليوم لزيارة اسرائيل ولو كان اسمها القدس؟! هل سبق الدعاة الأقباط. أم ان من بينهم من سعي لفتح الأبواب أمام رعايا الكنيسة لإبعاد الدين عن القضية.. ولو ان الأقباط هم الأولي لأن حبهم للقدس وزيارة مسقط رأس السيد المسيح يشتاقون إليها استكمالا لفروض دينهم. بينما المسلم يحج إلي عرفة ويطوف بالكعبة في مكة فرضا ويزور قبر الرسول في المدينة سنة وإذا امكن المسجد الأقصي في القدس أول قبلة للمسلمين. يا أيها المسلمون والأقباط وكافة المصريين لا تزوروا القدس ولا تضفوا شرعية علي الاحتلال الاسرائيلي. أما القول بأن زيارة القدس تأتي بناء علي رغبة بعض الفلسطينيين لأنها سوف تحدث رواجا اقتصاديا حول المسجد الأقصي وصفه معالي الوزير زقزوق بأنهم "هايتنغنغوا" فمسألة تثير الدهشة والابتسام بحزن وغضب. العهدة في ذلك علي الزميل صالح رمضان في جريدة "الدستور".. ولم يكذبه أحد. هذا ولم تهتم معظم الصحف بتصريحات وزير الأوقاف الخطيرة!!