أما المحظور اقتنائه داخل الصفوف الإسلامية حسب كل اتجاه فنجد على سبيل المثال : الجماعة الإسلامية تحظر كتابات حسن البنا، ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوى . الجهاد يحظر كتابات القرضاوى وفهمي هويدى وجميع أنتاج الإخوان والتيارات السلفية الحديثة . القطبيون يحظرون كتابات القرضاوى ومدرسة الإصلاح على العموم وجميع كتابات الإخوان وفى نفس الوقت يقرءون كتابات سير السجون والمعتقلات الإخوانية . الإخوان وهى الحركة الأم لهذه الاتجاهات فقد كانت في فترة السبعينيات تدخل برامجها التربوية كتابات فتحي يكن وسعيد حوي والمودودى وسيد قطب ومحمد قطب ، أما الآن فنجد أن برامج التربية لدى الإخوان (حسب المصادر الداخلية للجماعة وأيضاً بعض الكتابات المعلنة ) تلاشى منها أو أسقط منها عن عمد بعض كتابات سيد قطب مثل معالم في الطريق ، وهذا الدين ، والمستقبل لهذا الدين ، كذالك كتاب جاهلية القرن العشرين وواقعنا المعاصر لمحمد قطب ، وكتاب المصطلحات الأربعة للمودودى ، والإمامة العظمى وأبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي وجند لله تخطيطاً،وجند لله ثقافة وأخلاقاً، لما لهذه الكتابات من حكم واضح وصريح على الواقع الديني والسياسي ، لقد شكلت مثل هذه الكتابات في فترة السبعينيات وعى وفكر الحركة الإسلامية على العموم والإخوان المسلمون على الخصوص . لقد تدارك الإخوان فى برامجهم التربوية في مرحلة التسعينيات هذه الكتابات تماما وأستبد لوها بكتابات الشيخ عبد لله الخطيب ، ومصطفى مشهور ، ومحمد أحمد الراشد وخاصة كتابه" المنطلق " لما تتسم كتابة هؤلاء بالجانب التربوي والروحي الهادف البعيد عن فكرة الثورة والتمرد على الواقع المعاصر ، والأهم هو التميز عن تيارات الجماعات الأخرى التي أتسمت بالعنف وكانت أدبياتها منطلقة من مثل هذه الكتابات القديمة . فكرة الانفتاح على الأخر تفتقدها التيارات السياسية ، بما فيها التيار الإسلامي ، لذلك يجب التنبيه على إن الكتابات الفكرية على عمومها ولدت في سياقها ، وفكرة المنع والمصادرة فكرة مرفوضة ، ونتمنى أن تخرج مثل هذه الكتابات وتناقش حسب السياق التاريخي التي وضعة من أجلها ، لنتعلم ونتحاور ونبحث عن حياة سعيدة، لا تهدم المعرفة ولانتفى الأخر الذي أوصانا به خالقنا ، واحترمته جميع الشعائر السماوية.