- نرفض الربط بين انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار وبين توقيعها سلاما العرب - الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا قدمتا للدول العربية أفكارًا سلبية - نطلب من المؤتمر عمل مقاربة إقليمية تضم إسرائيل وإيران لإخلاء المنطقة من السلاح النووي أعرب السفير وائل الأسد مدير إدارة العلاقات متعددة الأطراف بجامعة الدول العربية، الذي يرأس وفد الجامعة في مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي الذي بدأ يوم الاثنين الموافق 3 مايو ويستمر 25 يومًا، قبيل سفره إلى نيويورك ل"مصر الجديدة"، عن أمله في أن يشهد المؤتمر خطوات فعلية في اتجاه تنفيذ مطالب إخلاء المنطقة من السلاح النووي، مؤكدًا مطالبة المجموعة العربية بنيويورك بضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وتنفيذ القرار الدولي الداعي لإيجاد منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط. ورفض السفير الربط بين انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار وبين توقيع سلام نهائي بين العرب وإسرائيل، منوهًا إلى أن انضمام الدول العربية للمعاهدة كان خلال الصراع العربي الإسرائيلي، وبالتالي لا يوجد مبرر أن تتحجج بعض الدول بالسلام لإعفاء إسرائيل من هذا الاستحقاق، معتبرًا أن انضمام إسرائيل لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية من شأنه توفير المناخ الملائم لتحقيق السلام، وفيما يلي نص الحوار: * قبيل توجهكم للمشاركة بمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي بنيويورك..هل أنتم متفائلون من النتائج؟ ** وقع في قلب اهتمامات مؤتمر المراجعة قرار شهير اسمه قرار الشرق الأوسط الذي صدر عام 1995، ولم ينفذ حتى الآن. لكن في ظل الأجواء الجارية الحالية لإنجاح المؤتمر وللخروج بتوصيات إيجابية تحاول الدول العربية أن تضع قرارها ضمن الإطار العام الدولي لدفع الحركة نحو نزع السلاح ..الدول العربية أعدت ملفها جيدًا ورفعت التوصيات إلى مستوى القمة العربية وتبنتها قمة "سرت"، وحددت مواقفها من مختلف القضايا ليس فقط في القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، بل أيضًا في القضايا التي تهم العالم من نزع السلاح على مستوى العالم ككل وحقوق الدول في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وقضية الشرق الأوسط.. *كيف ستقومون بطرح الرؤية العربية لنزع السلاح النووي خلال المؤتمر؟ ** المؤتمر في نيويورك يبدأ من 3 مايو ويستمر لمدة 25 يوما، والمؤتمر تفاوضي وصعب جدًا.. ولكن في نفس الوقت الآمال معقودة عليه، وبالرغم من المشكلات العديدة بين الدول العربية إلا أنني أستطيع القول إنها نجحت في تطوير موقف متوازن وإيجابي مع المجتمع الدولي في حركته نحو نزع السلاح بشكل عام في العالم، ولكن في نفس الوقت وضعت قضاياها في الموقع الصحيح لأنه بدون التقدم نحو حل مشكلة السلاح النووي في الشرق الأوسط وإخلاء المنطقة منه، وإجبار إسرائيل بشكل أو بآخر على الانضمام إلى المعاهدة غير ذلك لن يكون هناك تقدم حقيقي في المؤتمر ..هذه القضية في غاية الأهمية، والدول النووية تعي تمامًا أن الموقف العربي هذه المرة تم الإعداد له بشكل جيد. * هل ترى أن العالم يشهد حاليا تراجعًا في الدبلوماسية متعددة الأطراف لمنع الإنتشار النووي وأيضًا تصلبًا في مواقف الأطراف أدى إلى إضعاف نظام منع الانتشار النووي؟ **اختلف معك.. المجتمع الدولي شهد خلال تسع سنوات قبل السنة الماضية فعلا هذا الجمود والتراجع، لكن السنة الماضية شهدت تغير في الدبلوماسية متعددة الأطراف، وسبب التغير أن الإدارة الأميركية الجديدة أتت بفكر جديد اضطرت معه العديد من الدول أن تعيد نظرتها إلى الأمر وتسير في ركاب فكرة إخلاء العالم من السلاح النووي، وقد تمت في جميع أنحاء العالم مؤتمرات على مستوى القمة واجتماعات عديدة تطور أفكار عملية لنزع العالم من هذا السلاح .. وكان خلال شهر أبريل اجتماع للأمن النووي عقد في واشنطن وتذكر أن مجلس الأمن عقد قمة خاصة لموضوع الانتشار النووي.. وهذا يدل على أن هناك حركة وحركة إيجابية علينا أن نستغل هذه الحركة الإيجابية لكي ندفع بقضايانا بشكل عقلاني وواقعي، ولكن بنفس الوقت دون أن نتنازل عن حقوقنا الأساسية. * كان هناك شكوك بشأن امتلاك العراق للسلاح النووي في فترة سابقة وشنت الحرب عليه وليبيا أرغمت، وإيران عليها نفس الشكوك..إسرائيل لديها أسلحة نووية بالفعل.. ما هو موقفكم؟ **ما تذكره نحن نذكره بطرق مختلفة في المحافل الدولية، العمل الدبلوماسي عمل طويل المدى يأخذ جهدا.. وهناك سلاح مؤكد في إسرائيل، لكن أي شكوك دولية حول وجود سلاح نووي أو جهود لتطوير برنامج نووي عسكري في إيران هي مجرد شكوك لم يتم التأكد منها بأدلة حقيقية عليها، لكنها مثار قلق أيضا.. وما نطالب به في المنطقة العربية مقاربة إقليمية تضم في داخلها إسرائيل وإيران والدول العربية لإخلاء المنطقة من السلاح النووي. المطلب العربي بإخلاء المنطقة من السلاح النووي ليس موجه فقط لإسرائيل وإنما موجه لجميع دول المنطقة، لكننا نركز على إسرائيل لأنها الدولة الوحيدة التي ترفض الانضمام لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، إذا بدأت الجهود والتقدم نحو إخلاء المنطقة ستكون إيران جزء منها، وستنتهي مشكلة إيران من خلال معالجة إقليمية تضمن الأمن لجميع الأطراف ..ولا يجوز أن نتحدث عن ضمان أمن إسرائيل دون التحدث عن ضمان أمن الدول العربية أو أمن إيران. * لكن إسرائيل رفضت العديد من المؤتمرات.. ما الجديد هذه المرة؟ ** هذا ليس مؤتمرًا عاديًا تتحدث فيه الدول وترحل، بل محفل يتم فيه وضع التزامات على الدول الأطراف، لكن ما نطالب به الآخرين أن يمارسوا ضغطًا حقيقيًا ووقف التعاون العلمي والتكنولوجي في المجال النووي مع إسرائيل، وألا يتم استثناؤها من أي قواعد تتعامل بها مع دول أخرى..وهذه هي الخطوة الأولى، ثم بعد ذلك سنجد أن رضوخ من إسرائيل، وتضطر أن تغير وجهتها في هذه القضية. * لماذا في رأيك تربط إسرائيل انضمامها لمعاهدة عدم الانتشار بتوقيع اتفاق سلام نهائي مع العرب؟ ** نرفض الربط بين انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار وبين توقيع سلام نهائي بين العرب وإسرائيل، والدول العربية انضمت للمعاهدة خلال الصراع العربي الإسرائيلي، وبالتالي لا يوجد مبرر لأن تتحجج بعض الدول بالسلام لإعفاء إسرائيل من هذا الاستحقاق. وأرى أن انضمام إسرائيل لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية من شأنه توفير المناخ الملائم لتحقيق السلام. * هل مطلب انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار عربية فقط؟ **لا.. الدعوة لانضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي لم تعد مطلبًا عربيًا فقط، بل بات مطلبًا دوليًا، حيث إن هناك تنسيقًا عربيًا في هذا الصدد مع العديد من المجموعات لاسيما مجموعة عدم الإنحياز والعديد من الدول غير النووية الأخرى. * هل مورست على الدول العربية أية ضغوط من الولاياتالمتحدة لإثنائها عن مطالبه بشأن إسرائيل؟ ** الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا قدمتا للدول العربية ورقة تحوي مجموعة من الاقتراحات التي اتفقت عليها الدولتان، وهذه المقترحات محل دراسة من قبل المجموعة العربية، وبها أمور نراها سلبية وأخرى تستحق المناقشة، من بين هذه المقترحات تكرار للربط السابق بين انضمام إسرائيل لمعاهد منع انتشار الأسلحة النووية وبين إقرار سلام نهائي في الشرق الأوسط وهو ما سبق أن رفضته الدول العربية، ولكن أؤكد أن قرار القمة العربية العادية الثانية والعشرين بسرت بشأن الموقف العربي من عدم الانتشار النووي هو الإطار الذي تعمل فيه المجموعة العربية في نيويورك، ولن يقبل العرب أقل مما تم الاتفاق عليه في هذا القرار.