شهدت البورصة في الأسبوع الأول من شهر مايو 2010 عودة واضحة للاتجاه الهابط على مستوى الأسهم ومؤشرات السوق بدءاً من مؤشر الأسهم القيادية EGX30 وانتهاء بمؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً. حيث بدأ EGX30الأسبوع الحالي على هبوط اقترب من 180 نقطة في جلسة الأحد ثم حاول التعويض في جلستي الاثنين والثلاثاء ولكنه عجز تماماً عن حتى ملامسة قمة جلسة الأحد قبل الهبوط وهو ما أكد على حالة الضعف التي أصابت المؤشر. استكمل المؤشر باقي جلستي الأسبوع على هبوط رغم محاولاته الضعيفة لاختراقه مرة أخرى صعوداً....كانت المُحصلة للEGX30 هبوط أكثر من 300 نقطة وبذلك نكون قد شهدنا هذا الأسبوع أسوأ تراجع للمؤشر منذ نهاية شهر فبراير الماضي. على مستوى EGX70 فقد كان الوضع أكثر سوءاً .. حيث استمر هبوط المؤشر لثلاثة أسابيع متواصلة على خلفية تصدر سهم أوراسكوم تليكوم وصعوده المتحمس واستحواذه على نسبة كبيرة من سيولة السوق ثم تراجعه بحدة وهبوطه خلال الأسبوعين الأخيرين أيضاً بتحمس شديد وهو ما أثر بشكل واضح على استقرار الأسهم التي دفعت الثمن غالياً وهبط بعضها إلى مستويات لم يشهده السوق إلى في عمق الأزمة العالمية. ورغم تحسن EGX70 في الجلسة الأخيرة لنهاية الأسبوع إلا أنه عجز عن اختراق خط 700 صعوداً مرة أخرى وهو ما قد يدفعه لاختبار 680 مرة أخرى. وعلى مستوى أخبار السوق فقد كان أكثر ما تأثر به السوق هذا الأسبوع هو طرد سهم فوديكو خارج السوق بعد أن سمحت هيئة الرقابة المالية للشركة بعمل اكتتاب وجمع أكثر من 60 مليون جنيه من أموال الناس ثم قامت بطرد الشركة فور إعلانها عن رغبتها في طرح أسهم زيادة رأس المال ومنحها للناس ... هذا التحرك الغير مسئول والذي لا يحمل لمستثمري السهم إلا الخسارة وفقدان أرزاقهم ولا يحمل للمسئولين إلا الدعاء عليهم بما وضعوا الناس فيه وبالتأكيد المُلاحقات القضائية من ضحايا القرار ... هذا القرار لم يؤثر على حاملي السهم فقط بل أثر على السوق بأكمله بعد تخوف المستثمر من أي غدر جديد من الهيئة التي أكدت خلال السنوات الأخيرة انها لا تؤتمن وبالتأكيد الإدعاء بأنها تعمل لصالح الناس هو ادعاء كاذب تم نفيه في عشرات المناسبات المُختلفة ... هذا التخوف دفع نسبة كبيرة من المستثمرين للخروج من السوق وعودة التوصيات بوقف الخسارة والتوقف عن الاستثمار في البورصة...وبالطبع عادت المُطالبات لدفع ماجد شوقي وعصبته لترك موقعه لمن هم أكثر حرصاً على أموال الناس. أيضاً كان الطرد سبباً مُباشراً في تراجع أسهم خارج المقصورة تراجعاً واضحاً ماعدا سهم لكح الذي تماسك خلال الجلستين الأخيرتين على خلفية تصريحات رامي لكح ووعوده فيما يخص مستقبل الشركة. واستمر تراجع أسهم خارج المقصورة وتخوف المستثمرين مع ظهور إشاعات جديدة بأن الهيئة تُحضر لقرارات حاسمة جديدة بخصوص أسهم خارج المقصورة ... والسؤال للهيئة ولماجد شوقي ... إن كانت أسهم خارج المقصورة بهذه الخطورة فلماذا سمحتم بتداولها لسنوات ولماذا سمحتم لشركاتها بعمل اكتتابات مستمرة سحبت الملايين من أموال الناس ... ثم أين تخارج الناس الذي تطنطنون به والناس لا تبيع إلا للناس؟ وإن كانت النية صادقة لما لم تفرضوا على الشركات المُخالفة شراء الأسهم من المستثمرين حتى يكون درساً لهم يدفعهم دفعاً نحو توفيق أوضاعهم والتوقف عن المُخالفة بدلاً من الاستمتاع بكل مميزات خارج المقصورة؟ وأخيراً إذا كانت الهيئة تشكو من سحب أسهم خارج المقصورة لسيولة السوق (والحقيقة أن هذا أصدق ما تُصرح به الهيئة التي لا يعنيها إلا تحسين صورتها بالأرقام)..إن كان هذا الإدعاء صادقاً –وهو ليس كذلك- فلماذا لا تتساهل الهيئة مع شركات خارج المقصورة لتوفيق أوضاعها والتوقف عن فرض الشروط التعجيزية وبالتأكيد التوقف عن بيع كتيب شروط القيد ب300 جنيه وكأنهم يديرون كشك لبيع الحلوى والسجائر وليس هيئة اقتصادية تحكم صرح اقتصادي عريق في بلد كبير مثل مصر. أخيراً...تحليلياً أصبح وضع EGX30 أكثر سوءاً بعد تأكيد كسره 7240 وهو خط الدعم لاتجاهه الصاعد على المدى القصير والمتوسط ... واستمرار استقرار المؤشر تحت هذا الخط يدفعه نحو 7050 والتي بكسرها نتجه نحو 6840.