عريقات: 95% من السلوك التفاوضي الإسرائيلي تسريبات وتحريف موسى: ليس هناك انتقال أوتوماتيكي مباشر من مباحثات غير مباشرة إلى مباشرة جددت لجنة مبادرة السلام العربية، والجامعة العربية، والسلطة الفلسطينية، ليلة التأكيد على ضرورة التزام إسرائيل بوقف التام للاستيطان ووقف عدوانها على الشعب الفلسطيني قبل العودة للمحادثات المباشرة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، ورئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بصفته رئيس لجنة المتابعة العربية. وقال الدكتور صائب عريقات: "لسنا هنا لاتخاذ قرار باسم الشعب الفلسطيني في جامعة الدول العربية، لأن القرار الفلسطيني يتخذ في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهذه الحقيقية". وأكد أن قضية فلسطين وتعقيداتها هي قضية قطر تمامًا كما هي قضية مصر، وكما هي قضية السعودية، وسوريا، والأردن وكل البلاد العربية الشقيقة، ونحن جئنا بتعليمات من الرئيس محمود عباس ووضعنا الأشقاء العرب بكافة التطورات، بما فيها الرسائل التي وصلت الرئيس أبو مازن من الرئيس الأميركي، وعلى ضوء ما قدمناه ارتأت لجنة المتابعة العربية أن تتمسك في بيانها الصادر في مارس الماضي. وتابع عريقات: نحن سنعود تباعًا لإبقاء الأشقاء في اللجنة على اطلاع على كل ما يدور، ونحن بحاجة للمساندة العربية، وإلى الدعم العربي، والأشقاء العرب ليشكلوا نقطة ارتكاز لنا، كما فعلوا خلال الأشهر الماضية، وهذا ما سيفعلوه في المستقبل. وردًا على سؤال، حول صحة الأنباء التي ترددت عن عقد محادثات خلفية مع إسرائيل وعن طبيعة العروض التي قدمت للجانب الفلسطيني بهذا الخصوص، أجاب د.عريقات: 95% من السلوك التفاوضي الإسرائيلي يتم من خلال التسريبات والتقويل وتحريف الحقائق، وأرجو من الجميع بألا يستقوا مصداقيتهم مما يسمعوه من وسائل الإعلام الإسرائيلية. وتابع: من البداية الرئيس محمود عباس كان واضحًا وشفافًا، فإن أرادت إسرائيل محادثات مباشرة فعليها وقف النشاط الإستيطاني ومن ضمنه النمو الطبيعي والقدسالمحتلة. وأضاف عريقات: لقد جاءت أميركا باقتراح محادثات غير مباشرة، وإسرائيل وضعت عند ذلك عراقيل عديدة من خلال الاستيطان في راموت شلومو، وغيرها، ونحن طالبنا بإلغاء ذلك، ونرى الآن أن هنالك فرصة لإطلاق هذه المحادثات، ولن هذه المحادثات لن يكون لها أي إمكانية إذا طرحت إسرائيل عطاءات جديدة، أو بنت مستوطنات جديدة. وشدد رئيس دائرة شؤون المفاوضات على رفض السلطة الوطنية إجراء محادثات خلفية، وقال: كما أن الدولة بحدود مؤقتة ليس خيارا لنا كما أكد الرئيس أبو مازن، ولن نكون طرفا فيها. من جهته، أوضح أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى أن لجنة المتابعة في حالة انعقاد دائم لمتابعة الأوضاع في فلسطين والاتصالات، والجهود القائمة. وأضاف: الوضع في الأراضي المحتلة بحاجة إلى مشاورات مستمرة واستمرار اللجنة في حالة انعقاد، ونشير إلى أن اللجنة وافقت على المدة الزمنية للمباحثات غير المباشرة حسبما ورد في بيان اللجنة بشهر مارس الماضي. وشدد موسى على أن العرب متفقون على ضرورة ألا يكون هنالك انتقال أوتوماتيكي مباشر من مباحثات غير مباشرة إلى مباحثات مباشرة، مشيرًا إلى ضرورة العودة للتشاور قبل البدء بمثل هذه المفاوضات، مضيفًا: فنحن عند ذلك وفي الأوضاع في الأراضي المحتلة نقرر الوضع يسمح أو لا يسمح.
وردًا على سؤال للصحفيين حول الضمانات التي شجعت للدخول في مفاوضات غير مباشرة، أجاب عريقات: اطلعت الأشقاء الوزراء ومعالي أمين عام الجامعة العربية على ما وصل الرئيس أبو مازن من الإدارة الأميركية، وباعتقادي هذه الأمور سيتم الافصاح عنها إذا ما ارتأت القيادة الفلسطينية ذلك عند إجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولكننا طالبنا في لجنة المتابعة خلال الاجتماع بسرت الشهر الماضي بإلغاء القرارات المتعلقة ببناء 1600 وحدة استيطانية، وبعدم بناء وحدات جديدة أو الإعلان عن عطاءات أخرى، وكل المسائل ستكون واضحة حينما يحين الوقت. وبشأن مطالبة الرئيس الجزائري بضرورة إعادة النظر بمبادرة السلام العربية، أجاب رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم، رئيس الاجتماع بقوله: نوقشت كل القضايا هذا اليوم، وبالنسبة للموعد المحدد للمحادثات غير المباشرة حدد سلفا في بيان 2 مارس الماضي. وأشار رئيس الإجتماع أن التطورات على الأرض ومدى استجابة إسرائيل للجهود المبذولة لإحلال السلام هي التي ستقرر طبيعة التحرك المستقبلي. وأكد رئيس وزراء قطر، أن العرب في اجتماعهم لم يعطوا مهلة إضافية للمحادثات، لأنهم عمليا أعادوا التأكيد على بيان شهر مارس، مضيفًا: ونحن لا نثق بإسرائيل، وهذه قناعة الجميع، ولكننا وجدنا مؤشرات إيجابية من قبل الوسيط الأميركي ونحن الآن نتحدث مع الوسيط الأميريكي، وبناء عليه منحنا هذه المهلة للجانب الأميركي. وقال: إن كان هنالك أمل بتحقيق اختراق وتقدم في عملية السلام، فلا مانع من أن نمدد هذه المدة، وعندها كلنا ندعم التمديد، لأن هذه القضية، أخذت 60 سنة من الوقت. وردًا على سؤال حول جدوى عقد مؤتمر للسلام في الخريف القادم في حالة فشل المفاوضات غير المباشرة، أجاب أمين عام الجامعة العربية: هذا السؤال كثيرون منا سألوا هذا السؤال، وهل عقد مؤتمر في حالة فشل المحادثات سنعود لمجرد الابتسامات واللقاءات والتقاط الصور؟!، والإجابة كانت من الجانب الأميركي كانت بأن الأنباء لا أساس لها من الصحة. وأعاد الدكتور عريقات التأكيد على أن القيادة الفلسطينية تبذل كل جهد ممكن لتحقيق السلام، ولكن ليس بأي ثمن بل على أساس الإنسحاب إلى حدود الرابع من يونيو عام 1967م، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وحل قضايا الحل النهائي وعلى رأسها الإفراج عن الأسرى وقضية اللاجئين، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.