فى الرابعه عشر من مايو عام 48 استقلت الدولة الإسرائيلية لأول مرة واليوم فى مايو 2008 تحتفل بمرور 60 عاماً على تأسيسها بفعل فاعل وبإتباع سياسة الأمر الواقع ، تم فرض الدولة الإسرائيلية شوكة فى ظهر الشرق الأوسط لتستمر طيلة السنوات الماضية مصدر الصراع الأساسى فى المنطقة وتتربع على عرش قوة الأحتلال الوحيدة فى العالم ، حتى الآن وإن صح التعبير وفى تلك الفترة سعت إسرائيل بكل قوة إلى القضاء على الإستقرار فى المنطقة عن طريق اتباع سياسة الشد والجذب مع كل دول الجوار ، وطبعاً بدعم ومباركة القوى العظمى التى زرعتها فى المنطقة منذ البداية لتكون خير مثل لها وسفير فوق العادة لتنفيذ مخططات الغرب وأمريكا بالتحديد لمحاولة النيل من المنطقة وتحقيق أهداف تسعى إليها للسيطرة على ثروات المنطقة أو على الأقل تضمن لها التواجد الدائم من خلال حالة عدم الإستقرار ، والتى نجحت إسرائيل فى الحفاظ عليها ببراعة طيلة السنوات الستين الماضية ، وإن كانت إسرائيل نجحت أيضاً فى تحييد بعض دول المنطقة مثل مصر من خلال معاهدة كامب ديفيد التى ابرمها الرئيس الراحل السادات بعد انتصار أكتوبر 73 فى محاولة منها لإستعادة طرف الخيط والحصول على فرصة لتدعيم اقتصادها وتخفيف حدة التوتر مع الدول الكبرى فى المنطقة ليس عن قناعة منها بدور تلك الدول أو كبرها ولكن إعمالا بالمثل الشعبى القائل : ( اللى ما تقدرش عليه صاحبه ) حتى لو كان ذلك بهدف التحييد أو ربما لغض البصر عن التجاوزات مع الأخرين فى المنطقة ، وبخلاف مصر نجحت إسرائيل أيضاً فى تهميش دور بعض دول المنطقة ومواجهة دول أخرى بمساعدة الذراع الأمريكية التى امتدت من قارتها البعيدة لتسيطر وتفرض وتدعم الموقف الإسرائيلى على طول الطريق وساعدها على ذلك انها أصبحت اللاعب الوحيد الأساسى على مستوى العالم والقوى العظمى الوحيدة بعد سقوط إمبراطورية الإتحاد السوفيتى ليتسع لها ملعب العالم ترمح فيه كما تشاء وبمباركة الغالبية العظمى وسذاجة القوى العربية التى وصلت إلى درجة البلاهة أو الطناش ، وعلى الرغم من امتلاك المنطقة لواحدة من أهم عناصر القوى والنفوذ وهو البترول والذى هو مصر الطاقة الأكثر استخداماً على مستوى العالم إلا أن أمريكا نجحت فى تفويت الفرصة على جميع دول المنطقة فى القدرة على إستخدام هذا العنصر فى السيطرة أو حتى فرض الرأى وإن كان العرب نجحوا فى استخدام سلاح البترول فى حرب أكتوبر فى مباغثة لم تكن تتوقعها القوى العظمى إلا أنها كانت المرة الوحيدة وربما هى الأخيرة أيضاً التى سيستطيع العرب استخدام هذا السلاح فيها ومن وقتها والأسهم الإسرائيلية ترتفع فى المنطقة وإحكام السيطرة والغطرسة تتزايد ويصاحب ذلك تدعيم وتقوية الإقتصاد الإسرائيلى حتى أصبحت دولة بمعنى الكلمة وسعت خلال تلك الأعوام إلى اقتحام شتى المجالات العلمية والتكنولوجية وأصبحت الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تمتلك السلاح النووى لتلوح به وجه كل من تسول له نفسه المساس بالاستقلالية الخاصة لها . ومن أبرز إنجازاتها خلال أعوامها الماضية الوصول إلى التطبيع مع العديد من الدول ، وكذلك الدخول فى صفقات تصنيع وتجارة وتبادل معلوماتى وربما حضور ثقافى وإقتصادى فى دول الجوار واصبحت الآن بفعل سياسة الأمر الواقع ، دولة كباقى دول العالم يرتفع علمها على سفاراتها فى دول العالم فى تحد اضح خلق من المغتصب صاحب أرض ومن صاحب الأرض إرهابى وطلبت بعد ذلك الحماية العالمية فى انتفاضة الفلسطينيين التى تسبب لها بعض الإزعاج وعدم الراحة فى بلدها ، وفى سبيل تحقيق العيشة الهنية واستقرار أصحاب المعالى مواطنى دولة إسرائيل استخدمت قوى الإحتلال وتلك هى الشيمة الصحيحة لها كل أنواع البطش والغطرسة فى محاولة لتصفية ما يطلق عليهم الفلسطينيين حتى بعيشة هادئة وتضم ما يتبقى من أرض يعيش عليها الفلسطينيون حتى تشعر بالإستقرار الدائم ووقتها فقط ستستطيع دولة إسرائيل تنفيذ باقى مخططها فى منطقة الشرق الأوسط ولعلها فاعلة ما تصبو إليه طالما أن القوه العربية تبارك وتكفى بالتنديد ومصمصة الشفايف ، وإذا كان شهر مايو هو الذكرى السنوية لقيام الدولة الإسرائيلية فيجب على العرب جميعاً أن يتخذوا من هذا الشهر النقطة السوداء ووصمة العار فى تاريخهم الذى إمتد لسنوات بالآلاف لتنتصر عليها العصابة الإسرائيلية وربما تتناقل وسائل الإعلام العربية المختلفة مظاهر الإحتفال على قنواتها وفى صحفها كتأكيد على الخيبة العربية وهنيئاً لها الوهن العربى وعقبال مليون سنة . فى احتفالها بمرور عامها الأول والعدد 52 جريدة " مصر الجديدة " تتمنى أن تكون إضافة ولو قطرة فى بحر الدولة المصرية صاحبة التاريخ والحضارة ونعلم انه لبناء مصر جديدة لنا ولأولادنا يحتاج ذلك منا إلى العمل الجاد وعلينا أن نخرج من النفق المظلم الذى حبسنا أنفسنا بداخلة وإن كان كل مصرى يتطلع لمستقبل أفضل فعلية أن يبدأ بنفسه ووقتها فقط سنستطيع أن نخلق لأنفسنا " مصر الجديدة " ولعلها البداية .