المحلل المالي والاقتصادي أحمد عبد ربه في جلسة الأحد الماضي لمجلس الشعب تم القبض على يوسف بطرس غالي وزير المالية المُحترم و(المهذب) متلبساً أثناء ممارسته للعبة (سولتير) على تليفونه المحمول (اللي مش صيني طبعاً) ... ولمن لا يعلم فلعبة (سولتير) هي لعبة من ألعاب الورق (الكوتشينة). قد يسأل سائل.. وماذا في ذلك؟ فالرجل في النهاية إنسان ومن حقه الترفيه عن نفسه من آن لآخر طالما أنه لم يُقصر في تأدية وظيفته في تأديب وتهذيب الناس وسبهم بدينهم إن دعت الحاجة. ولكن لنستكمل المشهد لابد أن نذكر أن السيد الوزير المُحترم كان يلعب الكوتشينة داخل مجلس الشعب. ولنُضيف تفصيلة هامة أخرى (هامة لنا على الأقل) فقد كان ذلك أثناء مناقشة المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات للأسانيد والأدلة التي تم تحديد نسبة الفقر في مصر على أساسها. ولنستكمل الصورة فقد كان وزير التنمية الاقتصادية عثمان أحمد عثمان مستغرقاً في نقاش ما أورده المستشار جودت الملط. أي أن الصورة باختصار رجل مشهود له بالنزاهة (جودت الملط) يحاول عضو من أعضاء الحكومة (عثمان أحمد عثمان) أن يشكك في صحة بياناته عن حالة الفقر المُدقع في مصر وهي الحالة التي لعب فيها بطرس غالي (وزير المالية) دوراً عظيماً، ولكن وزير المالية سواء بصفته المُباشرة كوزير للمالية ومسئول عن أحوالنا المالية والاقتصادية، أو بصفته كوزير في حكومة نظيف... أو حتى بصفته الوطنية كمصري. أو حتى بصفته المُجردة كإنسان يحمل ولو قدرا يسيرا من الاهتمام بحال إخوانه في الإنسانية ... مع كل هذه الصفات فلم يأبه وزير المالية لكل ذلك وفضل لعب الكوتشينة. وفي تصوري أن الرجل في هذه اللحظة الهامة في تاريخ اللعبة (لعبة الكوتشينة) قد نحى كل ما ذكرناه من صفات واستحضر صفته كلاعب هام على (ترابيزة) الاقتصاد المصري وفضل استخدام (الأوراق المُفنّطة) بدلاً من (المستندات) للرد على جودت الملط. ومن هذا المُنطلق نوجه سؤالنا للسيد الوزير: هل كان يلعب (الكومي) عندما قرر الاستحواذ على أموال التأمينات والمعاشات، أم كان يلعب (استميشن) عندما قرر المُضاربة بهذه الأموال في البورصة، أم أنه كان يلعب لعبة (الشايب) عندما قرر مُعاقبة الناس وتعذيبهم بقانون الضرائب الجديد بعد أن وقع (الشايب) في أيديهم بسبب حظهم التعس، أم أنه كان يلعب (بوكر) عندما قرر الدفع بالناس في طوابير استمرت لشهور وتغلبت على طوابير العيش والغاز والسولار للحصول على استمارة الضرائب العقارية بعد أن حول كل أفراد الشعب لمخبرين يبلغون عن أنفسهم بأنفسهم ويعترفون تحت التهديد بجريمتهم التي تمثلت في امتلاك مسكن أو حتى عشة تأويهم من عواصف الزمن ومن تقلبات الحكومة؟! وبدون سؤال هذه المرة أستطيع أن أتوقع أنه كان يلعب (ستريب بوكر) عندما سب الناس بدينهم في مجلس الشعب. أما بالنسبة للعبة التي كان يلعبها الوزير أثناء مناقشته فيما وصل إليه الشعب المصري من فقر مُدقع حتى نام واستكان نصف الشعب تحت خط الفقر فقد عرفنا أنها لعبة (سولتيير)... أخيراً لا نستبعد أن تخرج علينا الحكومة قريباً بتصريح ليؤكد أن اللاعب (أقصد النائب) ياسر صلاح عضو مجلس الشعب عن الشرابية والزاوية الحمراء والشهير بنائب القمار (والحاصل على لقب مُهرب الموبايلات لاحقاً) لم يكن مُتلبساً بلعب القمار كما ادعت وسائل الإعلام بل أثناء اشتراكه في دورة تدريبية مُكثفة للعب الورق تحت رعاية الحكومة وبدعم من وزارة المالية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.