مفصل تاريخى مهم يقف عنده الآن المجتمع المصرى، وعند هذا المفصل مطلوب منه أن يحدد موقفه من شىء يساوى الحياة ذاتها وهو الدين. شىء أهم من الأكل والشرب والأولاد فى حياة المصريين "حسبما أعتقد" ويعتقد جموع المصريين المؤمنين الموحدين بالله الذين يريدون أن يحافظوا على إيمانهم ويقابلوا ربهم يوم القيامة بهذا الإيمان. وتبقى أقلية تيمم وجهها شطر المشروع العلمانى الغربى الذى يرى فى الدين عوامل تخلف الشعوب ويسدد سهامه الآن بالتحديد تجاه عقيدة الإسلام وتثير حول معركتها نثار من مسميات وأوصاف سامية مثل المواطنة والحقوق المدنية والمساواة وحقوق الأقليات إلى آخره ،وكأن الإسلام يجافى هذه المسميات لكنهم أجهل وأغبى وأعمى من أن يروا ذلك فى صحيح الإسلام. وفى ظهر هذا الفصيل يقف آخرون يدفعون أمراً آخر خطيراً هو إخراج الدين كلية من حياتنا وهم يرفعون أيضا نفس الشعارات السابقة لكن لا نستبعد اندساس بعض العملاء وسطهم.. نعم عملاء يهمهم أن تتحول هذه البلاد إلى بلاد ملحدة أو على الأقل تخالط عقيدتها وتزعزع إيمانها بالله الواحد الأحد.. هؤلاء بالتحديد هم الذين ينافحون عن البهائية أى يدافعون عنها .. لماذا؟ لأن عقيدتها تمثل النموذج الأمثل لإختراق الأديان السماوية وبالأخص الإسلام والمسيحية! .. ويمكن أن نحسم موقفنا من البهائية والمواطنة فى كلمة لكن قبل أن نقول هذه الكلمة علينا أن نحسم موقف البهائية نفسها من قضية المواطنة. يإيضاح أكثر، علينا أن نسأل مرة أخرى وأخيرة بشكل مباشر ما هو موقف البهائيين المصريين من وطنهم مصر؟! فى الإجابة عن هذا السؤال سوف نعود إلى ملف صحيفة الأهالى "اليسارية" فى عددها الصادر فى 26/9/2007 وهو تاريخ ليس بعيداً، والملف يدافع عن البهائيين.. والبهائية ويطالب بمنحهم حقوقهم إن لم يكن فى صورة الاعتراف بدينهم فعلى الأقل الاعتراف بهم كمواطنين مصريين كما يقول كبيرهم الذى قدمه الملف واسمه "أمين بطاح". وإذا كان أمين بطاح يطالب بحقوقه فأنا أيضا كاتب هذه السطور وأنت أيضا قارئ هذه السطور سواء أكنت مسلماً أو مسيحياً لدينا حقوق يجب أن يؤديها أمين بطاح أولاً: أول هذه الحقوق أن يعترف أمين بطاح أن انتماءه الأول لمصر.. سوف يقول أعترف وأحلف على الأقدس نقول له.. لأ يا حلو.. اعترف بشكل عملى : قدم ابنك ليخدم فى صفوف الجيش المصرى.. لا تقل لنا أنك ترفض، لأن دينك يدعو للسلام. ثانياً: لا تقل لى وطن أو مجتمع عالمى يسوده السلام هو هدفكم.. فى الوقت الذى تجتاح فيه جيوش الغرب شرقنا المنكوب وتقف أساطيلهم على بعد فراسخ من مياهنا الإقليمية وتهدد أمننا القومى. أى سلام تدعونا إليه ؟ أنت تقصد فى هذه الحالة الاستسلام وتخدم بمعتقداتك مخططات الأعداء. ثالثا: لا تقل لى أنكم لا تدعون إلى الأممية مثل الشيوعيين مثلاً ولا تقل أنك لا تشخص ببصرك كل صباح إلى عكا فى إسرائيل حيث المقامات المقدسة ولا تقل أن ولاءك وانتماءك ليس للجامعة البهائية العالمية وبيت العدل الأعظم وهو الهيئة التى تملك نفوذاً وسلطاناً على جميع البهائيين فى العالم أو كما جاء فى ملف الجريدة (الأهالى) المشار له سابقا ما نصه: "ولقد كلف بيت العدل الأعظم بالعمل على تمكين الدين البهائى من معالجة قضايا العصر ومتابعة مقتضيات التقدم والتطور فى المجتمع الإنسانى، وتم تخويله تبعا لذلك صلاحية تشريع الأحكام والقوانين التى لم ينص عليها الكتاب صراحة". إذن المسألة هنا ليست حملة روحية فقط ولكن تشريعاً وأحكاماً وقوانين تصدر عن بيت العدل ويلتزم بها البهائيون فى الدول التى يعيشون فيها فماذا لو تصادمت هذه التشريعات والأحكام والقوانين مع مثيلاتها فى هذه الدول؟! وهل تريد مثالاً محدداً أنتم فى البهائية ترفضون التجنيد الإجبارى ألا يتصادم هذا مع قوانين وتشريعات وأحكام مصر؟ بل ويدخل فى بند الخيانة العظمى ؟ وعودة إلى النظام الإدارى البهائى سوف نكتشف أنه يعمل على مستويات ثلاثة محلى ومركزى وعالمى وهناك تداخل بين الدوائر الثلاث صعوداً وهبوطاً بما يعنى أن البهائيين فى مصر أو غيرها من الدول لا يملكون قرارا لأنفسهم دون الرجوع إلى بيت العدل الأعظم الذى يوجد فى حيفا على جبل الكرمل فى فلسطينالمحتلة التى تسمى الآن إسرائيل فهل يقبل البهائيون المصريون أن تأتى إليهم الأوامر من إسرائيل؟! ..وأخيراً ليست مشكلة البهائيين فى مصر مشكلة بطاقة أو رقم قومى أو اعتراف رسمى ترفض الدولة أن تمنحهم أياه ويضغطون وتضغط معهم محافل دولية لها أنشطة وأهداف وتوجهات ورؤية سياسية تتعلق بمخططات عالمية مصر هى جزء منها بالطبع والبهائية بدعوتها هى أكبر خادم وداعم لهذه المخططات.. وإن لم يكن ما سبق صحيحاً فعلى الأقل الاعتراف بالبهائية وترتيب حقوق لمعتنقيها لن يعنى فى حقيقته إلا الاعتراف بالكفر وترتيب حقوق له.. فهل نقبل؟! ملحوظة : هذا مقال قديم عن البهائية أعيد نشره بمناسبة حصولهم على أول بطاقتى رقم قومى مدون فى خانة الديانة (-) وهو نصف الطريق للاعتراف بالكفر