الدكتور سعيد محمد أكد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية أن مؤتمرات الحوار بين الأديان التي تعقد في كثير من بقاع العالم لم تصل رسالتها إلى قلوب وعقول الجماهير وظلت حبيسة القاعات المغلقة ومن أجل ذلك نجد أن سوء الفهم والأحكام المسبقة لا تزال هي التي تحكم العلاقة بين أتباع الأديان وكان للإسلام النصيب الأكبر من سوء الفهم السائد في عالم اليوم مما يحتاج معه إلي جهود مضاعفة من جانب علماء المسلمين لتصحيح هذه الصورة المغلوطة عن الاسلام والمسلمين. وقال في كلمته التي وجهها إلي مؤتمر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والذي يعقد تحت عنوان مقاصد الشريعة الاسلامية وقضايا العصر" إنه في ظل مناخ التشويش علي الإسلام وتعاليمه واتهامه بدعم العدوان ونشر العنف يصبح من الضروري القيام بجهد علمي للكشف عن جوهر الشريعة الإسلامية وما تشتمل عليه من تعاليم تهدف إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار في المجتمع . واضاف إن الأحداث الإجرامية المؤسفة التي يشهدها عدد من بلادنا الإسلامية بين حين وآخر والتي ترتكب- للأسف الشديد- باسم الإسلام تؤكد الحاجة الماسة إلى خطاب ديني مستنير يركز علي المقاصد الشرعية ويدعمه نظام تعليمي وإعلامي يؤكد التسامح وقبول الآخر ويسانده عقلاء الأمة من الكتّاب والمثقفين ورجال الفكر لمحاصرة الجهل والأمية الدينية والتعصب الأعمي والتصدي لكل عوامل الفرقة والانقسام والتطرف التي تهدد أمن واستقرار عالمنا الإسلامي. وقال: إن انتشار موجات التطرف والتعصب في أوساط الشباب قد تسبب- ولا يزال- في تعويق جهود التنمية في عالمنا الإسلامي وفي إبعاد المسلمين عن العمل الجاد. وقال الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر: إن الاختلاف في العقائد لا يمنع من التعاون وما دام غير المسلم لايسيء إلى المسلم، فعلي المسلم أن يعامله بالمثل. من جانبه استهل البابا شنودة كلمته بآيات من القرآن الكريم واستشهد بها خلال كلمته في أكثر من موضع إلا أنه أخطأ في بعض آياته مما جعل الحاضرين يقومون بتصيح الآيات له. وركز البابا شنودة في كلمته على أن الإسلام لا يُكره أحدا على الدخول فيه وبين أنه أمر واضح في القرآن الكريم وذكر بعض الآيات الدالة علي ذلك وقال : إن الحكمة في الشريعة الإسلامية ومقصدها في عدم الإكراه أن الدين أساسه الإيمان والمكره لا يكون إيمانه صادقًا. وقال الرئيس المالديفي الأسبق مأمون عبد القيوم إن النزاعات الطائفية سببها محاولة فرض تقسيرات خاصة علي الأمة والدول الأسلامية وأن الالتجاء إلي العنف باسم الاسلام هو المسئول الأول عن النظرة المشوهة للإسلام ومن يقومون بالعنف هم أبعد ما يكونون عن فهم مقاصد الشريعة الإسلامية. وقد غاب عن حضور المؤتمر كل من الجزائر وإيران والصومال كما لم يتم تخصيص مقعد لفلسطين في المؤتمر، وقد حضر ولكن بشكل غير رسمي وبدعوات شخصية الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين. شارك في المؤتمر وفد قطري مكون من الدكتور سعيد محمد مدير الشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية والشيخ عبد الله محمد البكري رئيس لجنة إحياء التراث والشيخ محمد طه البيوض عضو لجنة إحياء التراث والشيخ يوسف شمس من العلاقات العامة. وأكد الدكتور سعيد محمد أن الجهاد في الإسلام وسيلة وليس غاية ولذلك تجد كثيرًا من الأنبياء لم يقاتلوا وإن الجهاد هدفه تحقيق الحق والعدل وليس البغي والعدوان، وإن الإسلام حفظ النفس وحصن الدماء وحفظ الحق في الحياة.