توقعت مصادر لبنانية وسورية متطابقة، سفر الزعيم الدرزى اللبنانى وليد جنبلاط إلى دمشق، قبل تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وذلك فى أعقاب انقلابه أمس الأول الأحد على قوى 14 آذار. وكان زعيم الحزب التقدمى الاشتراكى فجر مفاجأة حين قال إن تحالفه مع قوى الرابع عشر من آذار "كان بحكم الضرورة الموضوعية ولا يمكن أن يستمر"، داعيا إلى "وجوب إعادة التفكير بتشكيلة جديدة" على الساحة السياسية اللبنانية. وقالت المصادر إن انقلاب جنبلاط جاء بعد نجاح وساطات لتحسين العلاقات مع النظام السوري، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تأتى ضمن مسيرة جنبلاط الانقلابية، والتى اعتمد خلالها سياسة خلط الأوراق، وانتقاله من معسكر الأكثرية إلى الأقلية النيابية، بما قد يعيد صياغة الأوضاع السياسية فى لبنان على ضوء تلك المستجدات. وأوضحت المصادر أن زيارة جنبلاط سورية باتت محسومة وأنه يبقى فقط تحديد موعدها، والذى سيكون فى الغالب قبل زيارة سعد الحريرى رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية. وعلى الرغم من أن جنبلاط كان من أشد مناهضى السياسة السورية فى لبنان، إلا أنه شدد فى كلمته أمس فى مؤتمر للحزب التقدمى الاشتراكي، على ضرورة إقامة "علاقات مميزة مع سورية ومن خلالها مع العالم العربي"، معتبرا أن "عهد الوصاية السورية ولى والجيش السورى انسحب فكفانا بكاء على الاطلال". وسبق أن شن جنبلاط حملات شعواء على النظام فى سورية وحمله مسؤولية اغتيال الحريرى وعدد من قيادات قوى الرابع عشر من آذار. ويعتبر جنبلاط أحد أركان قوى الرابع عشر من آذار المدعومة من الغرب ودول الاعتدال العربي، وهى فازت بالانتخابات النيابية الأخيرة التى اجريت مطلع يونيو الماضى وحازت على 71 مقعدا مقابل 57 مقعدا للمعارضة بزعامة حزب الله الشيعي.