في ظل ما طالب به الرئيس مبارك في اجتماعه بعدد من الوزراء حول اهمية وضرورة الارتفاع بمعدات التوطين .. ستظل سيناء التي شهدت سلسلة متتالية من تضحيات كل الشعب المصري علي مدي سنين ودهور ماثلة في الوجدان يشغل مستقبلها وتأمينها فكر وعقول كل أبناء هذا الشعب . لم يعد أحد من شرفاء هذا البلد المتيمين بحبه والولاء والانتماء لترابه يطالبون بان يكون هناك التزام صارم بهذه التوجهات الرئاسية الاستراتيجية انها دعوة مستحقة لتعمير هذا الجزء من أرض الوطن ليكون سكانها ومنشآتها سدا منيعا أمام أي محاولة للمساس بالسيادة المصرية عليها . ليس مقصودا بالتعمير مشروعات سياحية كما حدث في جنوبسيناء فحسب ولكن المطلوب هو أن يكون فيها مواطنون مصريون يتاح لهم فرصة الاستيطان الدائم من خلال الزراعة والصناعة واستثمار الثروات .. هذا الاستيطان هو الوسيلة المثلي للارتباط بالارض باعتبارها جزءا اصيلا من الوطن ومما يجعل منها بمرور الوقت دشمة تعوق اي مغامرة عدوانية .. في هذا المجال لابد ان تقوم الدولة بتوفير سبل العيش والاقامة لهؤلاء المواطنين بعيدا عن البيروقراطية والمعوقات بما يساعدهم ان يجعلوا من المكان موطنا لهم .. علينا ان نعترف باننا تأخرنا عن اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف الذي يُعد من اساسيات الامن القومي المصري . ليس ما أقوله مبالغة وإنما هو الواقع الذي يؤكده مرور ما يقرب من 52 عاما منذ تحرير آخر حبة رمل من أرض سيناء من رجس الاحتلال الاسرائيلي الاسود ومازلنا محلك سر لا يخرج الامر عن كلام وكلام وبس . عشت هذه الحقيقة عندما تابعت في احدي محطات التليفزيون برنامجا حواريا يشارك فيه اثنان من المواطنين المصريين يملكون خبرة الحديث المثير للاهتمام حول هذه القضية .. احدهما هو السفير السابق حسن عيسي الذي عمل لعدة سنوات مسئولا عن الشئون الاسرائيلية في وزارة الخارجية والثاني هو الخبير والمحلل العسكري سامح سيف اليزل . تركزت وجهتي نظريتهما السياسية والعسكرية في عدد من النقاط الهامة التالية التي من المؤكد ان اجهزة الدولة علي علم بها : التفكير جديا في توزيع اراضي سيناء الزراعية المملوكة للدولة خاصة تلك التي تحيط بترعة السلام التي تنقل مياه النيل وكذلك مناطق ابار المياه علي الفلاحين المصريين الذين خدموا في صفوف القوات المسلحة ولديهم الدراية الكافية بمتطلبات الدفاع عن هذه الارض التي ستصبح ملكا لهم ولاولادهم من بعدهم . اتخاذ هذه الخطوة يتطلب قرارات حاسمة قابلة للتنفيذ الفوري ويتولي الاشراف علي متابعتها جهاز قومي يتبع مجلس الامن القومي المصري .. تكون مهمته تقديم جميع التسهيلات والمساعدات كي تكون هذه الخطوة جاذبة ومشجعة للفئات المطلوب تواجدها . اقامة مناطق صناعية مزودة بالمرافق في كثير من المواقع مع اعطاء الحوافز للمستثمرين وتوفير الدراسات اللازمة للمشروعات الملائمة للبيئة والامكانيات بما يؤدي في النهاية الي خلق مجتمعات حضارية دائمة في هذه المناطق . وفي الجانب السياسي تناول ضيفا الحوار بعض الجوانب التالية المتعلقة بالدور الذي يمكن ان يؤدي اليه التعمير الشامل لسيناء بوابة مصر الشرقية .. اجهاض المؤامرة التي تتحدث عن تهجير الفلسطينيين الي سيناء ضمن المخطط الذي ينادي باستراتيجية تبادل الاراضي لحل مشكلة اسرائيل وفلسطين علي حساب مصر . انهاء عمليات القلاقل والاضطرابات التي يجري تنظيمها مع قوي اقليمية علي حدودنا مع فلسطين . ضرورة العمل علي تحقيق المصالحة الفلسطينية لحرمان اسرائيل من استغلال ورقة الانقسام الفلسطيني للمماطلة وعرقلة جهود الحل السلمي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي الارض التي تم الاستيلاء عليها في حرب 7691. مع ترحيبنا ودعمنا غير المحدودين لكل الاجراءات لتوفير الحماية اللازمة لحدودنا وتأكيد سيادتنا عليها لصالح امننا القومي رغما عن كل ابواق الخيانة الداخلية وانزعاجات الاعداء والعملاء .. فاننا في نفس الوقت نرفع صوتنا عاليا مطالبين بسرعة بالتعمير الحقيقي لسيناء . [email protected]