اظهرت استطلاعات اولية من مكاتب الاقتراع فوز المعارض فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في اوكرانيا الاحد، وهو ما احتج عليه الفريق الآخر متحدثا عن "تزوير واسع النطاق". ووفقا لتقديرات معهد +جي اف كي+ واستطلاعين لمجموعة مراكز ابحاث مستقلة ومؤسسة +سافيك شستر ستوديوز+ فان يانوكوفيتش تقدم على منافسته رئيسة الوزراء يوليا تيموشنكو ب 3,2 الى 4,6 نقاط. وقالت تيموشنكو في اول تصريح بعد ظهور نتائج الاستطلاعات الاولية "لا يمكن الحديث عن اي نتيجة طالما لم يتم احصاء آخر صندوق اقتراع". ودعت فريقها الى مراقبة كل صوت قائلة "كل صوت له تأثيره على مصير اوكرانيا". وفي وقت سابق قال احد معاوني تيموشنكو "من المبكر جدا تحديد الفائز بالانتخابات الرئاسية (...) للأسف لم نتمكن من تجنب وقوع حالات تزوير واسعة النطاق". واذا تم انتخاب فيكتور يانوكوفيتش الذي اطاحت به الثورة البرتقالية في الانتخابات الرئاسية السابقة بتهمة التزوير، فانه يكون قد حقق انجازا مثيرا. فقد خرج حينها مئات الاف المتظاهرين في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 احتجاجا على فوزه في الانتخابات مطالبين بدورة ثالثة فاز فيها في نهاية المطاف بطلهم الموالي للغرب فيكتور يوتشنكو. وباتت يوليا تيموشنكو تعتبر نفسها وارثة المعسكر البرتقالي بعد اقصاء يوتشنكو في الجولة الاولى، اثر ولاية من خمس سنوات اتسمت بازمات متكررة. وبعد التصويت في دنيبروفيتروفسك (شرق) قالت رئيسة الوزراء "انتخبت من اجل قيام اوكرانيا جديدة وجميلة، اوروبية، يعيش فيها الناس سعداء" واعدة بضم بلادها الى الاتحاد الاوروبي. وقال خصمها يانوكوفيتش انه "صوت من اجل تغييرات مهمة، من اجل الاستقرار واوكرانيا قوية"، بعدما وعد في حملته الانتخابية "بانهاء المرحلة البرتقالية". اما الرئيس المنتهية ولايته فقد هاجم كلا المرشحين، وقال "اعتقد ان اوكرانيا ستخجل من خيارها، لكن الديموقراطية موجودة". وتبادل المرشحان خلال الحملة الانتخابية اتهامات بالاعداد للتزوير، ما ينذر بمعارك طويلة امام المحاكم او بثورة برتقالية ثانية اذا كانت النتيجة بفارق ضئيل جدا. وتوعدت تيموشنكو بتدفق انصارها مجددا الى "الميدان" في اشارة الى الساحة المركزية التي احتضنت الانتفاضة الشعبية في كييف سنة 2004 اذا تبين وقوع عمليات تزوير. اما انصار خصمها فطلبوا اذنا بتنظيم تظاهرة يشارك فيها خمسون الف شخص صباح الاثنين امام مقر اللجنة الانتخابية المركزية في كييف، وفق ما افادت وزارة الداخلية. وفي هذا السياق، تتجه الانظار الى النتائج التي ستصدر الاثنين عن مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا والمجلس الاوروبي حول سير العملية الانتخابية. وفي مركز اقتراع في شمال كييف، صوتت ايلينا بولياكوفا (60 سنة) التي شاركت في تظاهرات الميدان سنة 2004 لتيموشنكو وقالت "انني اثق بها". واضافت ان "يانوكوفيتش يمثل الطغاة، وهو دمية بين ايديهم. انه لا يعرف حتى كيف يتكلم". الا ان المقاول يوري (30 سنة) اختار المعسكر الاخر وقال "انني اصوت مجددا ليانوكوفيتش وانا ضد البرتقاليين. لقد تولوا السلطة ولم ينجزوا شيئا. ان تيموشنكو تعد بالفوضى وانا لا اثق بها". ويعد المرشحان على السواء بتحسين العلاقات مع موسكو بعدما توترت خلال السنوات الاخيرة مثيرة غضب اوروبا التي باتت رهينة النزاع على الغاز بين البلدين، اضافة الى تعزيز التعاون الاقتصادي مع اوروبا.