كشفت دراسة اجتماعية حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية عن وجود علاقة بين الدراما التلفزيونية وارتفاع معدلات الطلاق في مصر بصورة متزايدة، وقالت الدراسة التي أعدتها الدكتورة عزة كريم - أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان العام المنصرف قد شهد حوالي مائة الف حالة طلاق. وأضافت: إن النظريات العالمية تؤكد أن الدراما التليفزيونية لها أثر كبير علي بلورة الاتجاهات والأفكار داخل المجتمع وهو الامر الذي يحدث نوعًا من تراكم الصورة الذهنية لدى الفرد من خلال المعلومات التي يستقيها من التليفزيون. وطبقا لما عرضته الدراسة فإن الدراما التليفزيونية قد رسمت نمطين من العلاقة بين المرأة والرجل في النمط الأول يكون الرجل سيئ الطباع ، يسيء معاملة الزوجة ويصل به الامر إلى حد خيانتها ، وفي المقابل ترسم صورة للمرأة تصورها على أنها متمردة ناقمة على أوضاعها لتصل في النهاية إلى طلب الطلاق. أما النوع الثاني فيبدوا فيه الزوج مثاليا للغاية بركان من العواطف يعمل على تحقيق كل متطلبات زوجته. وأشارت الدراسة إلى أن المراة لا شعوريا تعقد مقارنة بين ما تراه من رومانسية في الدراما التليفزيونية وبين سلوكيات وأفعال الزوج معها، وتقودها المقارنة في النهاية إلى وجود هوة عميقة بين الواقع والخيال، الأمر الذي ينمي لديها الإحساس بالنقص والظلم الاجتماعي وهو ما يجعل الخلع أو الطلاق هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء العلاقة الزوجية. واكدت الدراسة الدراما المصرية تصور المرأة وكنها متمردة غير قابلة لسلطة الزوج وأنها تريد أن تثبت وجودها وكيانها داخل المجتمع وتجعل البيت المكان الثاني في اهتماماتها وهو ما يؤدي الى الكثير من الانحرافات داخل الأسرة . واتهمت الدراسة التلفزيون بالترويج للزواج العرفي والذي جعله في الدراما ينتهي بالزواج الشرعي، فتسهيل الأمور يؤدي إلى انتشارها، وأشارت أن الدراما المصرية تقدم نموذجا لامرأة غير عادية طموحة جدا، شريرة، ذكاؤها يتفوق على ذكاء جميع الرجال .