قتل ستة قياديين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بينهم مسئوله العسكري قاسم الريمي أمس الجمعة في غارة جوية شمال اليمن في حين جدد الشيخ السلفي عبد المجيد الزنداني، الذي تتهمه واشنطن بدعم الإرهاب، الدعوة الى "الجهاد" في حال تعرض البلاد لتدخل عسكري أجنبي. وقاسم الريمي هو احد 23 شخصًا فروا من سجن امني في صنعاء في فبراير 2006 في عملية أحرجت الحكومة اليمنية. وقال مصدر مطلع لوكالة الأنباء الفرنسية طلب عدم كشف هويته "قتل ستة من قيادات القاعدة بينهم القائد العسكري للشبكة قاسم الريمي الجمعة". واضاف ان الغارة كانت تستهدف ثمانية مشتبه بهم. وقال المسئول ان عايض الشبواني قتل ايضا عندما قصفت طائرة حربية موكب سيارات بصواريخ جو-ارض، دون ان يحدد هوية القتلى الاربعة الاخرين. غير ان مسؤولا امنيا قال لوكالة فرانس برس في وقت لاحق ان "منظر" القاعدة ابو ايمن المصري من بين القتلى. وفر اثنان هما عمار الوائلي وصالح التيس. وكانت تقارير ذكرت في وقت سابق انهما قتلا في الضربة التي استهدفت 3 سيارات في لجاشر، وهي منطقة صحراوية في محافظة صعدة. وقال زعيم قبلي في اتصال هاتفي مع فرانس برس انه شاهد طائرة حربية تقصف 3 عربات رباعية الدفع، وان الصاروخ الاول اخطأ الهدف. واضاف ان "صاروخا ثانيا احدث سحابة كبيرة من الغبار" وانه بعد ذلك "شاهد احدى العربات الثلاث تفر من المكان". وقال الزعيم القبلي ان الموكب كان في طريقه من محافظة مأرب الى صعدة، حيث يعتقد ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لديه معسكرا في وادي آل ابو جبر. وقال المسؤول ان "الريمي هو المهندس الرئيسي لمعظم عمليات القاعدة في اليمن" مضيفا ان الرجل افلت من الاعتقال مرتين، في 2008 وفي نهاية 2009. والريمي والوائلي كانا مدرجين على قائمة من 152 شخصا مطلوبين في اليمن. وقد نشرت وزارة الداخلية اليمنية هذه القائمة العام الماضي. والريمي ليس مدرجا على لائحة "مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي" (اف.بي.آي) لابرز المطلوبين بل على لائحة الاشخاص الذين يريد الاف.بي.آي استجوابهم في اطار الحرب على الارهاب. واعلن "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" مسؤوليته عن محاولة تفجير طائرة اميركية كانت تقوم برحلة يوم عيد الميلاد. ويتزامن الاعلان عن مقتل القياديين الجمعة مع تأكيد بريطانيا استضافة اجتماع دولي حول مكافحة التطرف في اليمن، في 27 من الشهر الحالي في لندن وليس في 28 منه كما كانت اعلنت يناير 2010 أحمد غرابلي . من ناحية اخرى وفي خطبة الجمعة دعا رجل الدين اليمني السلفي الشيخ عبد المجيد الزنداني، الذي تتهمه واشنطن بدعم الارهاب، الى "الجهاد" دفاعا عن اليمن في حال تعرضه لتدخل عسكري اجنبي. وفي جزء من كلمته كان يرد الزنداني على تصريحات لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الاميركي كارل ليفن الاربعاء قال فيها ان على الولاياتالمتحدة ان تدرس اللجوء الى طائرات من دون طيار لشن غارات جوية وعمليات سرية لضرب تنظيم القاعدة في اليمن. وقال ليفن "ينبغي درس غالبية الحلول" باستثناء اجتياح يقوم به الجيش الاميركي. وقال الزنداني "متى نزل العدو في ساحتنا وجاء لاستعمارنا فديننا يوجب الجهاد". واضاف امام مئات المصلين "هذا حكم شرعي امر به الله". واكد الزنداني ان "هذا أمر من الله لا يستطيع احد ان يلغيه لا ملك ولا رئيس ولا قائد ولا زعيم ولا عالم ولا اي احد، هذا حكم الهي الله امر به". وكان علماء الدين في اليمن ومن بينهم الزنداني، هددوا الخميس بالدعوة الى الجهاد في حال حصول اي تدخل عسكري اجنبي في البلاد. وقال العلماء في بيان وقع عليه 150 رجل دين انه "في حال اصرار اي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد او التدخل العسكري فان الاسلام يوجب على ابنائه جميعا الجهاد لدفع العدوان". كما اكد العلماء "الرفض المطلق لاقامة اي قواعد عسكرية في الاراضي اليمنية او مياهها الاقليمية". وشدد البيان على "الرفض الكامل لاي تدخل خارجي سياسي او امني او عسكري في شؤون اليمن، ورفض اي وجود او اتفاقية او تعاون امني او عسكري مع اي طرف خارجي يخالف الشريعة الاسلامية". وكرر الزنداني في خطبته الجمعة "نرفض التدخل في الشأن اليمني من اي جهة اجنبية كانت"، مؤكدا ان "الدفاع عن النفس واجب". كما دعا "العرب والمسلمين لمساندة اليمن قبل ان تنزل النازلة". وشدد الزنداني على ان "الامة الاسلامية كالجسد الواحد، ولن تقف متفرجة على هذه الحرب الصليبية" مضيفا "لحماية انفسنا وبلادنا لا نخاف الا الله ونحن على ثقة من النصر". وتتهم واشنطن "القاعدة في جزيرة العرب" بتدريب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة اثناء رحلة من امستردام الى ديترويت يوم عيد الميلاد. وكثفت صنعاء عملياتها ضد عناصر القاعدة واصرت ان بامكانها مطاردتهم دون تدخل اجنبي. وتأتي غارة الجمعة ضمن سلسلة من الضربات التي بدأت في ديسمبر الماضي عندما اطلقت الحكومة حملتها الاخيرة ضد القاعدة. والثلاثاء قتلت قوات الامن اليمنية عبد الله المحضار، الذي يعتقد انه زعيم خلية القاعدة في محافظة شبوة (600 كلم شرق صنعاء). وقال محافظ شبوة علي حسن الاحمدي ان عشرات المقاتلين ومنهم سعوديون ومصريون ممن فروا من افغانستان، يختبئون في شبوة. واكد من بينهم زعيم تنظيم القاعدة اليمني ناصر الوحيشي، ومساعده السعودي سعيد علي الشهري والامام اليمني انور العولقي. وقبل اسبوع اعلنت السلطات توقيف القيادي محمد الحنق وشخصين آخرين يعتقد انهم وراء تهديدات وجهت لمصالح غربية في صنعاء ادت الى اغلاق سفارات لعدة ايام. وتأتي غارة أمس الجمعة غداة اعلان وزارة الدفاع تصميمها على "تطهير" اليمن من عناصر القاعدة واكدت ان "العمليات ستتواصل بصورة مكثفة ولن يترك المجال لعناصر القاعدة ان تلتقط انفاسها. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "لا نية" لديه لارسال قوات الى اليمن او الصومال.