تحول الاحتفال السنوى بعيد العلم وتكريم الاساتذة والمتفوقين بجامعة الفيوم إلى محاضرة لمحاكمة الحكومة حيث بدأ الاحتفال الذى حضره الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم والدكتور أحمد الجوهري رئيس الجامعة والدكتورة زينب رضوان وكيل مجلس الشعب بكلمة الدكتور محمد حسن عبد الله أحد المكرمين لفوزه بجائزة الرواد والتى شن فيها هجومًا حادًا على الحكومة المصرية وما تفعله بالشعب من تجريعه كأس الإذلال تدريجيا مستشهدًا برواية توفيق الحكيم "يوميات نائب فى الأرياف" حينما كان يجلس المأمور فدخل عليه العمدة فى موسم الانتخابات يستعين به فرد المأمور مرشح الحكومة لازم ينجح فرد العمدة هناك اناس لا يعجبهم مرشح الحكومة، فرد المأمور سيبهم عليّ يا عمدة وأنا هادخلك البرلمان، فرد العمدة خائفا: "أنا عملت إيه عشان ادخل البرلمان" فقال المأمور للعمدة الذى سيصير نائبًا شوف "البهيم" فى جيبه كشوف الانتخابات ومش عارف برلمان يعني إيه حيث علق توفيق الحكيم قائلا: "لم يعجبنى ما قاله المأمور وأرى فى هذه الصورة أن كأس الإذلال فى مصر تبدأ من اليد العليا ثم تتراجع وتتراجع حتى يتجرعها الشعب فى مرارة قاسية". وطالب حسن بتطبيق الديمقراطية الحقة فى مصر كما ينبغى لا بالكلام، مؤكدًا على أن أمتنا ليس مكتوبًا عليها التخلف؛ لأننا كنا صانعي الحضارة، مشيرًا إلى أن وضعنا الراهن فى العالم العربى والذى لا يعبر عن حضور قوي يمحو تاريخنا نفسه، وكأننا لم نكن، فالآن جهد ابن خلدون وغيره يُمحى تحت مسميات أخرى لأننا فى مرحلة ضعف والحضارات لا تظل على وضع واحد ولن نظل متخلفين إلى الأبد. كما أكد حسن علي أن العظماء فى هذا البلد كانوا يربون الشعب على المطالبة بحقوقهم مشيرًا إلى ما كان يفعله أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد حينما كان ينتهى من وقت عمله وتأليفه يفتح باب مكتبه على مصراعيه ليدخل من يدخل فعاتبه الباشاوات وأمثال الباشوات من المتجبرين والمستعلين، وقالوا له: هذا ينقص من هيبتك، فرد قائلا: نحن فى بلد يهاب الناس فيه أشخاص الحكام فلو فتحت الباب وخاطبونى لكانوا أجرأ على مخاطبة غيري وأكثر دفاعًا عن حقوقهم. وقد شهد الحفل تكريم محافظ الفيوم والدكتور أحمد القاضى نائب رئيس الجامعة وعمداء الكليات السابقين وأوائل الكليات خلال العامين الماضيين حيث أشار الدكتور جلال سعيد محافظ الفيوم فى كلمته إلى أنه انتقل من الجهاد الأصغر فى الجامعة إلى الجهاد الأكبر فى محافظة الفيوم. مشيرًا إلى حاجة المحافظة إلى مشروعات عملاقة في البنية الأساسية والتنمية البشرية والاستثمار وخلق فرص العمل.