من المتوقع أن يصل مبعوث السلام الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشل إلى المنطقة في الأسبوع الثاني من يناير، ويعتقد أنه يحمل معه رسالتي ضمانات للفلسطينيين والإسرائيليين، تؤسس لإعادة إطلاق المفاوضات مجددًا. وكانت مصادر إسرائيلية قد قالت: إن الضمانات التي تردد أن ميتشل سيحملها ربما تشبه إلى حد كبير بيان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الذي صدر بعد إعلان نتنياهو عن تجميد جزئي مدته 10 أشهر للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وجاء في بيان هيلاري كلينتون: «نعتقد أنه من خلال المفاوضات المبنية على حسن النوايا بين الطرفين، يمكن لهما الاتفاق على النتائج التي ستضع حدًّا للنزاع وتنسجم مع الهدف الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وقابلة للحياة مستندة إلى خطوط عام 1967، مع تبادلات متفق عليها للأراضي، ومع الهدف الإسرائيلي في دولة يهودية بحدود آمنة ومعترف بها تعكس التطورات اللاحقة وتلبي المتطلبات الأمنية الإسرائيلية». وأكد صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية أبدت استعدادها للتأكيد عبر رسالة الضمانة أنها ترفض ضم القدسالشرقية من قبل إسرائيل وتعتبر الأمر «باطلا وغير شرعي ولاغيًا»، كما أنها تعتبر الاستيطان أمرًا غير شرعي كذلك. وأول من أمس كرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن موقفه الرافض لاستئناف أي مفاوضات من دون وقف الاستيطان، وقال إن سلطته مستعدة لأي مقترح من الممكن أن يحمله ميتشل، لإعادة بدء المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، بشرط إيقاف عمليات الاستيطان، واستئناف المفاوضات على ضوء مرجعية محددة، تكون أرضا صلبة يقام عليها أي اتفاق. وبناء على موقف السلطة هذا، ليس واضحا ما إذا كانت زيارة ميتشل المرتقبة ستحدث اختراقا جوهريا نحو العودة إلى المفاوضات، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال لأعضاء حزب الليكود إنه حان الآن وقت إحياء عملية السلام. وكان رئيس حزب «ميريتس» سابقا يوسي بيلين، قد كشف قبل يومين عن أن نتنياهو أصبح قريبا من التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأميركية حول إطار المفاوضات مع السلطة. وقال بيلين إن نتنياهو وافق على الصيغة الأميركية التي تحدد فترة المفاوضات مع الفلسطينيين بأربعة وعشرين شهرا، على أن تناقش هذه المفاوضات مطالبة السلطة بالحدود على أساس حدود 4 يونيو 1967، مع تبادل مناطق وترتيبات أمنية. وفي التفاصيل، فإن نتنياهو وافق على الانتهاء من المفاوضات خلال عامين، ووافق على معادلة كلينتون، التي تقول إن هدف المفاوضات هو إنهاء الصراع، والوصول إلى تسوية مع الموقف الفلسطيني بشأن إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل مناطق متفق عليها، والأخذ بعين الاعتبار الموقف الإسرائيلي بشأن الدولة اليهودية مع حدود معترف بها وآمنة. كما وافق نتنياهو على أن تكون القدس ضمن أحد ملفات المفاوضات، إلا أنه رفض التعهد بأي شيء قبل بدء المفاوضات. وعرض نتنياهو على ميتشل موقفا بموجبه يكون على استعداد لمناقشة قضية اللاجئين فقط في إطار متعدد الأطراف. وأبدى نتنياهو استعداده للالتزام بالاتفاقات كافة التي تم التوقيع عليها، وضمنها اتفاقية أوسلو لعام 1993، و«واي بلانتيشن» لعام 1998، وخطة خارطة الطريق، إلا أنه رفض التصريح بأنه على استعداد لتبني أو دعم المبادرة العربية للسلام، وقال إنه يوافق على أن «تأخذ الأطراف بالحسبان المبادرات الدولية التي تدفع باتجاه عملية السلام، مثل مبادرة السلام العربية».