قتل 30 شخصا أمس الاربعاء في العراق حيث تواصل المجموعات المسلحة هجماتها ضد المؤسسات الحكومية مستهدفة هذه المرة مقر المحافظة وقيادة الشرطة في الانبار، كما لم تستثن موكبا حسينيا في محافظة ديالى شمال بغداد. وتاتي الهجمات في وقت يتوقع فيه كبار المسؤولين استمرار اعمال العنف مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في السابع من اذار/مارس المقبل. وفي الرمادي، اعلنت مصادر امنية وطبية مقتل 23 شخصا واصابة عشرات اخرين بجروح بينهم محافظ الانبار قاسم محمد عبد، في هجومين انتحاريين. وابدى نائب محافظ الانبار حكمت جاسم زيدان "استياءه حيال الضعف المزمن بمفاصل الاجهزة الامنية المخترقة في محافظة الانبار". وقال "من المؤكد ان منفذي العملية هم من الدخلاء والمتطرفين (في اشارة الى القاعدة) والذين يريدون سوءا بالبلد، واعوانهم الذين يخترقون الاجهزة الامنية". واضاف زيدان ان المحافظ في "حالة مستقرة". واوضحت المصادر ان القتلى قضوا بتفجيرين انتحاريين استهدفا تجمعا يضم مؤسسات حكومية مثل مبنى المحافظة ومقر قيادة الشرطة في وسط الرمادي قبل الظهر. وكانت مصادر امنية اعلنت في وقت سابق ان التفجيرين ناجمان عن سيارة مفخخة وعبوة ناسفة. وانفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند التاسعة والنصف في حين فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه الساعة العاشرة قرب مبنى المحافظة. من جهته، قال النقيب في الشرطة احمد محمد الدليمي "فور انفجار السيارة وصل المحافظ برفقة معاون قائد شرطة الانبار العقيد عباس محمد الدليمي ومدير امن المحافظة العقيد محمود الفهداوي، عندها قام انتحاري يرتدي ملابس الجيش العراقي بتفجير نفسه". واضاف ان "العقيد الفهداوي قتل بالتفجير في حين اصيب المحافظ في يده وساقه"، مشيرا الى ان "عناصر الحماية حاولوا منع الانتحاري لكنهم فشلوا". كما دمر التفجيران ما لا يقل عن عشرين سيارة فضلا عن الحاق اضرار جسيمة بالمباني والمحلات التجارية. يذكر ان هجمات عدة تستهدف الاجهزة الادارية والامنية في الرمادي ومحيطها منذ الصيف الماضي كان اخرها في 11 تشرين الاول/اكتوبر الماضي عندما انفجرت سيارتان مفخختان وفجر انتحاري نفسه امام المستشفى. وقضى في هذه التفجيرات 19 شخصا واصيب حوالى ثمانين اخرين بجروح. وبدأت موجة العنف بالانحسار في الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، منذ منتصف سبتمبر 2006 عندما نجح تحالف ضم عشائر العرب السنة في طرد عناصر تنظيم القاعدة والمجموعات المتشددة التي تدور في فلكه. وقد استطاع هذا التحالف فرض الامن والاستقرار بشكل شبه كلي تقريبا بدءا من منتصف العام 2007 في جميع ارجاء المحافظة. وشكلت العشائر "مجلس صحوة الانبار" بقيادة الشيخ عبد الستار الذي اعلنت القاعدة مسؤوليتها عن قتله بانفجار بعد اسبوع من استقباله الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في مزرعته في الرمادي في سبتبمر 2007. لكن الاوضاع الامنية في الانبار بدات تتدهور منذ انسحاب القوات الاميركية من المدن والنواحي والقصبات العراقية في 30 يونيو الماضي. وقتل حوالى 400 شخص واصيب ما لا يقل عن 1500 اخرين بجروح في سلسلسة هجمات انتحارية وسيارات مفخخة استهدفت مؤسسات حكومية في بغداد منذ 19 اغسطس الماضي كان اخرها في الثامن من الشهر الحالي. وفي بعقوبة، اعلن مسؤول رفيع مقتل سبعة اشخاص على الاقل واصابة عشرين اخرين بجروح بانفجار استهدف موكبا حسينيا شمال بغداد الظهر. واوضح صادق الموسوي نائب محافظ ديالى ان "سبعة اشخاص قتلوا على الاقل واصيب عشرون اخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبا حسينيا وسط قضاء الخالص شمال بغداد". واكد "اصابة مدير شرطة الخالص العقيد شاكر الزهيري بالانفجار الذي وقع في الشارع الرئيسي". يشار الى ان احياء ذكرى عاشوراء بلغ ذروته الاحد الماضي في كربلاء لكن الشيعة يواصلون تسيير مواكب اللطم حتى اربعين الامام الحسين. ورغم الاجراءات الامنية المشددة خلال الايام الماضية، قتل 32 شخصا على الاقل واصيب حوالى 164 اخرين بجروح في هجمات استهدفت الزوار الشيعة في مناطق متفرقة من العراق. وزيارة كربلاء خلال عاشوراء من اقدس المناسبات الدينية لدى الشيعة والكثير ممن يقومون بها يصلون سيرا على الاقدام من مناطق متفرقة في البلاد. وكان عشرات الاشخاص قضوا في تفجيرات انتحارية واعمال عنف اخرى استهدفت تجمعات للطائفة الشيعية في مناطق متفرقة في الاعوام الماضية خلال احياء المناسبة.