كثف الجيش اللبناني السبت دورياته في طرابلس على خلفية تفجيرين دمويين وقعا الجمعة واسفرا عن سقوط 45 قتيلا بينما أوقفت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبناني اليوم السبت الشيخ أحمد الغريب لظهوره في إحدى كاميرات المراقبة في مكان الانفجار. وذكرت مصادر أمنية ان قوة من شعبة المعلومات قد داهمت منزل الشيخ الغريب في منطقة المنية شمال طرابلس وصادرت منه بنادق حربية رشاشة وقنابل يدوية. في الاطار نفسه نفت حركة "التوحيد الإسلامي" في طرابلس توقيف أي من عناصرها أو مشايخها على خلفية تفجيري مسجدي طرابلس. وطالبت الحركة في بيان لها اليوم بإنزال أقصى العقوبات بكل من يثبت ضلوعه بهذا العمل الإجرامي المروع وأشارت الى ان الشيخ أحمد الغريب مكلف من رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي الشيخ هاشم منقارة بمتابعة أحد الملفات العالقة مع النظام السوري. من ناحية ثانية ، كثف الجيش اللبناني السبت دورياته في طرابلس فيما شوهد مسلحون مدنيون امام المساجد في كبرى مدن شمال لبنان التي شهدت تفجيرين دمويين الجمعة اسفرا عن سقوط 45 قتيلا بحسب حصيلة جديدة. وبدت المدينة التي تعج عادة بالناس، مشلولة وشوارعها مقفرة مع حركة سير خفيفة فيما اغلقت المتاجر ابوابها في يوم الحداد الوطني الذي اعلن في كافة انحاء البلاد ومراسم تشييع الضحايا. وجاب جنود راجلون ومدرعات شوارع المدينة ذات الغالبية السنية حيث وقع تفجيرين بسيارتين مفخختين الجمعة امام مسجدين ما تسبب باضرار كبرى. وقتل 45 شخصا في الهجوم بحسب حصيلة جديدة اوردها مصدر امني واشار الصليب الاحمر اللبناني الى سقوط 500 جريح لكن غالبيتهم غادروا المستشفى ولم يكن هناك السبت سوى 280 جريحا في المستشفيات. وفي بعض احياء طرابلس شوهد مدنيون مسلحون امام المساجد لكن ايضا قرب مقار احزاب سياسية ومنازل نواب ورجال دين. وكانت القوى الامنية توقف وتفتش كل سيارة مشبوهة. واقفلت المتاجر ابوابها واغلق الجيش موقعي الانفجارين وواصل السبت رفع الانقاض وسحب هياكل السيارات المحترقة. ووقع الانفجاران المروعان الجمعة في اكثر التفجيرات دموية منذ انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990). وجاء ذلك بعد اسبوع من انفجار مماثل في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الشيعي، ما دفع قياديين ومحللين الى التحذير من محاولات لاثارة فتنة سنية شيعية في البلد ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة والمنقسم بحدة حول النزاع في سوريا المجاورة ودانت المجموعة الدولية بقوة تفجيري طرابلس.