قال تحالف أحزاب المعارضة السودانية إن السيول والأمطار التي اجتاحت البلاد أخيرا، كشفت عجز حكومة الرئيس عمر البشير، وعدم حرصها على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، «مما أفقدها للشرعية؛ التي تفتقدها أصلا». وكشف متحدثون باسم التحالف المعارض، في مؤتمر صحفي عقد بالخرطوم أمس، عقب زيارة قام بها وفد معارض للمناطق المتضررة من الأمطار والسيول في أنحاء مختلفة من الخرطوم، عن ما سماه «كارثة إنسانية» حلت بالبلاد وتقاعست عنها الحكومة. ودعا التحالف الحكومة للإسراع بإعلان السودان منطقة كوارث حتى يتسنى للمنظمات التطوعية والدولية القيام بواجباتها تجاه السكان الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لا سيما أن هناك توقعات بتواصل هطول الأمطار الغزيرة طوال الأيام المقبلة. وقال المتحدث باسم التحالف المعارض ممثل حزب «المؤتمر الشعبي»، المحامي كمال عمر، للصحفيين، إن ما شهدته البلاد أكد غياب الحكومة تماما، وأكد ضعفها وتهاونها بحياة وممتلكات المواطنين، وأنها فشلت تماما في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها الأمطار والسيول. وأعلن عمر فتح دور الأحزاب المنضوية تحت لواء التحالف المعارض، لتكون مراكز لتلقي المساعدات لتقديمها للمتضررين من الكارثة، وتكوين لجان من كوادر وقيادات الأحزاب للغرض ذاته، ودعا الحكومة لتحمل مسئولياتها تجاه الكارثة التي وصفها بأنها ترقى لمستوى "إعلان السودان منطقة كوارث". من جهته، حذر ممثل «الحزب الناصري» ساطع أحمد الحاج ، من كارثة إنسانية وصحية وتعليمية قد تترتب على السيول والأمطار، ومن الأضرار البيئية التي قد تنجم عنها وتتسبب في مخاطر صحية كبيرة بانتشار الأوبئة والأمراض. وقال الحاج إن تحالفه وحزبه، يدينون بأقصى العبارات، ما سماه الغياب التام للحكومة وأدواتها في مواجهة الآثار المترتبة على السيول والفيضانات، وتعمدها وتقصدها إهمال مواطنيها، وعدم قيامها بمسئوليتها الأخلاقية والوطنية. وشكا مواطنون متأثرون من الأمطار، حضروا المؤتمر الصحفي من الغياب التام للدور الرسمي في مواجهة الكارثة التي حلت بهم، وقالوا إن حكومة الولاية غائبة تماما، وإنها اكتفت ب«الفرجة» في معاناتهم، وتخلت عن مسئوليتها للمنظمات التطوعية والشبابية. وأطلق مئات من الشباب السودانيين مبادرة اسمها "نفير"، لتقديم خدمات الطوارئ والغوث للمتضررين من مياه الأمطار، بالتزامن مع توقعات للإرصاد الجوية بهطول أمطار غزيرة في الخرطوم خلال الساعات المقبلة. وشهدت الخرطوم خلال الأيام السابقة هطول أمطار غزيرة أودت بحياة عشرات الأشخاص، بينهم عدد من الأطفال. وأوضحت لجنة المعلومات ب"نفير" أن عدد المنازل المتضررة إثر الأمطار تجاوز ال70 ألفاً، كما تجاوز عدد الأشخاص المتضررين 72 ألفاً. وحذرت قوى الإجماع الوطني ومبادرة "نفير" لإغاثة منكوبي السيول والامطار من "انفجار" الأوضاع الصحية خلال الأيام المقبلة بسبب تراكم المياه، واصفة الأوضاع الإنسانية والصحية والتعليمية ب"الكارثية". وأطلقت هذ القوى في الوقت نفسه نداء للمنظمات الإنسانية العالمية للتدخل العاجل لإغاثة المنكوبين جراء الأمطار والسيول. وأكد رئيس لجنة الإعلام في تحالف المعارضة المحامي كمال عمر غياب الحكومة عن مناطق المتأثرين، وكشف عن حاجة المواطنين العاجلة للغذاء والدواء والخيام في المناطق التي دمرتها مياه السيول والأمطار. من جهته قال عضو مبادرة "نفير" معتز عبد الوهاب إن أعداداً كبيرة من السودانيين انخرطت في المبادرة التي تطوع بها نحو 1200 شخص إلى جانب أعداد كبيرة أخرى خارج السودان. وأشار عبد الوهاب إلى وجود ميداني لفرق متخصصة في المناطق المتضررة من السيول والأمطار بجانب غرفة طوارئ لاستقبال البلاغات، منوهاً إلى أنهم يحددون الاحتياجات حسب الأولية. وقال إنهم حصلوا على تصديق بمحلية أمبدة لتحديد الاحتياجات الطبية العاجلة، ولفت إلى أنهم غطوا حوالي 8 في المائة من المتضررين، وحذر عبد الوهاب من انفجار الأوضاع الصحية خلال الأيام المقبلة بسبب تراكم المياه.