اعتبر اللواء "حمدى بخيت" - الخبير الاستراتيجى - أن دعوة الجيش السورى الحر للقوات المسلحة المصرية لدعمه، تتسم بنوع من الخلل في الرؤية الساسية، لأن كا يجري علي أرض سوريا الآن هو شأن داخلي. وبنبرة غاضبة، هاجم اللواء بخيت من وصفهم بالذين أعطي الفرصة للجميع أن يتدخل أي منهم كيفا شاء في أدوات صنع القرار الداخلي، مستغلا ضعف القيادة السياسية، وعدم إدراكها أن الشعب المصري الخارج لتوه من تداعيات "ثورة" هو في أمس الحاجة لكل الإمكانات المتاحة وللحفاظ علي مؤسساته الرئيسية وفي القلب منها الجيش، خاصة في ظل ما يتعرض له من عمليات سرقة ونهب منظمين للسلع الأساسية، كالغاز والسولار وحتى المواد الغذائية، مطالبا الجميع بقراءة الموقف بشكل عام بعقلانية. وأضاف في سياق تعليقه علي دعوة الجيش السوري الحر، التى جاءت مواكبة ودعوة الرئيس المصري د. محمد مرسي بدعم المعارضة السورية، أن مصر بها مجلس للامن القومى وهناك البديل مجلس الدفاع الوطنى واصفا بان نصفه عسكرى ونصفه الاخر مدنى واذا تمت الموافقة علي خطوة كتلك فهي ستكون كتابية وبشكل علني وصريح، مع استبعادها في نفس الوقت، بحسب تأكيده. واتهم اللواء بخيت، الجماعة الحاكمة أنها تسعي بكل الوسائل لرد الجميل لأمريكا التى لولاها وصل رئيس ذراعها السياسية للحكم. وألمح إلى أن هناك ثمة تعاون واضح بين الإدارة الأميركية وممثلتها بالقاهرة "الأفعي آن باترسون"، في هذا الصدد، وبما يعتبر تهديدا صريحا للمؤسسة العسكرية التى تعتبر بدورها أهم العقبات في وجه المشروع الصهيو أميركي في المنطقة. واتهم تحالف الإخوان – أمريكا، بمحاولة الزج بالجيش فى المستنقع السوري، بدعوي تدعيم القوات المسلحة المصرية للمعارضة بالمقاتلين والسلاح كدليل على الخطة الجهنمية ضد الجيش ومصر بأكملها. وشدد اللواء "بخيت"، ان الجيش المصرى لم ولن يدافع الا عن مصر ارضا وسماءً وشعباً. كانت الثورة السورية قد فقدت وطنيتها عندما أصبحت مجرد ذراع للقوي الغربية في محاولة لتدمير الجيش السوري، بل واحتلال سوريا نفسها، ثم تحولت الثورة إلى حرب أهلية، بل وطائفية، حينما رد نظام الأسد بالاستعانة بالسلاح الروسي والدعم العسكري الإيراني، وبالتالي بات التدخل في صراع كهذا بمثابة سقوط في هاوية لا قرار لها. كما أن خطوة الدعوة إلى مساندة المعارضة السورية، تتزامن بشكل مريب والهزائم التى حصدتها قوات المعارضة علي أيدي جيش بشار وسلاحه الروسي، وكذا انشغال تركيا – جسر السلاح الأميركي للمعارضة - بالاحتجاجات العارمة التى دبت فجأة في البلاد، بما يشي أن أصابع خارجية تتحرك في المنطقة، كلٌ لصالح أجندته وأهدافه الخاصة، والأهم أنه ما بات يستدعي ظهور دعم من جهة جديدة، وهي بالطبع مصر، ومن ثم يمكن فهم خلفيات المؤتمر الذي أقيم لنصرة الثورة السورية، وهي كلمة حق يراد بها باطل، ونظرة واحدة لحاضري المؤتمر من قتلة وتكفيريين، تكفي للإلمام بهذه الخلفيات. وأصبح واضحا حجم المؤامرة التى تتعرض لها المنطقة، بحيث يسعي الكيان الصهيو غربي لبناء دولة إسرائيل الكبري من النيل للفرات علي أنقاض جميع دول الشرق الأوسط، تزامنا – مشبوها – ومشروع آخر يجري التخطيط له من أجل إرهاب شعوب المنطقة، تمهيدا لإقامة ما يطلقون عليه إمارة إسلامية، تكون نواتها في مصر، وبالتحديد في سيناء، التى هي الآن في طريقها لتكون جنة الإرهابيين، من كل دول العالم.