خرج أعضاء الجماعة الإسلامية من المعتقلات وأخذت تداوى جراحها بعد مبادرة تاريخية لوقف العنف، وكان شرطها ترك السلاح وطاعة الحاكم، ورويدًا رويدًا نسي أعضاء الجماعة جراحهم إلا أنهم لم ينسوا زعيمهم والأب الروحى ومنظِّر الجماعة الأول الشيخ عمر عبد الرحمن. "مصر الجديدة" حاورت ابنه الأصغر والذى ظل صامتًا دون حديث طوال 17 عامًا، إنه عمار عمر عبد الرحمن الذى أكد فى حواره أن 35 ألف عضو بالجماعة فى حالة كراهية شديدة للنظام نظرًا لما يحدث للشيخ عمر وتناول فى حواره معنا الصعاب التى تواجه أباه فى بلاد الغرب وما يحدث له من تعذيب نفسي ومعنوي وطالب الرئيس مبارك والحكومة المصرية بأن تتعاون من أجل عودة الشيخ العزيز. ونعطى أسرته الفرصة للسعادة وتذكر معنا عمار عمر عبدالرحمن أيامه الأولى مع الشيخ وأحاديثه معه وأحزانه وقال: أنا أفضل من يتكلم عن والدى ولا أخشى فى الله لومة لائم.. فإلى نص الحوار: * حدثنا عن آخر حديث دار بينك وبين والدك؟ كان ذلك منذ عشرين يومًا سأل عن حال الأسرة وكانت والدتى قد سافرت للعمرة بقصد الاعتمار والدعاء للشيخ، فسألها هل دعوتى لي؟ وكان قد طلب فى السابق أن يدعو له هو وأحمد الذي يجاهد فى أفغانستان، فرد عليها لا دعاؤك نفع ولا دعاء أحمد ولا دعاء الجماعة كلها نفع، فأنا فى كرب شديد وضيق شديد وبلاء أشد. * وهل سبق أن اشتكى الشيخ فى الماضى؟ كل الذين يعرفون الشيخ يعلمون جيدًا مدى صبره وحين كان فى المعتقل كان لا يخشى شيئا، ولم ييأس فمعنى أنه فى كرب شديد فهذا دليل على أن الشيخ يتعرض لتعذيب نفسي وبدنى كبير. * ومما يشتكى الشيخ؟ حالته الصحية تزداد سوءًا، فهو يعانى من السكر وهو ما يجعله قعيدًا ولا يشعر بيديه حينما يقرأ بطريقة "برايل" وأخيرًا أصيب بورم فى البنكرياس.
* وهل يعذب الشيخ؟ نعم وبشكل منهجي فهم يتركونه بدون أن يحلقوا شعره لأكثر من شهر ولا يقلمون أظفاره ، وإذا أراد شيئا يطرق على الباب لمدة خمس ساعات حتى يرد عليه أحد. * وهل يعذب بدنيا؟ لا بل تعذيب نفسي، فحينما يزوره أحد يجرد من ملابسه وينظرون إليه من الأمام والخلف ويرون عورته ولولا صبر الشيخ لما تحمل كل ذلك. * وكيف تسير قضية الشيخ في المحاكم؟ للأسف الشديد تخلى عنه "رمزى كلارك" بعد أن ذهب إلى منظمة العفو الدولية ، وبحثنا عن محامية تدعى "لينلى ستيوارت" لكن تم تغريمها وحكم عليها بمليون دولار، وحاولنا أن نأتى بآخر يدعى "كوبى" لكنه كان على خلاف مع القاضى الذى ينظر القضية وللأسف تولى هذا القاضى وزيرًا للعدل وهو ما جعل كوبى يترك القضية لأن العقبات زادت، والعثور على محامى صعب جدًا لكن لن نيأس. * وهل كان هناك وسيط بينكم وبين الشيخ عمر؟ كان الشيخ أحمد عبد الستار وهو عضو بالجماعة الإسلامية ويحب الشيخ حبًا شديدًا وسبق أن أعطى وصية للشيخ وهى المعروفة بوصية الدم، وسبق أن فعّل المبادرة مع الشيخ. * وماذا حدث بعد ذلك؟ اتهمته السلطات الأمريكية بأنه جاسوس وعميل وينقل المعلومات بين السجون الأمريكية واتهموه بالعمل ضد المصالح الأمريكية وأودعوه السجن وحكمت عليه المحكمة ب50 عامًا وزوجته تعانى الأمرَّين لزيارته. * وهل يوجد وسطاء آخرون بينكم وبين الشيخ؟ بسجن الشيخ عبد الستار انقطعت صلتنا به، ف"كلارك" منشغل، والآن الكل خائف من الاقتراب من الشيخ، والولاياتالمتحدة رافضة كل شيء. * في هذه الوحدة كيف يقضى الشيخ يومه؟ لا يكلم أحدًا، وكل ما يفعله هو الصلاة والتسابيح. * وهل يوجد تعاطف مع الشيخ؟ لا يوجد أى تعاطف ويتعمدون دخول حراس لا يتكلمون العربية ويتم تغييرهم من وقت لآخر. * هل هناك تعاون مع قضية الشيخ من قبل الجماعة الإسلامية فى مصر؟ الجماعة الإسلامية فى مصر مقيدة وأقصى شيء يفعلونه هو أن يتكلموا على موقع الجماعة ولن نسكت على الشيخ، فالجماعة لا تخاف فى الله لومة لائم نصدع بالحق ونقول نعم حين تجب نعم ونقول لا حين تجب لا، ولا نطلب أجرًا إلا من الله وسوف نثأر لدم الشيخ ممن آذاه أو اعتدى عليه. * كيف؟ بالكلمة والاعتصام والإضراب وبكل ما أوتينا من قوة ، سوف نثأر ولن ننسى سجن أمريكا للشيخ ، وسنظل نكره أمريكا أما إذا أرادونا أن نتركهم بخير فليفكُّوا أسر الشيخ ، لكن الحكومة المصرية لا تتعاون معنا فى قضية الشيخ. * وما رد الحكومة المصرية حينما تطالبون بعودة الشيخ؟ سبق وأن تحدث أخى عبد الله مع رجال أمن الدولة وقال لهم أفرجتم عن عزام عزام وهو جاسوس إسرائيلى فقالوا: هذه مصالح دولية، فأى مصالح وابن بلدى حبيس. * كانت هناك وساطة من الشيخ القرضاوي، فماذا حدث فيها؟ نعم توسط الشيخ يوسف القرضاوى لدى الحكومة القطرية وكانت قطر موافقة على أن يسلم لها ، لكن بالنسبة لمصر كان هناك غموض بالرغم من ردود الأمن المصرى أنهم على استعداد لقبول الشيخ لكن لا نعرف أين سبب الرفض بعدم المطالبة بقبوله فى الأصل. * معلوم أن الشيخ محكوم عليه بالسجن مدى الحياة، فما صبركم فى الدفاع عنه؟ جاء لنا "رمزى كلارك" فى الفيوم، وقال: لا يوجد دليل مادى واحد على إدانة الشيخ لدى السلطات الأمريكية، وأنها صنعت حاكمًا وأدلة غير موجودة بهدف سجن الشيخ، وجاءوا بقاضى يوافق أفكارهم وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. * وهل خاطبتم رئاسة الجمهورية؟ أرسلنا التماسا لرئاسة الجمهورية ولكن دون رد. * ولكن لماذا اختار الشيخ الولاياتالمتحدة تحديدًا للجوء بها؟ اخترنا أمريكا لأن الشيخ كان فى مصر محاصرا، والمملكة العربية السعودية رفضت استضافته . * هل تم منعك من الحديث للإعلام؟ نعم لقد منع أخى عبد الله، وقد سبق أن أدلى بحديث لقناة الجزيرة ولكن تم منع إذاعته لأنه ممنوع أن يذكر أي شيء فى الإعلام عن الشيخ.