أكد علي عثمان طه النائب الأول للرئيس السوداني أن ما يحدث الآن في كردفان هو الفصل الثاني من مخطط تقسيم السودان واستهدافه ، ونوه إلى أن الفصل الأول بدأ بالعمل على فصل الجنوب . واتهم طه، دولاً عالمية وإقليمية بأنها تقود مخططاً لتمزيق السودان، وقال إن ما جرى مؤخراً، ويجري حالياً في مناطق بجنوب وشمال كردفان، لا تقوده أجندة حزبية أو جهوية أو قبلية، لكنها أجندة إسرائيلية ودولية لتفتيت السودان. وقال طه في لقائه مع قادة الأجهزة الإعلامية أمس، ان المخطط تنفذه عصابة وصفها ب " الخائنة والمرتزقة " ولفت إلى أنها ليست عنصرية ، وحذر من تصوير الصراع بأنه عنصري ، وأضاف : " من يدعون انهم يحاربون باسم النوبة لا يمثلون أبناء الجبال ومن يحاربون في العدل والمساواة لا يمثلون عرقيات بعينها " . وشدد على ضرورة دعم القوات المسلحة التي ظلت تقف سداً منيعاً في وجه أطماع تقسيم السودان منذ الاستقلال، داعياً الإعلام لاستنهاض قوى المجتمع، ولصياغة رؤية إعلامية تعين المواطن وتحصنه ضد الإشاعات والحرب النفسية. واعتبر طه أن ما يجري حالياً ليس موجهاً ضد الحكومة أو المؤتمر الوطني، لكنه موجه ضد وحدة الوطن وترابه، مؤكداً أن الاستهداف الدولي للسودان أثبته سفراء دول أروبية وآسيوية كبرى كانوا يعملون في الخرطوم. من جهته قال وزير الدفاع السودانى، إن قواته تخوض الآن قتالا ضاريا ضد المتمردين فى كردفان، وأكد الوزير مضى القوات المسلحة فى تنفيذ خطتها للقضاء النهائى على التمرد. جاءت تصريحات الوزير، خلال زيارته أمس لولاية شمال كردفان، يرافقه رئيس الأركان المشتركة وعدد من قادة الوحدات للوقوف على سير العمليات الجارية فى ولايتى شمال وجنوب كردفان على خلفية الهجوم الأخير الذى نفذته الحركات المسلحة والمتمردين الذين استهدفوا المواطنين فى ولايات كردفان. واطمأن وزير الدفاع على التحضيرات الجارية لطرد الحركات المسلحة، مؤكدا عزم قواته وإصرارها على طرد المتمردين، موضحا أنه برغم الدعم الكبير الذى يتلقاه المتمردين إلا أن القوات المسلحة قادرة على القضاء الكامل على كافة أشكال التمرد. وأعلن الوزير عن ترتيبات جديدة وصفها بالقوية تم اتخاذها لحسم التمرد، كاشفا عن مراجعات عسكرية تمت لكافة الخطط والترتيبات لعمليات المرحلة القادمة. وفى السياق، وجه والى ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر مساء أمس ، رسالة لمواطنى الولاية بأن الخرطوم آمنة، وقال "لن نقبل من أى أحد أن يمس قواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى، مشددا على أن عهدهم مع المواطن حمايته فى ماله وعرضه". وأضاف الوالى خلال مخاطبته، اللواء الاستراتيجى للشرطة الشعبية الذى احتشد بأحد ميادين الخرطوم، "إن رسالتنا لأى مارق حدثته نفسه أن يدخل الخرطوم، نقول له إن دخول الخرطوم لن يكون عبر الرسائل الإسفيرية، فإذا أراد ذلك عليه أن يجرب الفعل، ونحن جاهزون والقوات المسلحة وقوات الشرطة والقوات الأخرى جاهزة". في الأثناء أكد وزير الإعلام بدولة جنوب السودان برنابا بنيامين، أن زيارة الرئيس سلفاكير ميارديت إلى الخرطوم قائمة ولا تراجع عنها، وقال إن وزارتي الخارجية في البلدين تعملان على تنسيق يوم محدد لها في القريب العاجل.
وأشار بنيامين في تصريح له ، إلى أن هدف الزيارة تدشين وصول نفط الجنوب إلى السودان، وكشف أنهم في حكومته اتفقوا على تنفيذ جميع اتفاقيات التعاون الموقعة بصدق وبروح طيبة برغم التوترات التي نشبت مؤخرا بين البلدين، والمضي بها قدما نحو الأمام. وأوضح أن قضية آبييبات معنيا بحلها الرئيسان سلفاكير وعمر البشير وأن المسئولية تقع على عاتقهما بالدرجة الأولى ، وقال إن ثلاثة أماكن قد تشهد هذا الحل "الخرطوم، جوبا ، أديس أبابا". من جانبه كشف المدعي العام لجرائم دارفور ياسر أحمد، عن محاكمة 29 مداناً بالإعدام في قضايا مختلفة بدارفور وتقديم 23 بلاغاً في محاكم دارفور بجانب 32 بلاغاً تحت التحرّي. كما استعجل تشاد لتقديم الجناة في مقتل قادة حركة العدل والمساواة، للمحاكمة. وأعلن المدعي العام عن تقديم ثلاثة بلاغات تعد من أضخم القضايا بدارفور في القريب العاجل في محاكمات علنية. وأضاف أن رفع الحصانة عن 14 شخصاً بدارفور تجري الآن. وحول مقتل قيادات حركة العدل والمساواة الموقعين على اتفاق سلام دارفور بالدوحة، استعجل المدعي العام، السلطات التشادية بتقديم الجناة للعدالة، مشيراً لإمكانية التنسيق مع تشاد حول قضية مقتل القادة. وكان المدعي العام لجرائم دارفور بالسودان المستشار ياسر أحمد أكد في تصريحات سابقة أن القضايا التي فصلت فيها المحاكم الخاصة في دارفور مؤخراً لم تكن ضد مؤسسات نظامية وإنما في مواجهة أفراد؛ إعمالاً لمبدأ شخصية الجريمة وشخصية العقوبة.