كشف الدكتور نادر قليني الاستشاري الدولي للتنمية والصحة الإنجابية أن شخصية الإنسان تكتمل بشكل متكمل عند عمر الخمس سنوات وفق رأي أكثر من 85% من علماء النفس وبالتالي فيتحدد سلوكيات العنف والإهمال والإنحراف للشباب منذ وقت مبكر جداً لا يدركه الكثير من أعضاء المجتمع في كيفية التربية السوية والتي تتشكل بالتواصل منذ وجود الجنين في رحم أمه جاء ذلك خلال الورش البحثية لمؤتمر الأسرة كنواة للمجتمع الذي نظمته هيئة بلان الدولية بأسيوط بحضور القيادات التنفيذية والمجتمعية والدينية بالمحافظة وقال الدكتور نادر قليني أن معظم مشكلات المجتمع تعود للتربية الخاطئة فالطفل الذي تكسر لديه حاسة التقدير الذاتي السوي للشخصية بغض النظر عن قدراتها في الجمال أو الذكاء يضرها للبحث عنها في الكبر لدي الشللية موضحاً بنماذج حالة ودراسات علمية دقيقة تم الإجماع عليها للأطفال الذين أصبحوا في شبابهم مدمني المخدرات أو الدعارة أو جرائم الجاسوسية أو الانتحار أوالفشل والانقياد وراء أفكار الآخرين. وأستفاض الدكتور نادر قليني في توضيح مخاطر التربية الخاطئة المنتشرة في مصر والمبنية على العنف والقهر أو تهميش الطفل ودوره كعضو في المجتمع وللأسف لا يدركان أنه في عمر العامين يكون لديه إدراك وإحساس كامل بتصرفات الآخرين وترجمته في ذاته وأن فقد القدرة علي التعبير عن ذلك للمجتمع، شارحاً للقيادات المجتمعية والتربوية بالتربية والتعليم عن أعمدة بناء الشخصية من كيفية بناء التوازن وخطورته في تشكيل الانحراف في الانتماء فضلاً عن عمود القيمة والإحساس بالثقة. بينما أوضحت الدكتورة أميمة الجبالي أستاذة الصحة العامة بكلية الطب بجامعة أسيوط خطورة تحديات الأسرة المصرية وفق البيانات والإحصائيات الحكومية والدولية ومنها أن ثلث الزيجات تنتهي بالطلاق في العام الأول بسبب الطلاق والفقر وتضخم الأسعار والبطالة والخيانة الزوجية والزواج الثاني والعنف الأسري وافتقاد الدعم المعنوي والمادي وسوء المعاملة منوهت عن خطورة الفقر حيث 44% من الأسر لا يكفي دخلها احتياجاتها فضلاً عن ظواهر المرأة المعيلة والتي وصلت إلي 13% من حجم الأسر في المجتمع المصري بالإضافة لتضاعف تعداد الهجرة التي تخطت حاجز 6 مليون و500 ألف مصري فضلاً عن ملايين للهجرة الداخلية للعمالة الأرزقية وخطورة كل ذلك في تشكيل الأسرة وآمانها الاجتماعي وسلامة عطاء أعضائها وقدراتهم البنائية لبناء المجتمع وهو ما يشكل في النهاية أكثر من 1.6 م ليون طفل عامل طبقاً لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وشرحت الدكتورة أميمة الجبالي مفهوم الأسرة الحقيقية الداعمة لنهضة المجتمعات والذي يعتمد على توفير بيئة آمنة للتعبير عن الذات مع ارتباط أسري قوي فضلاً عن خلق تواصل حقيقي بين الأجيال في علاقة الأهل مع ذويهم بالإضافة لكيفية وضع قواعد تحكم سلوك الأفراد داخل الأسرة ومع الآخرين.