الدكتور اسامة الملوحي عندما تمر ذكرى جلاء الفرنسيين عن سورية وعندما تمر مشاهد الجهاد ضد الفرنسيين في مخيلةالعارفين والمتابعين فإن المقارنة والمفارقة تفرض نفسها لتعطي استنتاجات حاسمة. فمقارنة ماكانمن الفرنسيين مع ما كان ويكون من آل الأسد يفرض قولا واحدا :يا محلى أيامالفرنسيين أمام أيام المستأسدين.. في كثير منالأحيان يخطر في بالي أن استعمار آل الأسد لسوريا هو امتداد للاستعمار الفرنسيولكنني بعد تفكر وتحليل أقول هو امتداد وعقوبة ... امتداد للاستعمار الأجنبي وقدتكون عقوبة من الفرنسيين بل من الغربيينعموما للشعب السوري الذي أذاق جنود فرنسا في زمن قصير ما لم يذوقوه في أي مكان في العالم حتى على أيدي الألمان...وكثيرونلا يعلمون أن الشعب السوري العظيم قد أشعل أكثر من مئتي انتفاضة وثورة ضدالفرنسيين خلال 25 سنة في كل أنحاء سوريا.. وكأن فرنسا قدجهزت من يحل مكانها وينتقم لجنودها ولهيبتها التي سقطت في سوريا ...فأتى على سوريابعد عدة انقلابات من يستعمر وينتقم ...آل الأسد استعمروا سوريا وانتقموا وينتقممون من الشعب السوري العظيم. تقارير غربيةكثيرة ودراسات عديدة في أواسط القرن الماضي تحدثت وأفردت للسوري صفات خاصة مميزةوحذرت من كفاءة السوري واتقانه وزعامته إن استقام ووجد الفسحة أمامه... وهذه الدراساتحذّرت لأن من قام بها كان يخشى أن ينبثق وينهض من ينافس اسرائيل ويحجمها ويحرجها... وحذّرت لأن سوريا لو تُركت لفاقت عدة دول أوربية في الصناعة والزراعة... ولكنسوريا لم تترك وأتاها الاستعمار الأسدي المقيت ... استعمار ليس كمثله استعمار علىمر التاريخ. استعمارسلب الإرادة الوطنية ورهنها لكل مخابرات العالم وبدأها ببيع الجولان. استعمارامتص خيرات سوريا بعلنية فجة وقحة وشارك المستعمرون الناس في أموالهم. استعماردمر الإنتماء الوطني إلى درجة غير مسبوقة. استعمار ركّزعلى تدمير خصال المواطن السوري التي ميزته أيام الاحتلال الفرنسي فغرس الخوفواستأصل الرجولة والشهامة. استعمار غريباستخدم لغة البلد فقلب تطبيق المصطلحات والدلالات فأصبحت الحرية أن يمر كل سوري حرشريف بالمعتقل والوحدة العربية أن يبتعد عن العرب الى أحضان إيران والصمود والتصديأن لايطلق طلقة واحدة على الجولان. اليومفي ذكرى الجلاء يرفع الثوار الأبطال في الداخل شعار (استقلالنا برحيل آل الأسد). وكل السوريون الأحراريرون المشهد بوضوح ويؤمنون أنهم يحاربون ضد استعمار حقيقي بشع وأنهم يخوضون حربتحرير وطنية عظمى.. حربتحرير مقدسة فيها طلائع المجاهدين الذين يطهرون الأرض ويحررونها شبرا شبرا... ومنبعدهم في هذه الحرب من يؤازر ويناصر ويدفع ... ولاعذر بعداليوم لمتفرج أو محايد ... فإما أن يكون السوري اليوم (عوايني) مع المستعمر المستأسد الغاشم أو مع عمليةالتحرير الوطني العظيم في ثورة ليس كمثلها ثورة منذ قرون .... سلام على شهدائها..والله أكبر.