القدس - خاص ل"مصر الجديدة" - يصل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى المنطقة في نهاية الأسبوع، وحسب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فكتوريا نولاند، سيلتقي كيري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، ومن ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، في مطلع الأسبوع المقبل. ويأمل كيري في زيارته الثالثة لإسرائيل أن يقرّب وجهات النظر بين نتنياهو وعباس، مشجعا الزعيمين على اتخاذ خطوات لبناء الثقة بينهما. ويظهر في التصريحات الأمريكية أن إدارة أوباما تواصل في ديبلوماسيتها المتحفظة والحذرة فيما يتعلق بالمفاوضات، إذ صرحت نولاند، أمس، بأن كيري لا يحمل معه "خطة كبيرة"، وأن الإدارة الأمريكية لن تقدم أكثر مما يقدر الطرفان على تقديمه من أجل استئناف المفاوضات. وأوضحت المتحدثة الأمريكية قائلة عن زيارات كيري المتكررة إنها "تعكس التزام الرئيس الأمريكي وكيري نفسه بفحص ما بوسعنا عمله، لكننا حتى الآن لا نعرف ما بإمكاننا عمله". وأشار متابعون في إسرائيل إلى أن زيارة كيري تعكس مواصلة الجهود الأمريكية لجسر الهوة بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، وتمهيد الطريق إلى مفاوضات مباشرة، إلا أن قضايا مركزية أخرى تشغل الأمريكيون أبرزها الملف السوري، والإيراني. ودلالة على هذا يشير هؤلاء إلى أن كيري سيصل مساء يوم السبت إلى اسطنبول، ليبحث مع نظيره التركي مستجدات الملف السوري، وليدفع قدما مساعي المصالحة بين تركيا وإسرائيل، والتي انطلقت بعد اعتذار "نتنياهو" هاتفيا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي. ويصل كيري إلى المنطقة وسط أجواء من التوتر تسود بعد وفاة الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان، ميسرة أبو حمدية، في السجن الإسرائيلي، وتصاعد المظاهرات وأعمال العنف في المناطق الفلسطينية جرّاء ذلك، وإطلاق صواريخ وقذائف هاون من قطاع غزة نحو جنوب إسرائيل. ورغم التوتر، يعتقد الأمريكيون أن ثمة فرصة لاستئناف عملية السلام المتعثرة في الوقت الراهن، لا سيما بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة، وحديثه عن أهمية إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وأشار مسؤول إسرائيلي في القدس إلى أن تصرفات السلطة الفلسطينية توحي بأنها غير جدية في نيتها استئناف المفاوضات، مستشهدا بقضية موت الأسير أبو حمدية، لا سيما أن السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بموته. وصرّح مسؤول فلسطيني كبير لصحيفة "معريف" بأن مصلحة السلطة في الحاضر هي تخفيض لهبة أحداث العنف في مناطق الضفة، وأن السلطة لا تريد أن تأجج الشارع الفلسطيني عشية وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى رام الله. وأضاف المسؤول أن قوات الأمن الفلسطينية تتجول في مواقع الاشتباكات، بغية التصدي إلى أعمال العنف. وخلص المسؤول إلى القول إن "الاحتجاجات التي خرجت في أعقاب موت الأسير أبو حمدية ستخمد في غضون أيام". وفي غضون ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس" الخبر عن مسؤول فلسطيني وآخر إسرائيلي، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قرر تجميد الإجراءات الفلسطينية المخططة في أروقة الأممالمتحدة، ولا سيما التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، دعما لجهود وزير الخارجية جون كيري الرامية لاستئناف المفاوضات. وجاء في صيغة القرار حسب "هآرتس"، والذي اتخذ في جلسة اللجنة المركزية لحركة فتح، أن السلطة ستدعم المساعي الدولية المبذولة لكسر الجمود في عملية السلام "لمدة محدودة"، وأوضح المسؤول الفلسطيني أن هذه المدة تعني بين 8 أسابيع إلى 12 أسبوعا، بدءا من زيارة أوباما للمنطقة في 22 مارس (آذار). وعلّق المسؤول الإسرائيلي على ذلك قائلا إن جدول الزمن الأمريكي مختلف، حيث خصص وزير الخارجية الأمريكي كيري 3 أشهر إلى 6 أشهر لتمهيد الطريق حتى الوصول إلى مفاوضات مباشرة. ونقلت وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية توقعات الجانبين قبيل مجيء كيري، إذ نشرت صحيفة "القدس" الفلسطينية، أن الرئيس الفلسطيني عباس مستعد للقاء نتانياهو في حال "أفرجت إسرائيل عن 120 أسيرا فلسطينيا في السجون منذ ما قبل اتفاقات أوسلو عام 1993". وجاء في الإعلام الإسرائيلي أن نتنياهو يتوقع أن يكف الفلسطينيون عن سعيهم أحادي الجانب في الأممالمتحدة، وعلى وجه الخصوص التوجه إلىالمحكمة الجنائية الدولية. وفي ذلك، شددت الإدارة الأمريكية على مطلبها العودة إلى مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة. واجتمع في إسرائيل مساء أمس المجلس الوزاري المصغر لمناقشة مستجدات الشأن الفلسطيني قبيل وصول كيري، واستعرض خلال جلسة مطولة رئيس المخابرات العسكرية، أفيف كوخافي، ورئيس الأمن العام "شاباك"، يورم كوهن، ومنسق العمليات في الضفة الغربية، إيتان دنغوت، معلوماتهما فيما يتعلق بالوضع الراهن في الضفة الغربيةوغزة. وجاءت هذه الجلسة من أجل تقليص التفاوت في المعلومات بين أعضاء المجلس حول الملف الفلسطيني، خاصة الأعضاء الجدد مثل: يائير لبيد، ونفتلي بينت، وجلعاد أردان.