أخي الإخوا - سلفي: تصالح مع من اغتصبك، مع من سرقك، مع من قتلك... لكن "الثورة": أبدا لا تصالح أعداءها، فإما معها أو عليها. و.. بعيدا عن تلك "القلة القليلة" التى قبضت عليهم الثورة من أفراد عصابة "آل مبارك"، وبدلا من أن تعدمهم لوجه القصاص بحق الله – للأسف - حاكمتهم، بنفس قوانينهم المصنوعة علي أيدي (ترزيتهم) الفاسدين وأقرتها برلماناتهم المزورة، لكي تكون لهم ملاذا وجسر هروب آمنٍ إلي البراءة وقت اللزوم........ وفيم يحسب هنا لأبناء الثورة الشرعيين وليس "اللقطاء" منهم، إصرارهم على الصمود في الميادين، اعتصاما وراء اعتصام ومذبحة وراء مجزرة، ومظاهرة تلو مسيرة، حتى رضخ طنطاوي وأعوانه – أعوان مبارك بمن فيهم نائبه الخاص "عبد المجيد محمود" – وأحالوا الجواسيس والسفاحين واللصوص إلى المحاكمة في شهر (يوليو 2011)، تنفيذا لأحد أهداف الثورة الإحدي عشر، التى أعلن عنها فور التنحي، فالعار علي من انسحبوا من الميدان قبل ذلك بكثير، بالتحديد بعد بضعة أيام من (فبراير 2011)، بعد أن ضمنوا تحقيق هدفهم هم، ألا وهو كرسي الحكم. وبعيدا عن مسارات القضايا التى يحاكم بها معتادي الإجرام بتهم على غرار "دهس قطة في الطريق العام"، مما يعني عودتهم للحياه وسط البشر بشكل طبيعي جدا، رغم خطورتهم الداهمة على حياة أي كائن حي علي وجه الأرض، بل وعلي الأرض ذاتها....... فإن إعلان مجلس وزراء حكومة الإخوا – سلفيين" أخيرا، عن إصدار قانون يقضي بالتصالح مع أفراد العصابة، التى لم يتم القبض عليهم وهم من الأعمدة الرئيسية للنظام "البائد"، إذا ما قاموا برد جزء من المسروقات، يعني أن أمام هؤلاء المجرمين فرصة جديدة سانحة للعودة من جديد ليس فقط لمواصلة نهبهم وقتلهم الناس بغير حق، بل وللانتقام ممن حاولوا إصلاح ما أفسدوه، استغلالا لما لهم من أموال طائلة ونفوذ عائد بقوة وعلاقات بعصا النظام الغليظة "الداخلية"، التى اعترف أحد قياداتها ويدعي اللواء "على عبد المولى" - مساعد وزير الداخلية لشئون حقوق الانسان - منذ ساعات قلائل، أن "إعادة هيلكة الداخلية تستلزم تغيير عقيدتها"، ومعني ذلك ضمنيا استحالة إعادة هيكلتها، بل المطلوب إزالتها من الوجود، هي وعقيدتها القائمة علي تأليه الحاكم وبالمقابل إدمان قهر الشعوب. والسؤال الموجه لمجلس الوزراء ومن وراءه، من يضمن الا يعود معتادي نهب الشعوب لممارسة جرائمهم، واستكمال نهب ما تبقي من الشعب المصري المنكوب بحكامه، فلا يذهب أحدهم إلا يأتي من هو أشد وطأة وتنكيلا به؟؟؟ من يضمن ألا يعاودوا تواطئهم مع الكيان الصهيو أميريكي الراعي لأنشطتهم الهدامة لأسس المجتمع من إمكانيات وموارد وثروات وأخلاقيات وقيم ومبادئ؟ من يضمن ألا يعاود الجاسوس الشهير "حسين سالم" أنشطته المضادة للأمن القومي المصري بتسهيل بيع غاز مصر للعدو الصهيوني بأبخس الأسعار؟ من يضمن ألا يساعده في جرائمه التى تستوجب الإعدام، تابعه سامح فهمي واللوبي الأمريكي من أعضاء الغرفة التجارية المصرية – الأميركية المشتركة، وعلي رأسهم "رشيد محمد رشيد"؟ من يضمن ألا يعاود كبار رجال الحزب الوطني المنحل (ولا هو منحل ولا حاجة) وضع أيديهم على الأراض الصحراوية ثم "تسقيعها" ومن ثمَّ المتاجرة فيها مقابل المليارات على حساب ملايين الشباب العاجزين عن توفير أمتار في أمتار قلائل كمسكن مناسب لحياه كريمة؟؟؟ من يضمن ألا يعاود كبار مستوردي الغذاء المسرطن، قتل المصريين ببطء، وإمراضهم بأخبث الأمراض، ثم إذلال الفقراء منهم في مستشفيات الأغنياء، في ظل تدني مستويات العلاج في مستشفيات الحكومة، والتقارير الدولية والرسمية تؤكد أن عصابة آل مبارك تركت مصر وشعبها الأكثر إصابة بأمراض الكلي والكبد وفيروس سي وأنواع السرطانات التى لم يعرفها المصريون في تاريخهم من قبل؟؟؟ ثم السؤال الأهم: بأي وجه سيكون هناك حق لمن تصالح مع مجرم – سابقا – أن يحاسبه إذا سرق – لاحقا؟؟؟ أم أن شروط الصلح مع المجرمين ممتدة بأثر متصل إلى يوم الدين، و"ساعتها الحساب يجمع"؟؟؟ إن المبرر الذي يدلسون به علي المصريين، ليوهمومهم بأن الصلح خير مع المجرمين وأنه لصالحهم ولوجه الوطن ولا شيئ آخر، بدعوي أن خزانة مصر خاوية، وأن الضرورات تبيح المحظورات، قد يكون فقط مقنعا لأصحابه، ولكنهم نسوا أمرا أحسبه مهما جدا: أنهم بذلك يؤسسون لدولة اللصوص، الدولة التى تقوم علي مبدأ يقول: كن غنيا واسرق ما شئت، فسوف تجد "الديب" والسيجار في فمه لكي يدافع عنك، وفي النهاية تتصالح الحكومة معك، مقابل دفع المعلوم، أما إن تكن فقيرا وتجرؤ علي أن تسرق ما تقيم به أودك، فحذارِ والويل لك. وإلى هؤلاء المتصالحين مع الطاغوت، أذكرهم جميعا أن الذي بيننا – كشعب – وبين عصابة آل مبارك، ليست حفنة من الدولارات، يدفعونها وانتهي الأمر، ولكنها مسألة مبدأ وقضية قصاص وعقيدة احتكام لشرع الله، الذي اتخذتموه شعارا بلا فعل، تتأكلون منه انتخابيا، وتشترون به مقاعد البرلمان. ولا أريد أن أقسو أكثر وأذكر الإخوة في تحالف "الإخوا – سلفيين"، أن أيا منكم، كبيرا أم صغيرا، كان يأمن علي شرفه الشخصي، ناهيك عن شرف نسائه وأهله، في عهد النظام الذي أسقطته الثورة، وأن الآلاف منكم كان يتم "الاحتفال" بهم علي طريقة أمن الدولة الشهيرة، ولا أريد أن أفسر أكثر من ذلك. الخلاصة، أن المتصالح على شرفه، يكون ما أسهل عنده أن يتصالح علي أي شيئ آخر، سواء كانت دماء الشهداء، التى لا تدانيها أموال الدنيا، أو علي الأموال ذاتها. والنهاية مع حديث رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم: "إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".