أحدثت الاشتباكات التى جرت بالأمس أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين، ردود فعل متباينة، ففي حين برر متحدث باسم التيار الشعبي العنف والعنف المتبادل ما بين المعارضين للجماعة وبين شبابها، إلى وصغه برد الفعل الطبيعي عقب الاعتداءات التى تعرض لها محتجون سلميون وصحفيون من جانب "بلطجية" الإخوان قبل أيام، على حد تعبيره. علي الجانب الآخر اعتبر الدكتور أحمد عارف المتحدث باسم الإخوان المسلمين في تعليقه على محاصرة مقر الإخوان المسلمين بالمقطم، أمس بقوله أن المشهد الجنائى أقحم فى المشهد السياسى. وأكد “عارف” خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج “الحياة الآن” على قناة “الحياة” أن الإخوان استهدفوا وهم فى طريقهم إلى المقر، وكأن الأمور مرتبة ترتيبا دقيقا مستنكرا وجود عبارات تحريضية من نشطاء لحرق مقرات الإخوان، باعتباره عملا ثوريا واعتبارهم حرق الإخوان أنفسهم ثورة. وندد عارف بما حدث اليوم لمقر الإخوان بالمنيل من محاصرة فتيات الإخوان فى المقر أثناء الاستعدادات للاحتفال بعيد الأم، وتكريم بعض الأمهات بهذه المناسبة، مؤكدا إنه لولا تدخل الأهالى والتصدى لحصار البلطجية لحدث ما لا يحمد عقباه، وشدد بنبرة تهديد واضحة قائلا: “لولا الضغوط التى تمارس على شباب الإخوان والالتزام بضبط النفس إلى أقصى درجة وعدم الرغبة فى اللجوء إلى العنف، "لاستطعنا إنهاء هذا المشهد فى نصف ساعة"، على حد قوله. وفي السياق أكد الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن ما حدث أمس من اشتباكات لم يزعجه، مضيفا: “رغم ألمى للإصابات والتضحيات والوقت الذى يهدره هؤلاء فيما لا يفيد، كناطح صخرة يوما ليوهنها فما أوهنها ولكن أعيا قرنه الوعل”. وأضاف عبر تدوينه على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” قائلا: “لقد مر على الإخوان عهود ثلاثة ملوك (فؤاد وفاروق وأحمد فؤاد)، وأربعة رؤساء فى الجمهورية الأولى بعد القضاء على الملكية (نجيب وعبد الناصر والسادات ومبارك)، انتهى هؤلاء جميعا وبقى الإخوان؛ دعوة ربانية إنسانية عالمية، وهيئة إسلامية جامعة، وانتشرت فكرتها فى قارات الدنيا الست فى أكثر من سبعين بلدا، كلهم يعمل وفق نفس المنهج ويتبع قانون وطنه لصالح شعوبهم ولخدمة أوطانهم”. وتابع العريان قائلا: “لم يفت فى عضد الإخوان، قتل مؤسس دعوتهم وبانى جماعتهم الإمام البنا وعمره 42، عاما، سنوات المحن الطويلة فى سجون ناصر والسادات 20 سنة، حرمانهم من حقوقهم الدستورية والقانونية ومطاردة أولادهم بعيدا عن مراكز التأثير، الجيش والشرطة والنيابة والقضاء والتدريس والأوقاف.. الخ، مصادرة أموالهم وإغلاق شركاتهم وتشريدهم خارج البلاد”. وأضاف العريان قائلا: “محاولات مستمرة لتمزيق وحدتهم وتفريق جماعتهم وزرع الفتن فى صفهم، شراء البعض منهم بمناصب وزارية أو مواقع تنفيذية. بقيت الفكرة ناصعة وزادتها التضحيات رونقا وازداد تماسك الصف بفعل المحن المتتالية وحول الله كل محنة إلى منحة وأقبل الشباب أفواجا على دعوة الحق والقوة والحرية. وتابع: “واليوم يدخل الإخوان مرحلة جديدة فى امتحان آخر سيوفقهم الله فيه طالما بقيت مبادئهم كما هى وشعاراتهم راسخة فى قلوبهم، الله غايتهم، الرسول قدوتهم، القرآن شرعتهم، الجهاد سبيلهم، الموت فى سبيل الله أسمى أمانيهم، وسيظل صفهم قويا ما تمسكوا بإركان بيعتهم، الفهم، والإخلاص، والعمل، والجهاد، والتضحية، والتجرد، الثبات، والأخوة، والطاعة، والثقة”. أما د. محمد البلتاجي، فوصف المشهد الدامي الذي جرت وقائعه أمس، قائلا: ما حدث أمام المقر العام للاخوان المسلمين بالمقطم جرائم جنائية لا علاقه له بالثوره أو الثوار أو العمل السياسي. وواصل: العجيب أننا نجد أن البعض يسأل ..لماذا يأتي شباب الاخوان لحماية مقر الجماعة؟ علينا أن نعرف من يوزع أدوار البلطجة وينسقها ..ليتم احراق اكثر من مقر للاخوان في أنحاء الجمهورية. من جانبه أكد الكاتب الصحفي سليم عزوز أن سكوت جبهة الإنقاذ وعدم خروج إدانة ما ارتكب من أعمال إجرامية أمر يفقدها الثقة والاعتبار ويؤكد أن مصر تدفع ثمن أحلام من يحلمون بالكرسي الكبير. وفي تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قال عزوز: "سكوت جبهة الإنقاذ علي كل الأعمال الإجرامية التي اترتكبت وبدون إدانة لائقة، أمر يفقد الجبهة الثقة والاعتبار، ويشير إلي أن مصر تدفع ثمن أحلام اليقظة لدي من حلموا بالكرسي الكبير، فخذلتهم الجماهير". وأضاف: "الاعتداء علي الزميل مصطفي الخطيب بجريدة الحرية والعدالة، من قبل بلطجية الشوارع مدان بكل لغات الدنيا، واستخدام المولوتوف والأسلحة البيضاء في مظاهرات قالوا إنها خرجت للثأر للكرامة عمل مدان ومجرم. وشدد على أن إضرام النيران في جسد إنسان قالوا إنه من الإخوان، جريمة لا تغتفر.