أعلن الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، عن أنه لن يعطى صوته أو يؤيد الرئيس مرسى مرة أخرى فى الإنتخابات وطالب من يريد أن يسقط مرسى أن يسقطه بالآليات الشرعية عن طريق صندوق الإنتخابات وليس بإلقاء الطوب والحجارة أو إشعال حرائق بزجاجات المولوتوف الحارقة جاءت تصريحات نور خلال المؤتمر الجماهيرى الحاشد الذى اقيم فى منطقة الهرم عقب إفتتاح مقراً جديداً لحزب غد الثورة بشارع العشرين بمحافظة الجيزة. وقال نور، أننا نعيش الآن زمن لا يستمع فيه أحد لأحد وأصبح الكل غضبان والكل ثائر وأصبحنا فى زمن الثورة فيه بلا ثمن بعد أن كنا ثوار فى زمن كانت للثورة ثمناً باهظاً وتكلفتها حياتك، لكن الآن أصبح الجميع ثوار وأصبح ثمن الثورة قليل، وأضاف نور أننا كنا ثوار فى زمن كانت فيه الثورة والشجاعة والمواجهة هى العملة الصعبة وكنا فى مقدمة الصفوف ودفعنا الثمن الباهظ لذلك، أما الآن أصبح العقل والحكمة والوطنية هى العملة الصعبة وأيضاً نحن الآن فى مقدمة الصفوف وندفع ثمن ذلك. وأوضح نور أنه بعد عامين من يوم رحيل مبارك يجب أن نسأل أنفسنا أين نحن الآن؟ وماذا حققنا؟ وما هو حال بلدنا بعد زوال الكابوس؟ وهل حققنا ما تمنيناه ونطالب به؟ أم أننا فى مسار متعرج ومرتبك نخطو خطوة للأمام ونرجع خطوات للخلف، وأشار نور إلى أننا يجب أن ندرك أن الثورات لا تحقق أهدافها بين ليلة وضحاها أو أن هناك ثورة أستطاعت أن تنجز كل أهدافها فوراً، فهل معنى ذلك أن علينا الإنتظار وفقط على إعتبار أننا شعب حمول وصبور؟ لا.. لكن المسألة ليست فقط بالصبر لكن علينا أن نطمئن أننا على الطريق الصحيح وأننا نملك الأدوات الصحيحة التى تمكنا من تحقيق أهداف ثورتنا وهى الآليات الديموقراطية وليست آليات العنف كرد فعل أو العنف كفعل لأن العنف يعتبر جريمة سواء كان من جانب الدولة أو من جانب أفراد. وشدد نور، على ان تصحيح المسار يكون بالصندوق والآليات الديموقراطية الصحيحة وليس بالمولوتوف، كما أشار نور إلى أن العام ونصف فى ظل حكم المجلس العسكرى كانت تسير من سيئ لأسوأ، وبعد أن جاءت الإنتخابات أخترنا الدكتور مرسى لأنه كان ينتمى لمعسكر الثورة وليس الثورة المضادة أو النظام القديم، وكان هذا الإختيار مرتبط بشروط وتعهدات وإلتزامات أولها أن يكون الرئيس الجديد رئيساً لكل المصريين وأن ينقل مصر لدولة راقية وتوفر العيشة الكريمة لأبنائها. وأعرب نور، عن إحباطه من أداءه الحكومة الحالية والتى كان ينبغى عليها تنفيذ تعهدات الرئيس الذى قطعها على نفسه لكننا فوجئنا بأن الحكومة فارغة من الكفاءات ورئيس وزرائها ليس لديه رؤية أو برنامج فى وقت تمر فيه مصر بازمة إقتصادية وسياسية طاحنة، وحمل نور الرئيس مرسى مسئولية الإختيار الخاطئ. وألتمس نور، العذر للرئيس مرسى وأوضح أن الظروف التى يمر بها صعبة ولا أحد يريد أن يمد له يد العون والمساعدة وأصبح منفرداً، وبالرغم من الإيجابيات التى حققها من إنهاء حكم عسكرى أستمر 60 عام بما شابها من إستبداد وأثنينا عليه فى ذلك، لكنه عاد وأصدر إعلان دستورى خاطئ وكان لابد من معارضته وشكلنا جبهة الإنقاذ فى مواجهته، لكن عندما يدعونا للحوار والمناقشة فرضنا وجهة نظرنا بإلغاء هذا الإعلان الدستورى الخاطئ وعندما صحح الخطأ قلنا له أصبت. ووجه نور، رسالة إلى من يراهنون على عودة الحكم العسكرى مرة أخرى أن رهانهم خاطئ،موضحاً بأن المسيرة القادمة يجب أن تكون لبناء مصر، مشدداً على أنه لا يوجد أى صفقة بينه وبين نظام الحكم أو حتى المعارضة. وطالب نور، بإستعادة وإسترجاع روح العقل والحكمة والرشادة، مؤكداً علي أن مصر لن تنتحر والرغبة فى الحياة أكبر بكثير من الرغبة فى الإنتحار، وطالب نور ممن يريدوننا الإنتحار أن يتقوا الله فينا لأن مصر بلد الجميع ولا يجب التضحية بدم أحد ومن يموت مصرى وكلهم أبائنا وأخوتنا سواء من المدنيين أو من الشرطة. وأوضح نور، أنه فى حالة إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة فلن يستمر أى رئيس جديد أكثر من أسبوع لأن معارضوه سيطالبون ايضاً بإنتخابات مبكرة جديدة وفى هذه الحالة ستتحول مصر إلى صومال أخرى ونحن لا نريد مصر ان تصبح صومال أو عراق بل نريدها أن تصبح مصر وذلك يحتاج أن نستدعى الضمير الوطنى ونحتاج لكل الأصوات العاقلة من جميع القوى. وأشار نور، أنه لن يقول لمرسى "أرحل" كما قالها لمبارك قبل الثورة فى رسالته الشهيرة لأن من جاء بصندوق الإنتخاب لا يرحل إلا بصندوق الإنتخاب ويجب التفريق بين الخلاف مع الرئيس مرسى وبين حبنا لبلدنا لأنه يجب أن تكون مصر نصب أعيننا أولاً وأخيراً لأن مصر أكبر من الكل. وأعلن نور، أن حزب غد الثورة سيعقد مؤتمراً إقتصادياً قومياً خلال الفترة من 23-25 فبراير الجارى بجامعة عين شمس وسيحضره العديد من الخبراء المحليين والأجانب لتقديم روشتة إنقاذ للإقتصاد المصرى موضحاً أن المعارضة الحقيقية هى من تقدم بدائل وحلول ورؤية واضحة، كما أعلن عن تنظيم مؤتمر آخر خاص بالتعليم ومؤتمر ثالث خاص بالصحة خلال السابيع القليلة القادمة. وبخصوص الإنتخابات طالب نور من المئات الذين حضروا المؤتمر الشعبى بأن يعطوا أصواتهم فى الإنتخابات القادمة للمعتدلين من أى تيار وطالبهم بإسقاط كل المتطرفين فى آرائهم ومواقفهم سواء كانوا من تيار الإسلام السياسى أو من التيار المدنى، وأعلن دعمه لمرشح حزب غد الثورة بمحافظة الجيزة "محمد إسماعيل". وفى نهاية كلمته أوصى نور، بعدد من الوصايا أولها أن يقوم الرئيس مرسى بمصالحة وطنية شاملة بدون عزل أو إقصاء أحد، ثانيها العمل على تعديل المواد الخلافية فى الدستور وتقديمها فى أول جلسة لمجلس النواب القادم، وأوصى نور مرسى بالتخلص من الحكومة الحالية ورئيسها قنديل وأن يحتار شخصية وطنية مستقلة لتدير إنتخابات حرة ونزيهة، وطالب نور بأن يغير مرسى من فريقه الرئاسى والذى أعتبره دون المستوى ويجب أن يكون متنوعاً يعبر عن توجهات أخرى بخلاف توجهات الرئيس، شدد نور على أن يجب أن يكون الرئيس مرسى رئيساً لكل المصريين وليس لفصيل واحد، وطالبه أيضاً بالشفافية والوضوح، وأخيراً طالبه بعدم العناد فى حالة وجود أخطاء وعليه الإعتراف بها وتصحيحها فى الوقت المناسب وقبل فوات الأوان.