يتوجه الرئيس عمر البشير، غدا الثلاثاء ، إلى القاهرة على رأس وفد السودان المشارك في الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي التي تستضيفها القاهرة يومي الأربعاء والخميس القادمين. ويلقي البشر خطابا يتناول فيه عددا من القضايا المطروحة أمام القمة، التي تعقد تحت شعار "العالم الإسلامي.. تحديات جديدة وفرص متنامية". ويرافق الرئيس السوداني وفد يضم كلا من وزير رئاسة الجمهورية الفريق ركن بكرى حسن صالح ووزير الخارجية علي كرتي. وتناقش القمة عددا من الموضوعات السياسية ذات الأهمية للعالم الإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية والاستيطان الإسرائيلي ومواجهة ظاهرة ازدراء الأديان السماوية، ومكافحة ظاهرة الخوف من الإسلام "الإسلاموفوبيا". كما تنظر القمة في عدد من المسائل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتعلقة بتعزيز جهود مكافحة الفقر وتسريع وتيرة التنمية وتحسين الأوضاع المعيشية للمسلمين وتدارس التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية بشكل عام وسبل التعامل معها. أكد السودان حرصه الشديد على اقامة طبيعية مع الولاياتالمتحدةالامريكية .. مشيرا انه ليس لديه أي برنامج لمعاداة امريكا والوقوف في وجهها. وقال د.مصطفى عثمان اسماعيل الوزير بالمجلس الاعلى للاستثمار في السودان ، كل الذي نريده الا تتدخل امريكا في شئوننا الداخلية وان تتعامل معنا بمنهج يقوم على المصالح المشتركة وان فعلت هذا فنحن احرص مانكون على علاقة طيبة معها . واشار الى وجود نماذج من التعاون المحدود الاقتصادي مع الادارة الامريكية حيث تم استثناء بعض الشركات الامريكية من الحصار المفروض على السودان الذي تنفذه مؤسسة الاوفاك التابعة لوزارة الخزانة الامريكية وهي التي تمنح الاستثناءات حيث اعطت استثناءات للصمغ وبنك الخرطوم والشركة المنفذة لسكر النيل الابيض . ووصف الاستثناءات التي حدثت من قبل امريكا بانها رمزية واذا نجحت ستشجع الشركات الاخرى للعمل في هذا المجال وستعطي اشارة بان المصالح مسألة في غاية الاهمية ويجب علينا الا ننتظر رفع الحصار .. مشيرا الى عدم ثقته بصدور قرار برفع الحصار في ظل وجود الكونجرس الامريكي بشكله وعدائيته الحالية اضافة لقوى الضغط الموجوده . وقال ان حدث رفع الحصار فهو الافضل خاصة وان وزارة الخارجية السودانية تنظر بصورة ايجابية لتولي جون كيري لمنصب وزير الخارجية الامريكية ..مشيرا ان التعامل مع القطاع الخاص والشركات الامريكية التي تريد ان تستثمر في السودان سيحقق هذا الاتجاه . وتطرق الوزير بالمجلس القومي للاستثمار في السودان للوثيقة التي وقعتها بعض احزاب المعارضة مع المتمردين.. وقال انها جاءت بنتائج عكسية عليهم فهم كانوا يريدون توحيد المعارضة ووضعت الوثيقة الاساس لتمزيق المعارضة واشار الى ان حزب المؤتمر الوطني سيفتح حوارً جادً مع القوى الوطنية الموجودة داخل السودان التي ارتضت بالعملية السلمية والتبادل السلمي للسلطة خاصة ونحن نطرح الان وثيقة الدستور وهي مفتوحة لكل من يريد المشاركة ونؤمن بان يكون الدستور انعكاسا يجد كل سوداني نفسه فيه . واكد ان حزب المؤتمر الوطني في السودان بعد ان يقيم حملته ضد وثيقة المعارضة والمتمردين سيفتح حوارً جادً مع القوى المختلفة حسب موقفها من الوثيقة واكد انه لاتهاون في التعامل مع اعداء الوطن والجهات التي تسعي لنيل الحقوق بالقوة وعليها ان تسلك الطرق السليمة المتاحة ان ارادت التغيير عبر الانتخابات ووفق قواعد الدستور والقانون ونهج الحوار سبيلا للتداول السلمي للسلطة والاحتكام لاختيار الشعب السوداني واحترام رغبته واختياره وان أي خروج عن ذلك مرفوض وسيتم حسمه بالطرق اللازمة والمناسبة لذلك . من جانبه أكد د. بدر الدين أحمد إبراهيم ، الناطق باسم الحزب الحاكم في السودان، رفض حزبه لأية ضغوط أمريكية على الحكومة من أجل التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، وأعلن عدم قبول السودان أية إملاءات للتطبيع مع واشنطن. وانتقد بدر الدين في تصريحات أمس، حديث القائم بالأعمال الأمريكي الذي اشترط التطبيع مع الخرطوم بحل أزمات البلاد والاتفاق مع دولة الجنوب، وقال إن السودان دولة ذات سيادة ولن تقبل أية إملاءات من واشنطن، وأوضح أن مساءلة التفاوض مربوطة باتفاقات مع دولة الجنوب، ونفى وجود سلطة لدى واشنطن للضغط على الخرطوم، وأكد التزام الخرطوم التام بترتيبات القادة الأفارقة بشأن حل القضايا العالقة وأبيي داخل البيت الأفريقي، وقال إن النزاع مع قطاع الشمال لن يحل بالتعليمات، وأشار إلى أن القضايا العالقة مع الجنوب والتفاوض مع قطاع الشمال من القضايا الجوهرية لدى الحكومة السودانية. في تطور آخر ، نفت القوات المسلحة السودانية قيامها بأية خروقات أو قصف مع جنوب السودان ، وقال العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني "لم نقصف أي منطقة داخل أراضي جنوب السودان ولم ننفذ أي عملية عسكرية هناك ولم نشن أي هجوم على جنوب السودان". وأكدت ولاية جنوب كردفان وجود حشود عسكرية على المناطق الحدودية مع دولة جنوب السودان تشمل مناطق اللالوبة ودفاع والأبيض، معلنة جاهزيتها للتصدي لأي عدوان على الأراضي السودانية. وأكد معتمد محلية كيلك العميد ركن "م" بكري صالح الشريف في تصريح صحفي أن القيادات السياسية والتنفيذية والأهلية والأعيان، سيتقدمون المجاهدين للذود عن البلاد وحمايتها من كيد الأعداء، مشيراً للدفع بتعزيزات إضافية إلى مناطق الخرسان ومرافعين ومناطق بمبو وأم جلحة والجوقانة، بجانب أم ديدان والديبكر للتصدي لأي هجوم أو إعتداء من دولة الجنوب. واتهم الشريف حكومة الجنوب بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق التعاون المشترك خاصة فيما يتعلق بفك الارتباط مع المتمردين وتقديم الدعم الفني واللوجستي لهم بهدف زعزعة الاستقرار في المناطق الحدودية. في السياق تصدت القوات المسلحة لهجوم من الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب الفرقة الأولى على الحدود مع ولاية النيل الأزرق، ودمرت 5 مدرعات للجيش الشعبي. وقالت المصادر إن القوة تحركت من منطقة "البنيني" بولاية النيل الأزرق على حدود الجنوب.