أكد الدكتور بدر الدين أحمد إبراهيم الناطق باسم المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان ، بشأن دخول قضية أبيي مجلس الأمن واتجاهه للوقوف مع الجنوب ضد السودان، أن الحرب أو القرارات لا يمكن أن تزحزح الناس عن حقوقهم، ونوه إلى حملة تقودها الحكومة عبر تحركات مكثفة مع المجتمع الدولي من أجل تقديم تنقرر ضَافٍ لإجلاء الحقائق بشأن أبيي. وتأكيد ما هو مُثبت بشماليتها، وأكد ضرورة ضمان مشاركة المسيرية في التصويت للاستفتاء باعتباره حقاً قانونياً. وأكد بدر الدين في تصريح صحفي أمس، تمسك السودان بتنفيذ وتطبيق اتفاق التعاون المشترك مع الجنوب، وأشار لأهمية تصحيح مفاهيم مجلسي السلم والأمن الأفريقي والدولي ودعاهما لانتهاج مبدأ الحياد والعدل في فصل القضايا. وطالب بدر الدين حكومة الجنوب للالتزام باتفاق التعاون المشترك وعدم السعي لتجزئة الاتفاق. وبشأن استئناف ضخ النفط في ظل عدم الاتفاق على بند الترتيبات قال: الكرة الآن في ملعب الجنوب باعتبار أن السودان نفذ ما يليه من التزامات.
من جهة أخري أعلن الجيش السوداني أمس إنه أحبط مخططاً لمتمردي "الجبهة الثورية" استهدف قصف الفاشر؛ كبرى مدن دارفور، من على بعد 25 كلم، وأكد وقوع مواجهات مع الجبهة أسفرت عن مقتل وإصابة متمردين والاستيلاء على عتاد عسكري.
وأعلنت الفرقة السادسة مشاة بولاية شمال دارفور أنها تمكنت من قتل اثنين من المتمردين وجرح آخر بجانب الاستيلاء على سيارتي دفع رباعي "لاندكروزر" وراجمة و29 صاروخاً من قوات الجبهة الثورية بمنطقة "حلة الشيخ" 14 كلم جنوب غربي مدينة الفاشر.
وسيرت قوات الفرقة السادسة مشاة كرنفالاً جاب الشوارع الرئيسية لمدينة الفاشر ابتهاجاً بإحباط محاولة قصف الفاشر. وقال قائد الفرقة؛ اللواء تاج الدين أحمد، إنه توفرت معلومات لقيادة الفرقة بأن هناك مجموعات من الجبهة الثورية أعدت الراجمات والذخائر بهدف قصف مدينة الفاشر وترويع المواطنين.
وأوضح قائد الفرقة أن القوات المسلحة رصدت تحركات "الجبهة الثورية" ووضعت كميناً محكماً لها أسفر عن وقوع اشتباكات بين الطرفين.
وأضاف تاج الدين ، أن القوات المسلحة تمكنت من هزيمة المتمردين وتكبيدهم خسائر فادحة، علاوةً على اغتنام راجمة وسيارتين أعدها المتمردون لاستهداف مدينة الفاشر. من جهته وصف نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات والتدريب للقوات البرية؛ الفريق يعقوب إسماعيل، الجبهة الثورية ب"المرتزقة والقتلة وقطاع الطرق والجبناء".
وقال إن متمردي الجبهة الثورية ظلوا يحاولون قصف مدينة الفاشر من على بعد 25- 30 كلم إلا أنهم لم يستطيعوا حتى الآن إيصال أي صاروخ إلى الفاشر، مؤكداً قدرة القوات المسلحة على دحر المتمردين.
فى السياق انتقد والي شمال دارفور؛ عثمان يوسف كبر، سلوك وتصرفات الجبهة الثورية التي سماها ب"الجبهة الصورية" لمحاولتها نقل تجربة جنوب كردفان "الساذجة" بقصف مدينة الفاشر.
وكشف كبر أن الراجمة كانت مصوبة في اتجاه معسكري أبوشوك والسلام لاستهداف النازحين الأبرياء، واصفاً الأمر بالمخزي.
وأكد الوالي أن حكومته ستكون بالمرصاد لكل "الطابور الخامس والمتربصين داخل مدينة الفاشر ويساندون المتمردين". ودعا المواطنين لأخذ الحيطة واليقظة والحذر ورصد "الطابور الخامس". وأشار إلى أن المتمردين لم يجدوا مكاناً يحتلونه ويلجأون إليه منذ عام 2003م سوى الوديان والجبال.
من جهته طلب رئيس حركة التحرير والعدالة في دارفور د. التيجاني السيسي رئيس السلطة الانتقالية امس بتكوين لجنة تحقيق في هجوم شنه الجيش على سيارتين تتبع لحركته بالقرب من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال السيسي في تصريحات صحفية إن القوات التي تعرضت للهجوم تتبع لحركته وكانت تقوم بمهمة روتينية وليست قوات تتبع لأي جهة أخرى. ودعا إلى تكوين لجنة مشتركة بين حركته والحكومة وفقاً لاتفاقية الدوحة للسلام والتي أعلن التزام الحركة بها.
في السياق اعتبرت الحركة في بيان لها امس ان الهجوم متعمد، مشيرة إلى أن قواتها كانت في طوف إداري قادم من مدينة الجنية عاصمة ولاية غرب دارفور.
ورأى البيان أن ماتم مؤامرة متعمدة من بعض السلطات، وقال إن السلطات كانت على علم بتحرك تلك القوات ومنعتها من الدخول إلى المدينة بعتادها وظلت متمركزة على بعد اثنين كيلومتر من مدخل بوابة مدينة كتم
وقال نائب رئيس الحركة للشئون العسكرية يس يوسف عبدالرحمن ، إن ما أعلنته القوات المسلحة حول قضائها على قوات الجبهة الثورية عارٍ من الصحة.
وأوضح أن القوات المذكورة تتبع للتحرير والعدالة، معتبراً أن هذا الاعتداء سيعرض عملية سلام الدوحة للانهيار ونسف العملية السلمية بأكملها في دارفور.